بينيت يأمر ببناء ’طريق السيادة’ الذي يمكّن البناء في منطقة E1 بدون قيود
قال الوزير إن الطريق السريع الذي يربط بين القرى الفلسطينية شمال معاليه أدوميم سيتيح للمسافرين اليهود الوصول إلى المستوطنات من القدس دون ’الاحتكاك’ مع الجيران العرب
أعلن وزير الدفاع نفتالي بينيت يوم الاثنين أنه أمر مكتبه بالمضي قدما في التخطيط لطريق سريع للفلسطينيين يخرجهم من منطقة E1 المثيرة للجدل – وهي جزء من الضفة الغربية بين القدس ومعاليه أدوميم – حيث تتقدم إسرائيل في البناء للمستوطنين في خطوات تهدف للضم.
وقال مكتب بينيت إن الطريق للفلسطينيين، الملقب بـ”طريق السيادة”، سيربط بين القرى الواقعة شمال مستوطنة معاليه أدوميم – الزعيم، عناتا، حزما والرام.
وأعلنت وزارة الدفاع في بيان “أنه يسمح للسيارات الفلسطينية بالتحرك دون العبور داخل كتلة معاليه أدوميم، بالقرب من البلدات اليهودية”، مضيفة أنه سيخفف من حركة المرور في المنطقة عن طريق فصل المسافرين اليهود والفلسطينيين.
وتابع البيان أنه “على المستوى السياسي، سيمكّن الطريق… البناء من أجل الاستيطان اليهودي في منطقة E1″، قائلا إنه سيقوم فعليا بربط القدس بمعاليه أدوميم.

وسيتم الآن تحويل مشروع الطريق السريع، الذي تم تجميده منذ ما يقرب من عقد من الزمن، إلى اللجنة العليا للتخطيط التابعة للإدارة المدنية، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع المسؤولة عن التصريح بالبناء في الضفة الغربية، حيث سيتلقى الموافقات الإضافية الضرورية لبدء أعمال البناء.
وفي بيان مرافق، قال بينيت إن الطريق السريع الجديد “سيحسن جودة حياة السكان في المنطقة، سيتجنب الاحتكاك غير الضروري [للإسرائيليين] مع السكان الفلسطينيين، والأهم من ذلك – سيسمح باستمرار البناء [في المستوطنات]”.
وخلص بينيت إلى القول: “إننا نطبق السيادة [على الضفة الغربية] بالأفعال وليس بالكلمات”.
وقالت جمعية “السلام الآن” أن وزارة الدفاع، من خلال إبعاد الفلسطينيين من منطقة E1، حيث تسعى إسرائيل إلى ترسيخ وجود المستوطنين، تمكّن التقدم في بناء الجدار العازل الأمني في الضفة الغربية حول معاليه أدوميم و منطقة E1، المعلق منذ وقت طويل.
وقالت الجمعية اليسارية في بيان إن “الطريق المخطط سيسمح لإسرائيل بقطع الضفة الغربية بالنصف… والغاء إمكانية بناء دولة فلسطينية قابلة للحياة”.
“الطرق الوحيدة التي بنتها إسرائيل للفلسطينيين خلال 52 عاما من سيطرتها على المنطقة كانت مصممة للسماح لإسرائيل ببناء مستوطنات أو حواجز تعوق الطرق الفلسطينية القائمة. لا توجد رغبة هنا لتحسين التنقل الفلسطيني، فقط لتوسيع المستوطنات”، قالت الجمعية.

وجاء إعلان بينيت بعد أسبوعين من أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمضي قدما بخطة لبناء حوالي 3500 منزل في منطقة E1 التي تم تجميدها منذ فترة طويلة بسبب اعتراضات من حكومات أجنبية داعمة لحل الدولتين.
ومن شأن المشروع شطر الضفة الغربية، ما يحد بشكل كبير من إمكانية التنمية في وسط دولة فلسطينية مستقبلية إذا تم إنشاؤها.
ويشتمل المشروع الذي أشار إليه نتنياهو فعليا على خطتين شمال معاليه أدوميم يبلغ عدد المنازل فيهما 3426 منزلا أعدتهما حكومة رئيس الوزراء السابق يتسحاق رابين في عام 1994 واجتازت مرحلة التخطيط الأولية المسماة “الإيداع” في عام 2004 في الإدارة المدنية، هيئة وزارة الدفاع المسؤولة عن المصادقة على البناء في المستوطنات. وتخلى رئيس الوزراء أريئيل شارون عن الخطط بطلب الرئيس الأمريكي جورج بوش.
وفي عام 2012 أعطى نتنياهو الضوء الأخضر وتمت المصادقة عليها مرة أخرى لمرحلة “الإيداع”. في ذلك الوقت ذكرت صحيفة “هآرتس” أن فرنسا وبريطانيا درستا استدعاء سفيريهما من إسرائيل ردا على المصادقة على الخطة. ولقد تم تجميد المشروع منذ ذلك الحين بسبب الضغوطات من الحكومات الأوروبية والولايات المتحدة.
وفي الشهر الماضي، أعلن نتنياهو رفع القيود عن البناء في حي “جفعات همتوس” الجدلي في القدس الشرقية، وقال إنه سيتم بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية للسكان اليهود هناك، بالإضافة إلى ألفي شقة أخرى لليهود في حي “حوما” القريب.