إسرائيل في حالة حرب - اليوم 489

بحث

بينيت: إسرائيل ترى أن إيران بدأت إعادة النظر بإستراتيجيتها في سوريا

وزير الدفاع: الجهود الإيرانية لإقامة وجود عسكري دائم شمال إسرائيل ’تضعف’، وإسرائيل ستصعد حربها ضدها

مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل

وزير الدفاع نفتالي بينيت يلقي كلمة في المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب،  29 يناير، 2020.  (Ariel Hermoni/Defense Ministry)
وزير الدفاع نفتالي بينيت يلقي كلمة في المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، 29 يناير، 2020. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)

قال وزير الدفاع نفتالي بينيت يوم الثلاثاء إن إسرائيل بدأت ترى علامات أن إيران تعيد النظر في جهودها لإقامة وجود عسكري دائم في سوريا.

وقال بينيت، وهو يتحدث في مؤتمر التكنولوجيا العسكرية 2020 الجديد في تل أبيب: “يمكنني أن أخبرك أننا نرى المؤشرات الأولية لضعف إيران والنظر في اتجاه جديد في سوريا”.

وأشار بينيت إلى أن هذا التغيير المحتمل في الاتجاه يرجع إلى الجهود الإسرائيلية لمواجهة الاستراتيجية الإيرانية، على الرغم من أن مسؤولين ومحللين آخرين في الدفاع قالوا إن هذا على الأرجح ناتج عن مقتل قائد قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني، في غارة جوية أمريكية الشهر الماضي. وكان سليماني، بصفته قائد فيلق القدس، مسؤولا إلى حد كبير عن تطوير وتنفيذ سياسات إيران في سوريا.

قال وزير الدفاع: “[الإيرانيون] يرسلون قوات لإقامة وجود هناك لإرهاقنا، لكننا نحول هذا الضعف إلى قوة. لدينا تفوق استخباراتي وعملياتي، ونخبر الإيرانيين بوضوح: أخرجوا من سوريا. لا يوجد شيء لكم هنا”.

قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني (يسار) مع المرسد الأعلى الإيراني علي خامنئي (Wikipedia)

وقال بينيت إن إسرائيل تعتزم تكثيف الضغط الذي تمارسه على إيران.

وقال بينيت: “إننا نتحرك من موقع دفاعي إلى موقف هجومي – إلى إضعاف، أو استنفاد، أو انهاك رأس الأخطبوط من أجل إضعاف ذراعيه”، مستخدما تشبيها كثيرا ما يستخدمه، مشبها إيران بالأخطبوط، مع الوكلاء الإيرانيين كأذرع.

وأضاف أن إيران أصبحت معرضة للخطر بشكل خاص الآن، حيث يواصل الناس في البلاد الاحتجاج على مغامرة الحكومة في الخارج بينما يتدهور الوضع الاقتصادي محليًا بسبب العقوبات المالية الأمريكية.

وقال بينيت: “هناك مظاهرات في شوارع إيران، يقول الشعب الفارسي لآيات الله: ’توقفوا عن هدر المال ودمائنا في المغامرات’.

وجاءت تصريحات وزير الدفاع بعد ساعات من نشر صور أقمار صناعية أضراراً كبيرة لمستودعات ومباني مكاتب في مطار دمشق الدولي، في أعقاب غارات جوية نُسبت يوم الخميس الماضي إلى إسرائيل.

وأظهرت الصور، التي أصدرتها شركة ImageSat الخاصة لتحليل صور الأقمار الصناعية، أن العديد من المستودعات، التي كانت تستخدم على ما يبدو لتخزين الأسلحة التي تم نقلها جواً إلى سوريا من إيران، قد تم تدميرها في الغارات إلى جانب مبانٍ متعددة تستخدم كمقر لعمليات في الموقع.

بالإضافة إلى ذلك، حظيرة الطائرات تضررت في الهجوم، الذي ألقت سوريا باللوم فيه على إسرائيل. وقالت ImageSat أن المبنى “كان يستخدم ربما لتخزين الذخيرة أو [صواريخ أرض جو]”.

صور أقمار صناعية تزعم إظهار الأضرار التي لحقت بمطار دمشق الدولي في الغارات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل في 13 فبراير، والتي تم إصدارها على يد ImageSat International في 17 فبراير 2020. (ImageSat International)

وفي حوالي الساعة 11:45 ليلا الخميس الماضي، أصابت صواريخ خمسة مخازن للأسلحة بالقرب من مطار دمشق الدولي، بما في ذلك هجوم على موقع عسكري جنوب العاصمة السورية، وفق ما نقلته قناة “العربية” الإخبارية نقلا عن مصادر لم تحدد هويتها.

وجاء الهجوم بعد ساعات من وصول شحنة – ذُكر أنها ذخيرة – إلى المطار من طهران، وفقا لبيانات الرحلة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سبعة أشخاص قُتلوا في الغارات، أربعة منهم من الحرس الثوري الإيراني وثلاثة من الجيش السوري.

وقالت كل من سوريا والمرصد إن إسرائيل تقف وراء الهجوم، ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الأمر، وفقا لسياسته المتمثلة في عدم تأكيد أو إنكار مثل هذه العمليات في الخارج.

نيران تتصاعد بالقرب من دمشق خلال هجوم على هدف بالقرب من العاصمة السورية في 13 فبراير، 2020 (Screen capture: Al-Ikhbariyah Syria TV)

ولدى سؤاله عن تورط إسرائيل المزعوم في الهجوم في مقابلة صباح يوم الجمعة مع اذاعة حيفا، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “لا أعلق على عملية أو أخرى”.

“لا أعرف ما حدث في الليل. ربما كان سلاح الجو البلجيكي”، قال.

وجاءت الضربات الليلة بعد حوالي أسبوع من سلسلة من الغارات الجوية على عدة أهداف بالقرب من دمشق في ساعات ما قبل الفجر يوم الخميس الماضي، والتي قُتل فيها 23 مقاتلا مواليا لإيران.

ولم يقر الجيش الإسرائيلي بتنفيذ الضربات، لكن وسائل إعلام رسمية سوريا حمّلت إسرائيل مسؤولية الغارات، وفي نهاية الأسبوع بدا أن وزير الدفاع نفتالي بينيت يتبناها، حيث قال أن إسرائيل شنت هجوما ضد إيران في الأسبوع المنصرم وأشار إلى أن “وسائل إعلام أجنبية ذكرت هذا الأسبوع أن 23 سوريا وإيرانيا قُتلوا هناك. هذه أعداد كبيرة وسنقوم بالمزيد”.

ولطالما أكدت إسرائيل على أنها لن تسمح لإيران – حليف رئيسي للطاغية السوري بشار الأسد – بإنشاء وجود عسكري دائم لها في سوريا وقالت إنها ستتخذ خطوات لإحباط مثل هذه الجهود. وتتهم إسرائيل إيران بالسعي لإقامة وجود عسكري في سوريا يمكن استخدامه كنقطة انطلاق لشن هجمات ضد الدولة اليهودية.

قوات الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود الإسرائيلية السورية، في مرتفعات الجولان، 3 يناير 2020. (Basel Awidat/Flash90)

رغم أن المسؤولين الإسرائيليين يمتنعون عموما عن تحمل مسؤولية ضربات محددة في سوريا، فقد أقروا بشن ما بين المئات والآلاف من الغارات في البلاد منذ بدء الحرب الأهلية السورية في عام 2011.

وقد وُجهت معظم هذه الضربات ضد إيران والميليشيات الموالية لها، لا سيما منظمة “حزب الله” اللبنانية، لكن الجيش الإسرائيلي شن أيضا غارات على الدفاعات الجوية السورية عندما أطلقت تلك البطاريات النيران على الطائرات الإسرائيلية.

اقرأ المزيد عن