إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

بيرني ساندرز: الديمقراطيون لا يتحدثون عن غزة خوفا من اللوبي المؤيد لإسرائيل

السيناتور اليساري المستقل يقول إن تهديدات إيباك ومجموعات أخرى بتمويل منافسين في الانتخابات التمهيدية تسكت أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، بنفس الطريقة التي يقيّد بها إيلون ماسك زملاءهم الجمهوريين

السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، المستقل عن ولاية فيرمونت، خلال ظهوره في برنامج The Late Show مع ستيفن كولبير على قناة CBS، 15 مايو 2025. (Screen capture: Youtube/The Late Show with Stephen Colbert)
السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، المستقل عن ولاية فيرمونت، خلال ظهوره في برنامج The Late Show مع ستيفن كولبير على قناة CBS، 15 مايو 2025. (Screen capture: Youtube/The Late Show with Stephen Colbert)

اتهم السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز يوم الخميس جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، وعلى رأسها لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، بإسكات زملائه الديمقراطيين عن انتقاد الحرب في غزة من خلال تهديدهم بتمويل منافسين لهم في الانتخابات التمهيدية.

وقال ساندرز، الاشتراكي المستقل عن ولاية فيرمونت، خلال ظهوره في برنامج The Late Show مع الكوميدي ستيفن كولبير: “أعتقد أن ما يجري في غزة مروّع، نحن نشهد الآن، في هذه اللحظة، أطفالًا يموتون جوعًا. لكن لماذا تعتقد أن عددًا أكبر من الديمقراطيين لا يتحدثون عن هذه القضية؟”

وأضاف ساندرز: “إذا تحدثت عن هذه المسألة، ستجد لجان العمل السياسي الكبرى مثل إيباك تهاجمك، تمامًا كما يهاجم إيلون ماسك الجمهوريين” الذين لا يلتزمون بخط الحزب في قضايا مثل الرعاية الصحية، في إشارة إلى أغنى رجل في العالم، الذي قدّم دعمًا ماليًا هائلًا لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتخابية.

في السياسة الأمريكية، لجنة العمل السياسي “الكبرى” (super PAC) هي منظمة يُسمح لها بإنفاق مبالغ غير محدودة لصالح مرشح ما طالما أنها لا تنسق بشكل مباشر مع حملته الانتخابية. أما لجان العمل السياسي العادية، فيُسمح لها بإنفاق ما يصل إلى 5000 دولار فقط لكل مرشح.

ولم تبدأ إيباك بجمع التبرعات لصالح مرشحين حتى انتخابات منتصف الولاية الأمريكية لعام 2022، عندما أسست لجنة عمل سياسية وأخرى كبرى. ووفق تقارير، أنفقت إيباك العام الماضي 14.5 مليون دولار — الأعلى حتى الآن — للإطاحة بالنائب الديمقراطي جمال بومان عن نيويورك، الذي اتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.

وظهور هذه اللجان الكبرى في الولايات المتحدة أصبح ممكنًا بعد حكم المحكمة العليا الأمريكية عام 2010 في قضية Citizens United ضد لجنة الانتخابات الفيدرالية، والذي اعتبر أن الإنفاق السياسي يعادل حرية التعبير السياسي، وبالتالي فهو محمي بموجب التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة.

ويحمّل ساندرز، الذي انتقد عقب إعادة انتخاب ترامب ما وصفه بـ”الأوليغارشية الأمريكية”، هذا الحكم القضائي مسؤولية تجاهل الحكومة لـ”احتياجات الناس العاديين”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث عبر الفيديو من إسرائيل أمام مؤتمر إيباك لعام 2019، في مركز المؤتمرات في واشنطن، 26 مارس 2019. (AP Photo/Jose Luis Magana)

وقال ساندرز لكولبير: “لماذا يصبح الأغنياء أكثر غنى، بينما 60% من شعبنا يعيشون من راتب إلى راتب، و800 ألف شخص ينامون في الشوارع؟ الجواب هو: نتيجة قرار Citizens United، أصبح لدينا نظام تمويل حملات فاسد”.

ساندرز، الذي ينحدر من أصول يهودية وكان قد تطوع في شبابه في كيبوتس إسرائيلي، يُعد من أشد المنتقدين لإسرائيل في الكونغرس الأمريكي، الذي دخله أول مرة كنائب في عام 1991، وأصبح سيناتورًا في عام 2007.

وقد نال شهرة وطنية في حملته المفاجئة عام 2016 لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية. وكان المرشح الوحيد الذي لم يحضر مؤتمر إيباك في تلك الدورة.

السيناتور، الذي يصوّت عادة مع الديمقراطيين في الكونغرس رغم أنه ليس عضوا في الحزب، خيّب آمال بعض مؤيديه من أقصى اليسار عندما رفض الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وخطف 251 رهينة، وأشعل فتيل الحرب في القطاع.

وتصاعدت انتقادات ساندرز لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع استمرار الحرب، وطالب الولايات المتحدة بوقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل. لكن مشروع القانون الذي قدمه في هذا الصدد لاقى رفض واسع في مجلس الشيوخ الأمريكي.

وفي خطاب ألقاه في مجلس الشيوخ بعد رفض التشريع في أبريل، عبر ساندرز عن نفس الانتقادات التي وجهها في حديثه مع كولبير.

وقال: “إذا كنت جمهوريًا وصوتت ضد إدارة ترامب–ماسك بأي شكل، فعليك أن تنظر وراءك وتقلق من تلقي مكالمة من إيلون ماسك. وإذا كنت ديمقراطيًا، فعليك القلق من المليارديرات الذين يمولون إيباك”.

وتابع: “لن يغفر لنا التاريخ على هذا. لقد حان الوقت منذ زمن لنقول لحكومة نتنياهو إننا لن نوفر لهم المزيد من أسلحة الدمار”.

وقد قُتل أكثر من 52 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب، بحسب وزارة الصحة في غزة، التي لا يمكن التحقق من أرقامها بشكل مستقل ولا تفرق بين المدنيين والمقاتلين.

اقرأ المزيد عن