بولندا تقول إنها لن تنفذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو إذا حضر مراسم الذكرى في أوشفيتس
الحكومة البولندية تعد بمشاركة حرة وآمنة للإسرائيليين بعد أن قال مساعد رئيس الوزراء إنه لا توجد خطط لحضور فعاليات إحياء الذكرى الثمانين لتحرير المعسكر، مشيرا إلى مذكرة الاعتقال
قالت الحكومة البولندية اليوم الخميس إنها ستضمن مشاركة حرة وآمنة لكبار ممثلي إسرائيل في الذكرى الثمانين لتحرير معسكر الموت النازي أوشفيتس في وقت لاحق من هذا الشهر بعد أن طلب رئيس البلاد ضمانات بعدم اعتقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة في غزة.
وقال مساعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل يوم الخميس إن نتنياهو لا يخطط حاليا لحضور مراسم الاحتفال، بعد أن أكد مساعد للرئيس البولندي أندريه دودا أن الأخير طلب من رئيس الوزراء دونالد توسك ضمان حرية نتنياهو من الاعتقال.
وذكرت وسائل إعلام بولندية الشهر الماضي أن نتنياهو سيتجنب حضور فعاليات إحياء ذكرى تحرير المعسكر النازي عام 1945 في أواخر يناير، خوفا من أن يتم اعتقاله بسبب التزام بولندا باحترام مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه بسبب الحرب في غزة.
وفي وقت سابق الخميس، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا أنه بعث برسالة إلى رئيس الوزراء دونالد توسك “لضمان أن يتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المشاركة في الاحتفال بالذكرى الثمانين لتحرير أوشفيتس إذا رغب في ذلك”.
وذكرت وكالة بلومبرج أمس الأربعاء أن دودا كتب إلى رئيس الوزراء دونالد توسك قائلا إن بولندا يجب أن تضمن حضور نتنياهو “دون عوائق” في إحياء ذكرى أوشفيتس نظرا لطبيعة الحدث الاستثنائية.
وأكدت ماجوزاتا بابروتسكا، رئيسة مكتب دودا، لوكالة الأنباء الرسمية (بي.أيه.بي) اليوم الخميس توجيه مثل هذه الرسالة.
وقالت “في رأي الرئيس، هناك مسألة واحدة، وبالتحديد لأنه معسكر أوشفيتس، يجب أن تتاح الفرصة لكل شخص من إسرائيل، وكل ممثل لسلطات هذا البلد، للمشاركة في هذا الحدث الاستثنائي”.
وأضافت بلومبرج أن دودا تصادجم كثيرا مع الحكومة البولندية، مما يشير إلى أنها قد لا تتعاون مع طلبه.
وردا على سؤال من قناة “تي في بي إنفو” الإخبارية الرسمية عما إذا كان نتنياهو يستطيع الاعتماد على ضمانات من بولندا بعدم اعتقاله، قال نائب رئيس الوزراء البولندي كريستوف جاوكوفسكي: “هذه المسألة ليست مطروحة، لأن السيد نتنياهو لن يأتي إلى أوروبا”.
وقال مساعد لنتنياهو إنه يجب حل مسألة مذكرة الاعتقال قبل النظر في الرحلة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته “سننظر في أمر الحضور إذا تلقينا دعوة. في الوقت الحالي، الأمر ليس مدرجا في البرنامج”.
وأضاف “أولا، سيتعين عليهم حل قضية المحكمة الجنائية الدولية”.
ومن المقرر أن تقام الفعالية التذكارية المركزية بمناسبة اليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست في 27 يناير، ومن المتوقع أن يحضرها العشرات من القادة ورؤساء الدول، بما في ذلك الملك تشارلز ملك بريطانيا.
وذكرت صحيفة رزيكزبوسبوليتا البولندية في ديسمبر أن السلطات الإسرائيلية لم تتواصل مع نظيراتها البولندية بشأن حضور الحدث، ويعتقد المسؤولون في وارسو أن السبب يتعلق بتعهد بولندا بالالتزام بمذكرة اعتقال المحكمة الجنائية الدولية لنتنياهو بسبب جرائم حرب في الصراع مع حماس.
وعندما طلبت منه الصحيفة التعليق، كرر نائب وزير الخارجية البولندي موقف وارسو بشأن تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية الدولية.
وذكر التقرير أيضا أن الرئيس إسحاق هرتسوغ لا يخطط للحضور، على الرغم من أن سلفه رؤوفين ريفلين سافر إلى بولندا لحضور الذكرى الخامسة والسبعين.
ومن المتوقع أن يمثل وزير التعليم يوآف كيش إسرائيل في الحفل، نظرا لأنه من غير المقرر حضور رئيس الحكومة أو الدولة.
ولم يسافر نتنياهو إلى أوروبا منذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر مذكرات اعتقال بحقه وبحق وزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في قطاع غزة. كما أصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق القائد العسكري لحركة حماس محمد ضيف، الذي تقول إسرائيل إنه قُتل.
مثل جميع الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي، فإن بولندا ملزمة بتنفيذ أوامر الاعتقال باعتبارها دولة موقعة على المعاهدة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت جميع دول الاتحاد الأوروبي ستعتقل نتنياهو في حال زيارته، حيث أعلنت فرنسا أنها تعتقد أن رئيس الوزراء يتمتع بالحصانة من إجراءات المحكمة الجنائية الدولية لأن إسرائيل لم توقع على نظام المحكمة. وقالت إيطاليا إنه من غير الممكن اعتقال نتنياهو طالما ظل رئيسًا للحكومة الإسرائيلية.
رفضت إسرائيل بشدة جوهر الاتهامات واستأنفت أوامر الاعتقال المتعلقة بالحرب في غزة، والتي اندلعت في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين.