بوتين يقول لعباس أنه سيواصل إرسال المساعدات إلى غزة، ويحث على نهاية “سريعة” للحرب
دعا رئيسا روسيا والسلطة الفلسطينية إلى التقدم نحو حل الدولتين، في حين يطالب الرئيس الفلسطيني بوقف فوري لإطلاق النار
تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة بمواصلة تزويد قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية، بينما حث على التوصل إلى حل سلمي للقتال بين إسرائيل وحركة حماس خلال مكالمة هاتفية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وقال بوتين لعباس، بحسب بيان صادر عن الكرملين، إن “روسيا ستواصل تزويد قطاع غزة بالسلع الأساسية، بما في ذلك الأدوية والمعدات الطبية”، بينما شدد الرئيس الروسي على “أهمية الوقف السريع لسفك الدماء واستئناف العملية السياسية”.
كما دعا بوتين إلى استئناف عملية السلام لإقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967. وجاء في البيان الروسي، “في هذا السياق، أعرب الجانب الروسي عن دعمه للجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية بقيادة محمود عباس”.
وقد عارضت إسرائيل هذه الجهود بشكل قاطع، حيث تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم السماح لغزة بأن تصبح “فتحستان” – في إشارة إلى الفصيل الذي يقوده عباس. لكن القدس تعتمد بشكل متزايد على دعم الولايات المتحدة، التي تدعم الجهود لخلق طريق نحو حل الدولتين بعد الحرب. وتريد إدارة بايدن أيضًا أن يتم تكليف السلطة الفلسطينية في نهاية المطاف بقيادة الضفة الغربية وغزة معا، لكنها تعترف بأنه سيتعين على رام الله الخضوع لإصلاحات مهمة أولاً.
وفي بيان السلطة الفلسطينية بشأن مكالمة يوم الجمعة، ذهب عباس أبعد من بوتين، ودعا إلى “الوقف الفوري والتام لإطلاق” في غزة.
وجاء في بيان السلطة الفلسطينية، “أكد الرئيس، على أن السلام والأمن لا يتحققان إلا من خلال تنفيذ حل الدولتين” على أساس حدود عام 1967.
وقال مكتبه إن الرئيس أكد “على سرعة تقديم المساعدات الإنسانية”، مضيفا أنه شكر بوتين على المساعدات التي أرسلتها روسيا إلى غزة إضافة إلى إنشاء موسكو لمستشفى ميداني في القطاع.
ونقلت روسيا جوا أكثر من 85 طنا من المساعدات إلى مصر لتسليمها إلى غزة الشهر الماضي.
وقد حرص بوتين على دعم الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب، خلافا للولايات المتحدة، التي دعمت إسرائيل بقوة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وصف بوتين الوضع في قطاع غزة بأنه “كارثة” تتكشف على نطاق لا يمكن مقارنته بالصراع في أوكرانيا.
وقال في مؤتمر صحفي “الجميع هنا وفي أنحاء العالم يمكن أن يروا وينظروا إلى العملية العسكرية الخاصة وإلى ما يحدث في غزة ويشعروا بالفرق” مستخدما تسمية الكرملين للحرب في أوكرانيا.
وأضاف: “لكن لا يوجد شيء مثل هذا في أوكرانيا”.
وحافظت حكومة بوتين على علاقات مع حماس وإسرائيل، لكنه كان صريحا في انتقاداته لإسرائيل. ويُنظر إلى بوتين أيضا على نطاق واسع على أنه يسعى إلى توثيق العلاقات مع الحكومة الإيرانية، الحليفة الرئيسية والداعمة المالية لحماس.
وبررت روسيا غزوها لأوكرانيا بالادعاء الكاذب بأنها تخضع لسيطرة “النازيين”، وهو ما كرره بوتين مرة أخرى يوم الخميس، دون تقديم أي دليل.
اندلعت الحرب في قطاع غزة اثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر وأسفر عن مقتل حوالى 1200 اسرائيلي، واحتجاز 240 آخرين رهائن. وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة أن أكثر من 20 ألف شخص قتلوا في القطاع خلال الحرب، وهو رقم لم يتم التحقق منه، في حين تقول إسرائيل إن حوالي 40% منهم من عناصر حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إنه قتل أكثر من 2000 من عناصر حماس منذ انتهاء الهجنة المؤقتة في غزة في الأول من ديسمبر. وهذا يرفع تقديرات الجيش لعدد مقاتلي حماس الذين قتلوا في قطاع غزة منذ بداية الحرب إلى حوالي 8000. وقُتل 1000 مسلح آخر من حماس خلال هجوم الحركة في إسرائيل في 7 أكتوبر.