إسرائيل في حالة حرب - اليوم 338

بحث

بن غفير يواجه معضلة بعد أن قدم نشطاء طلبا لتقديم قربان الفصح اليهودي في الحرم القدسي

في كل عام، تحاول مجموعة هامشية ذبح خروف وفقا لتفسيرها لفتوى توراتية، ويتم رفض طلبها دائما؛ لكنها تقدم طلبها هذه المرة لوزير للشرطة من نوع مختلف

مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل

توضيحية: ماعز أنقذتها الشرطة من رجل كان ينوي ذبحها لتقديمها كقربان في عيد الفصح اليهودي في البلدة القديمة بالقدس، 10 أبريل، 2017. (Police spokesperson)
توضيحية: ماعز أنقذتها الشرطة من رجل كان ينوي ذبحها لتقديمها كقربان في عيد الفصح اليهودي في البلدة القديمة بالقدس، 10 أبريل، 2017. (Police spokesperson)

طلبت مجموعة دينية هامشية مساء الإثنين من وزير الأمن القومي المعين حديثا إيتمار بن غفير الإذن لأداء مراسم تقديم القرابين في الحرم القدسي الربيع المقبل.

تقدم مجموعة “العودة إلى الجبل” هذا الطلب كل عام دون جدوى. لكن بن غفير، الذي قام بدخول الحرم القدسي صباح الثلاثاء، ليس وزيرا عاديا للشرطة، ولدى المجموعة فرصة أفضل من أي وقت مضى للحصول على إذن لأداء مراسم تقديم قربان الفصح المثيرة للجدل.

وقالت المجموعة: “في كل عام، نبذل جهودا كثيرة لدعم تقديم قربان عيد الفصح، سواء في الحملات التعليمية الوطنية أو في الممارسة العملية، حيث نحاول كل عام تقديم القربان في المكان والزمان المناسبين”.

يعتقد معظم مسؤولي الأمن الإسرائيليين أن السماح بتقديم قرابين عيد الفصح في الحرم القدسي سيثير احتجاجات شرسة من قبل المسلمين في القدس والضفة الغربية والدول العربية المجاورة، الذين سيرون في ذلك تغييرا كبيرا للوضع الراهن في الموقع المقدس. نتيجة لذلك، تم رفض هذه الطلبات دائما، على الرغم من السماح للنشطاء بأداء طقوس تقديم القرابين داخل البلدة القديمة، ولكن خارج الحرم القدسي.

وكتبت المجموعة “هذا العام، في ضوء الوضع السياسي وتشكيل حكومة ’يمينية بالكامل’ لأول مرة منذ فترة طويلة، هناك احتمال حقيقي بأن تقديم قربان الفصح يمكن أن يتم بطريقة محترمة، بموافقة من وبالتنسيق مع جميع السلطات المختلفة، ولا سيما شرطة إسرائيل، التي تخضع لسلطتك بصفتك وزير الأمن القومي الجديد لدولة إسرائيل”.

في الماضي، حاول بن غفير أداء مراسم تقديم قربان الفصح بنفسه، ومؤخرا دافع أمام المحكمة عن نشطاء آخرين حاولوا القيام بذلك، بحجة أنه من غير الديمقراطي منع اليهود من أداء وصية دينية.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يزور الحرم القدسي، 3 يناير، 2023. (Courtesy: Minhelet Har Habayit)

وأشارت مجموعة “العودة إلى الجبل” إلى ذلك في رسالتها، مشيرة إلى أن بن غفير “يدرك جيدا أهمية تقديم قربان الفصح من أنشطته في الماضي”.

وقالت المجموعة إنها تعتزم تقديم طلب رسمي لشرطة إسرائيل يوم الأربعاء.

طلبت “العودة إلى الجبل” مرارا الحصول على إذن رسمي لتقديم القربان في الموقع وحاول أعضاؤها أيضا القيام بذلك بشكل غير قانوني عندما تم رفض طلبهم، محاولين تهريب حملان إلى الحرم القدسي. غالبا ما يؤدي هذا إلى احتجاز أو اعتقالات لدى الشرطة. في العام الماضي، أحدثت المجموعة ضجة عندما عرضت جائزة نقدية لأي شخص ينجح في أداء الطقوس ووعدت بتعويض من يتم القبض عليه خلال قيامه بذلك.

في “سفر العدد”، يأمر الله الشعب اليهودي بالتضحية بتقديم حمل يبلغ من العمر سنة واحدة كقربان عشية عيد الفصح، الذي يصادف هذا العام في الخامس من أبريل. تم إجراء الطقوس في فناء الهيكل. بعد تدمير الهيكلين الأول والثاني، توقف معظم اليهود عن تقديم جميع القرابين الحيوانية، في انتظار استئناف الممارسة بمجرد مجيء المسيح وبناء الهيكل الثالث.

ومع ذلك، في حين أن معظم مراسم تقديم القرابين الحيوانية الأخرى لا يمكن إجراؤها إلا في هيكل، فإن بعض المصادر الحاخامية – ولا سيما الحاخام تسفي هيرش كاليشر من القرن التاسع عشر – جادلت بأن تضحية عيد الفصح يمكن أو حتى يجب أن تتم في يومنا هذا، على الأقل من الناحية النظرية.

تظل العديد من الأسئلة التقنية حول كيفية إجراء مثل هذه الطقوس دون حل – مثل الموقع الدقيق في الحرم  حيث يجب أن تتم، وكيف يجب جمع الأموال لشراء الحمل، وما إذا كان ينبغي تنفيذ الوصية إذا كان من المحتمل أن يعرض ذلك حياة الناس للخطر – وبالتالي فإن معظم السلطات الحاخامية لا تعتقد أنه يجب القيام بتقديم القرابين.

ومع ذلك، فإن مجموعة “العودة إلى الجبل” لا تؤمن فقط بالحاجة إلى أداء الطقوس ولكنها مقتنعة بأن لديها إجابات لتلك الأسئلة التقنية ويمكنها إجراء طقوس تقديم القربان بما يتماشى مع الشريعة اليهودية.

قصاب طقوسي يجهز شاه خلال تظاهرة بشأن تقديم قرابين الفصح اليهودي في البلدة القديمة بالقدس، 6 أبريل، 2022. (Alexander Fulbright/Times of Israel)

هذا اعتقاد هامشي للغاية. في حين أن هناك بعض الدعم – من الناحية النظرية – لفكرة أن طقوس تقديم القربان يجب أن تتم في يومنا هذا، فإن الغالبية العظمى من السلطات الدينية تؤكد أن الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول كيفية القيام بذلك عمليا تجعل من تقديم القربان نقطة خلافية تماما.

في حين أن هذا الاعتقاد بعيد كل البعد عن الشائع، إلا أنه من الواضح أن بن غفير يؤمن به، أو على الأقل كان يؤمن به في الماضي.

في عام 2006، أوقفت الشرطة بن غفير عندما حاول مع عدد من النشطاء اليمنيين أداء طقوس تقديم قرابين الفصح، بحسب تقرير للقناة 13 في ذلك الوقت.

وقال بن غفير حينذاك إن منع اليهود من تقديم قربان الفصح “في أي مكان آخر كان سيُوصف بأنه معاداة للسامية”.

في عام 2017، مثل بن غفير – الذي كان آنذاك محاميا في مجموعة دفاع قانوني يمينية متطرفة – مجموعة من نشطاء “العودة إلى الجبل” بعد أن تم اعتقالهم لتخطيطيهم إجراء طقوس تقديم قربان الفصح.

وقال بن غير في بيان حينذاك “ينبغي أن تسمح الشرطة لنشطاء جبل الهيكل بحرية الصلاة. إن إسرائيل تقفد طابعها الديمقراطي. لا يمكن تصور أن يتم اعتقال أشخاص في منتصف الليل لأنهم أرادوا أداء وصية دينية يهودية”.

ولم يرد مكتب بن غفير بشكل فوري على طلب للتعليق. في مقابلة أجرتها معه القناة 12 مساء الثلاثاء، سُئل بن غفير عما إذا كان سيسمح بتقديم القربان في الموقع لكنه تجنب الرد على السؤال.

اقرأ المزيد عن