بن غفير: ينبغي أن يكون للوزراء رأي في قضايا الجيش الداخلية؛ ورئيس الأركان يرد بأنه مخطئ
رئيس حزب "عوتسما يهوديت" ينتقد ابعاد جنود أنشدوا أناشيد يهودية عبر مكبرات صوت في مسجد؛ تظهر المناقشة المسربة نفاد الصبر بشأن تقدم الحرب؛ غالانت ينتقد الزملاء "غير المسؤولين".
أفادت تقارير أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير هاجم رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي خلال جلسة للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) يوم الإثنين، ووبخه بسبب ابعاد جنود عن الخدمة بعد أن صوروا أنفسهم وهم ينشدون أناشيد عيد الحانوكاه ويتلون صلاة “شماع يسرائيل” (اسمع يا إسرائيل) عبر نظام مكبرات الصوت في أحد مساجد مدينة جنين بالضفة الغربية.
بحسب تسريبات لوسائل الإعلام العبرية، خلال إحاطة أمنية قدمها هليفي للكابينت، انتقد بن غفير القرار بابعاد الجنود المتورطين في الواقعة، متهما رئيس الأركان بالمس بمعنويات القوات ومؤكدا على مسؤولية الكابينت عن القرارات الداخلية للجيش.
ورد هليفي بأن الحكومة ليس لها مثل هذا الحق، وفي مرحلة معينة حذر بن غفير، بحسب تقارير، من القيام بتهديده.
كما انتقد عدد من الوزراء الآخرين الجيش الإسرائيلي والتقدم المحرز في الحرب خلال اجتماع ليلة الاثنين، حسبما أشارت تسريبات من المناقشة.
وفي وقت لاحق، دافع وزير الدفاع يوآف غالانت علنا عن رئيس الأركان وانتقد الوزراء “غير المسؤولين”.
وقال وزير اليميني المتطرف لهليفي: “أريد أن أعرف أن الجنود الذين رددوا [صلاة اسمع يا إسرائيل] عائدون إلى الخدمة الفعلية”، وأضاف: “لو قمت بمعاقبتهم دون أن تشارك ذلك مع الإعلام، لكان الأمر مسألة داخلية للجيش. من اللحظة التي تم نشر العقاب لوسائل الإعلام، أصبح الأمر مسألة عامة؛ إن ذلك يمس بمعنويات الجنود والطرف الآخر يراه أيضا”.
ردا على ذك، ذكّر هليفي بن غفير أن الجيش “هو من يقرر بشأن الجنود. نحن نتحدث عن جنود جيش الدفاع، ونحن نتخذ القرارات بشأنهم، وهذا ليس من شأن مجلس الوزراء”.
وأضاف أن سلوك الجنود ينتهك ميثاق السلوك الخاص بالجيش ويتعارض مع قيم الجيش الإسرائيلي.
الواقعة في جنين حدثت في خضم عملية عسكرية استمرت ثلاثة أيام في المدينة الواقعة بشمال الضفة الغربية، والتي اعتقلت خلالها القوات مئات الفلسطينيين وضبطت أسلحة.
في بيان أعلن فيه عن ابعاد الجنود عن الخدمة، قال الجيش إن سلوك الجنود “يتعارض مع قيم جيش الدفاع”.
غير راض عن رد هليفي، شدد بن غفير على ضرورة أن يكون للحكومة رأي في القرار.
وقال: “بالطبع هذا من شأن الكابينت. من اللحظة التي تقوم فيها بنشر ذلك في الاعلام والاعلان عن ابعاد الجنود، يجب أن يكون الأمر من اختصاص الحكومة، هذه مسألة سياسات”.
وأضاف: “أنا عضو في الكابينت، وأنا المستوى السياسي. نحن من يقرر”.
وقال بن غفير، بحسب تقرير في القناة 12 عن الجلسة: “الويل إذا تم طرد [الجنود المتورطين]”.
“أنت مخطئ. أنا من يقرر ما هو السلوك الأخلاقي وما هو السلوك غير الأخلاقي في الجيش. لا تهددني”.
وهب عدد من الوزراء للدفاع عن هليفي، وطلبوا من بن غفير عدم التحدث بفظاظة مع رئيس الأركان.
وقال بن غفير للوزيرة يفعات شاشا بيطون من حزب “الوحدة الوطنية” من يمين الوسط “سيدتي، لا تملي علي ما أفعله”.
وردت شاشا بيطون “لا تناديني سيدتي”.
وفقا لأخبار “كان”، حاول بن غفير في وقت لاحق وضع نفسه فوق هليفي في التسلسل الهرمي، قائلا له إنه “في دولة ديمقراطية، يخضع الجيش للهياكل السياسية وليس العكس”.
مساء الثلاثاء، ندد وزير الدفاع غالانت علنا بالسياسيين “غير المسؤولين” دون الإشارة إلى بن غفير أو وزراء آخرين بالاسم، في بيان أكد مجددا دعمه للقرار الذي اتخذه هليفي.
وكتب غالانت على منصة “اكس”: “دولة إسرائيل وجيش الدفاع يتشرفان بأن يكون لهما رئيس أركان شجاع وأخلاقي وصاحب خبرة خلال حرب صعبة ومعقدة”، وأضاف أن “جيش الدفاع سيواصل العمل بحزم، وفقا للبوصلة الأخلاقية بالاستناد على التقاليد الإسرائيلية والقانون وروح جيش الدفاع”.
وأضاف “سأواصل دعم جيش الدفاع ورئيس الأركان ضد سياسيين غير مسؤولين يحاولن حقيق مكاسب سياسية على حساب القادة الذين يتحملون وطأة الحرب”.
خلال جلسة المجلس الوزاري الأمني المصغر ليلة الإثنين، سأل العديد من الوزراء هليفي بصبر نافد متى سيدمر الجيش الإسرائيلي حماس ويقتل قادتها.
ونقلت القناة 12 عن عدد من الوزراء سؤالهم لهليفي، “متى سنرى إنجازا؟” وقد حددوا أنهم يقصدون بكلمة “إنجاز” إعادة الرهائن إلى الديار، وتدمير قدرات حماس، والقضاء على قادتها.
وردا على ذلك، قال هليفي للوزراء إن “ضرب القادة يستغرق وقتا. لقد استغرق الأمر من [الولايات المتحدة] 10 سنوات لتسليم رأس [أسامة] بن لادن. أفضل الأشخاص يعملون على هذا الأمر هنا، لذا سيستغرق الأمر وقتا أقل بكثير”.
ورد وزير العدل ياريف ليفين قائلا: “دخلنا غزة لكي يستغرق الأمر 10 سنوات؟ سيستغرق الأمر 10 سنوات لتدمير حماس؟”
وتساءلت ميري ريغيف: “من سيكون هنا ليرى النتيجة؟” ورد عليها وزير الخارجية إيلي كوهين وليفين ووزيرة المخابرات غيلا غمليئيل: “نحن سنقوم ذلك. سنكون هنا بعد 10 سنوات أخرى”.
وكررت ريغيف غير راضية عن الاجابات مرة أخرى: “نحن بحاجة إلى حدوث ذلك في أقل من 10 سنوات بكثير”.
وورد أيضا أن الوزراء انتقدوا هليفي بسبب مفاجأة الجيش الإسرائيلي باكتشاف نفق ضخم لحركة حماس في شمال غزة، وهو ما نشره الجيش يوم الأحد.
وتساءل دافيد أمسالم من الليكود، بحسب ما ورد: “كيف يمكن أن نكون قد تفاجأنا بهذا النفق”.
ريغيف: “لماذا الاحتفال بكشف النفق؟ ماذا كان يحدث بينما كنا نائمين؟ هناك فيلم بهذا الاسم ’بينما كنت نائما’”.
هليفي: “لم أكن نائما. لم نتفاجأ، وليس من الضروري أن نقول كل شيء بصوت عال”.
ريغيف: “لم أكن أقصدك، ولكن هناك واقع علينا أن نفهم كيف حدث”.
وذكرت التقارير أيضا أن الوزراء سألوا المسؤولين الأمنيين في الجلسة عن كيفية التأثير بشكل أكبر على حماس.
ريغيف: “ما الذي يؤثر على قيادة حماس؟ ربما ما سيكون له تأثير هو ما اقترحه العديد من الخبراء [في إشارة كما يبدو إلى الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي غيورا آيلاند] الذين مثلوا أمام مجلس الوزراء، هو تنفيذ تجويع؟”
مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي: “ما الذي تتحدثين عنه؟ نحن لا نتحدث عن تجويع هنا”.
المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا: “التجويع هو جريمة حرب”.
وقالت ريغيف إنها تريد أن توضح “من أجل البروتوكول” أن خبيرا تحدث في مجلس الوزراء واقترح التجويع. “سألت عن رأيك فيما قاله زميلك السابق. ربما قد يؤثر ذلك على قيادة حماس”.
هليفي، مستخدما تعبيرا عبريا: “يتم اشعال النار من الأشجار، وليس من النصيحة”.
وتجادل الوزراء أيضا حول كيفية الانتقال إلى المراحل التالية من الحرب وما الذي سيشكل تدميرا لحماس. وقال بن غفير: “علينا البقاء في غزة”، وقالت ريغيف: “يجب ألا تكون هناك حماس”.
وقال الوزير غادي آيزنكوت، رئيس الأركان الأسبق، إن إسرائيل بحاجة إلى الابتعاد عن القتال العنيف في أسرع وقت ممكن، لتعزيز شرعيتها الدولية. “الجمهور لا يفهم أنه عندما نقول: إسقاط حماس وتدمير قدراتها، فهذا لا يعني أنه لن تكون هناك حماس بعد الآن”.
هليفي: “لن نتمكن من الوصول إلى كل مقاتلي حماس ولكننا سندمر قدرتها على العمل. سنتحقق بعد عام من الآن إذا حققنا أهداف الحرب أم لا”.
ليلة الثلاثاء، قال قائد العمليات سابقا في الجيش الإسرائيلي يسرائيل زيف ليلة الثلاثاء إن الوزراء أظهروا افتقارا تاما للمسؤولية وأن سلوكهم غير مقبول في وقت الحرب، مضيفا “هذا غياب تام للقيادة. من حسن الحظ أن هرتسي هو الذي يدير الحرب وليس هؤلاء الأشخاص”.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان