بن غفير يقول أنه سيعود إلى الحكومة إذا نفذ رئيس الوزراء خطة ترامب لنقل سكان غزة
"الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء" يقول زعيم حزب "عوتسما يهوديت"؛ منصور عباس يقول "من المستحيل تنفيذ خطة لنقل السكان دون ارتكاب جرائم حرب"

أعلن وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير يوم الأربعاء أن احتمالات عودة حزبه اليميني المتطرف “عوتسما يهوديت” إلى ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ارتفعت بشكل كبير في أعقاب دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين في غزة.
وقال السياسي اليميني المتطرف لإذاعة “غالي يسرائيل”: “لم أقم بحياكة بدلة وزارية جديدة بعد، لكن لا شك أن فرص عودة عوتسما يهوديت إلى الحكومة قد زادت”.
خلال استضافته لنتنياهو في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، كرر ترامب اقتراحه، الذي رفضته الدول العربية بشدة، بنقل الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع الساحلي المدمر بشكل دائم.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي، بينما جلس نتنياهو إلى جانبه، قبل اجتماع مهم بشأن مستقبل المنطقة، “أعتقد أن غزة هي موقع هدم في الوقت الحالي”.
وأضاف: “إذا نظرتم إلى غزة، فبالكاد ستجدون مبنى واحدا قائما، وتلك القائمة آيلة للانهيار. لا يمكن العيش في غزة في الوقت الحالي. أعتقد أننا بحاجة إلى موقع آخر، موقع يجعل الناس سعداء”.
في مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو بعد الاجتماع، أصر ترامب مجددا على أنه “لا يوجد بديل” للفلسطينيين سوى مغادرة “كومة الأنقاض الكبيرة” التي هي غزة بعد أكثر من 15 شهرا من القصف الإسرائيلي – وأعلن عن رغبته في أن “تتولى” الولايات المتحدة “السيطرة” وأن “تمتلك” قطاع غزة.

وقال بن غفير ردا على اقتراح ترامب: “الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء. بمجرد أن نبدأ ونكون على استعداد لتنفيذ الخطة، سأعود”.
وأضاف “لا أريد التوسع في الحديث عن هذا الأمر، فهناك خطط بالفعل”.
وقال الزعيم اليميني المتطرف، الذي لطالما دافع عن ما يسميه “التهجير الطوعي” لسكان القطاع إلى جانب تجديد بناء المستوطنات الإسرائيلية هناك، إنه لا يوجد وقت لـ”السياسات التافهة”.
وقال: “لدينا فرصة هائلة ويجب ألا نفوتها. حتى قبل السابع من أكتوبر، شجعت فكرة الهجرة وسخروا مني… لقد حان الوقت لتنفيذها والترويج لها”، دون الرد بشكل مباشر على تصريح ترامب بأنه لا يدعم قيام إسرائيل بإعادة إنشاء المستوطنات في غزة.
وأضاف: “كان هناك من عمل على ذلك في إسرائيل قبل فترة طويلة ولُقبوا بـ’المسيحانيين والمتوهمين’، لذا فقد حان الوقت للمضي قدما في التنفيذ”.
انسحب بن غفير من الإئتلاف في الشهر الماضي بعد أن وافقت إسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس في قطاع غزة، وتم تسليم الوزارات الثلاث التي تولاها حزبه بشكل مؤقت لوزير السياحة حاييم كاتس من حزب “الليكود،” فيما يعتقد على نطاق واسع بأنه اشارة الى بن غفير بأن الحقائب الوزارية تنتظره، اذا رغب في العودة الى الائتلاف.
احتفال وزاري
كما رحب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بتصريحات ترامب بشأن غزة، وقال: “معا، سنجعل العالم عظيما مرة أخرى” – في إشارة إلى شعار ترامب “اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى”.
وأعرب الوزير اليميني المتطرف – الذي دعا إسرائيل في السابق إلى احتلال غزة و”تشجيع” نصف سكانها الفلسطينيين البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة على الهجرة في غضون سنتين – عن حماسه الشديد لخطة ترامب، وقال للصحفيين إنه يعمل على “خطة تشغيلية” لتحويلها إلى سياسة قابلة للتنفيذ.
وقال سموتريتش في رسالة مصورة: “إن الخطة التي قدمها الرئيس ترامب أمس هي الجواب الحقيقي على السابع من أكتوبر. أولئك الذين ارتكبوا أفظع المجازر على أرضنا سيجدون أنفسهم يخسرون أرضهم إلى الأبد”.

وتابع قائلا: “الآن سنعمل على دفن الفكرة الخطيرة المتمثلة في إقامة دولة فلسطينية، بعون الله”، وأشاد بترامب ونتنياهو، وقال إن التطورات الأخيرة تبرر قراره بالبقاء في الحكومة، على عكس بن غفير، على الرغم من معارضته لوقف إطلاق النار.
كما أبدى وزراء آخرون حماسهم لتصريحات ترامب، والتي تضمنت إعلانا بأنه من المرجح أن “يعلن” في الأسابيع المقبلة ما إذا كان سيؤيد ضم إسرائيل للضفة الغربية أم لا.
وقالت وزيرة المواصلات ميري ريغيف “هذا ما يحدث عندما يلتقي زعيمان شجاعان”.
وقال وزير الطاقة إيلي كوهين إن هذا “صباح تاريخي لدولة إسرائيل والشرق الأوسط والعالم”، بينما وصفه رئيس الكنيست أمير أوحانا بأنه “فجر يوم جديد”.
وقال وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهر متحمسا: “لدينا رئيس وزراء عظيم ورئيس أمريكي مذهل! الحمد لله على هذه المعجزة التي صنعها لشعب إسرائيل”.
وفي منشور مطول على منصة X، كتب وزير الاتصالات شلومو قرعي أن ترامب “أوضح من يقف حقا مع دولة إسرائيل – ليس بالشعارات، بل بالأفعال”.
وقال قرعي إن إعلان ترامب يعني النصر في غزة، والسيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية، ونقل سكان غزة إلى الخارج، والسلام مع السعودية “دون تنازلات غير أخلاقية”.

وكان ترامب قد صرح يوم الثلاثاء بأن السعودية لم تعد تصر على وجود أفق دبلوماسي لإقامة دولة فلسطينية كشرط مسبق للتطبيع، لكن الرياض سارعت إلى نفي هذا التصريح، ووصفت دعمها لحل الدولتين بأنه “راسخ وثابت”.
“جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية”
في تصريح حذر، قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن الظهور المشترك لترامب ونتنياهو كان “مؤتمرا صحفيا جيدا لدولة إسرائيل” دون أن يعلن تأييده لأي من سياسات الرئيس الأمريكي.
وقال لبيد لإذاعة الجيش: “سيتعين علينا دراسة التفاصيل لفهم ماهية الخطة في غزة”، مضيفا أنه ينوي تقديم “خطة تكميلية للأمريكيين” خلال زيارته المخطط لها إلى واشنطن في نهاية الشهر.
واضاف: “دور القيادة الإسرائيلية هو تقديم الخطط، وليس مجرد انتظار الأمريكيين”، داعيا إلى “استكمال اتفاق وقف إطلاق النار حتى النهاية، بما في ذلك المرحلة الثانية”.
وتابع لبيد حديثه مشيدا بترامب لدوره في “اتفاقيات إبراهيم”، وقال إنه يستحق جائزة نوبل للسلام لتوسطه فيها وأنه “إذا كان هناك اتفاق تطبيع مع السعودية، فإنه يستحق جائزة نوبل للسلام أيضا”.
ومع ذلك، اعترض لابيد على قرار ترامب باستخدام العقوبات ضد إيران، بدعوى أن طهران “أضعف من أي وقت مضى” و”قد نكون أضعنا فرصة لمهاجمة إيران”.
وبدا زعيم “الوحدة الوطنية” بيني غانتس وكأنه يرحب بتصريحات ترامب، حيث قال إنها تمثل “دليلا إضافيا على التحالف العميق بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وقال غانتس في بيان: “لقد أظهر الرئيس ترامب، وليس للمرة الأولى، أنه صديق حقيقي لإسرائيل وسيستمر في الوقوف إلى جانبها في القضايا المهمة لتعزيز أمنها”.
وأضاف: “في تصريحاته، قدم تفكيرا إبداعيا وأصليا ومثيرا للاهتمام، والذي يجب دراسته جنبا إلى جنب مع تحقيق أهداف الحرب، مع إعطاء الأولوية لإعادة جميع الرهائن”.
وفي انتقاد موجه لغانتس على ما يبدو، قال رئيس حزب “القائمة العربية الموحدة” عضو الكنيست منصور عباس أن “مبادرة نقل سكان غزة ليست ’تفكيرا إبداعيا’ وليست أجندة سياسية؛ إنها تفكير كاهاني قديم يعمل على تطبيع ما هو غير مقبول”.
وأكد عباس أنه “من المستحيل تنفيذ عملية نقل سكان دون ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية”، مقترحا أن “يمتنع الأفراد العقلانيون عن الانجرار إلى رحلة من شأنها تعميق العداء والكراهية ليس فقط بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني”.
وقال عباس: “يجب أن نجد طريقا إبداعيا للأمل والمصالحة والسلام بين الشعبين، واستكمال تنفيذ مراحل الاتفاق، وإعادة الرهائن، وإنهاء الحرب، وتعزيز الحل السياسي الواقعي والعادل والإنساني من خلال الوسائل السلمية”.
ساهم جيكوب ماغيد ولازار بيرمان في هذا التقرير