بن غفير يفعل ما يشاء، نتنياهو يكتفي بالكلام، وحزب شاس يشن الحرب
أكثر قضية سياسية حساسة في الشرق الأوسط معروضة كقنبلة موقوتة أمام الجميع، ولكن معظم اعضاء حزب الليكود، باستثناء وزير الدفاع غالانت، لا يواجهون بن غفير؛ من يملأ الفراغ هم أعضاء حزب شاس بقيادة موشيه أربيل، الذي يصفه بن غفير بـ "المتملق لليسار، وللعرب، وللنظام القضائي، وفي حالة الحرم القدسي لحماس والأوقاف"
يواصل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، وعلى الرغم من التغييرات الواضحة والمرئية، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعامل معها في مستوى مختلف تماما: بن غفير يغير الوضع بالأفعال ونتنياهو يواصل العيش في عالم الكلام.
وبعد مقابلة أمس (الاثنين) على إذاعة الجيش، قال فيها بن غفير إنه يريد رفع العلم الإسرائيلي في الحرم القدسي وبناء كنيس هناك، أصدر مكتب نتنياهو بيانا مقتضبا: “لا يوجد تغيير في الوضع الوضع الراهن في جبل الهيكل”. لكن الوضع الراهن لم يهدأ للحظة.
وذكرت أخبار “كان 11” مساء أمس أن الخطوة التالية في خطط بن غفير هي القيام بجولات إرشادية في الحرم القدسي، تحت رعاية وزارة التراث وبقيادة الوزير عميحاي إلياهو من حزب “عوتسما يهوديت”.
هذه القضية السياسية، التي تعتبر أكثر قضية حساسة في الشرق الأوسط، تعرض كقنبلة موقوتة على مرأى من الجميع بينما تخوض إسرائيل أطول حرب عرفتها على الإطلاق، حيث تتعرض للهجوم من سبع جبهات.
لا يكترث بن غفير ونتنياهو بإشارة التقارير الاستخباراتية إلى قضية الحرم القدسي كسبب لحرب 7 أكتوبر، كما لا يهمهما أن هذه القضية توحد السنة والشيعة، من كارهي ومؤيدي إسرائيل. بن غفير يواصل التهور ونتنياهو لا يفعل شيء لوقفه.
رد وزير الدفاع يوآف غالانت على تصريحات بن غفير واتهمه بإضعاف الدولة. لكن باستثناء غالانت، لم يقم سوى عضو كنيست واحد من الليكود بانتقاد بن غفير والطلب من نتنياهو التحرك لوقفه. وكتب عضو الكنيست إيلي دلال “لقد حان الوقت لضبط الوزير بن غفير”. وفي بقية صفوف الليكود، صمت تام.
חשיפה: המדינה תממן לראשונה סיורים מודרכים בהר הבית לרבבות מבקרים. משרד המורשת: "המהלך יאפשר לשמוע על המורשת היהודית של ההר ללא נרטיבים שקריים שמקדמים אג'נדה אנטישמית" | הפרסום הראשון של @shemeshmicha מתוך #חדשותהערב pic.twitter.com/SgRKBhaZAU
— כאן חדשות (@kann_news) August 26, 2024
الحزب الذي كان ذات يوم علمانيا وليبراليا ووسطيا، يغازل الآن الكهانية علنًا ويعرض الجمهور الإسرائيلي للخطر. سيتمكن أعضائه دائمًا من القول لاحقًا إن قوات الأمن هي المسؤولة ولم يحذرهم أحد.
أما في حزب “شاس”، فقد تم خلع القفازات في مواجهة بن غفير. كل ما يفعله، وكل تحركاته، تثير الآن ردود فعل ومعارضة. وزير الداخلية موشيه أربليل يقود هجوم الحزب ضد بن غفير، ويتفق رئيس الحزب أرييه درعي وأعضاء آخرون في الحزب مع هذا النهج.
כבוד ראש הממשלה,
אני פונה אליך בדאגה עמוקה וכנה לנוכח התנהלותו חסרת האחריות של השר לביטחון לאומי- איתמר בן גביר.
אני מאמין כי בכוחך לנווט את הספינה בשיקול דעת, אחריות ובתבונה אך הגיעה העת לקרוא את השר בן גביר לסדר. התנהלותו המתלהמת והתבטאויותיו הפרובוקטיביות יחד עם קמפיין דה…
— אלי דלל – eli dallal (@elidallal32) August 26, 2024
سارع أربيل يوم أمس إلى نشر رسالة تنتقد بن غفير، ولم يستخدم هذه المرة أسبابا دينية ضد زيارة الحرم القدسي، لكنه تحدث مباشرة عن الدول العربية السنية، التي لا تزال ترغب في التحالف معنا.
وقال أربيل: “على رئيس الوزراء نتنياهو أن يتحرك فورا لوضع السيد بن غفير في مكانه بشأن كلماته هذا الصباح أيضا فيما يتعلق بالحرم القدسي. كلماته غير المسؤولة وضعت على المحك تحالفات إسرائيل الاستراتيجية مع الدول الإسلامية التي تشكل تحالفا في الحرب ضد محور الشر الإيراني. افتقاره إلى الحكمة قد يؤدي إلى إراقة الدماء”.
ولم يبقى بن غفير صامتا، ووصف أربيل بأنه “متملق لا يكل لليسار، والذي يلقنه بن كاسبيت واليسار المتطرف الكلام، الأحول منذ يوم دخوله الكنيست إلى منصب القاضي الأعلى. إنه متملق لا يكل لليسار، وللعرب، وللنظام القضائي، وفي حالة الحرم القدسي، أيضا لحماس والأوقاف. مجرد اتهامه المستمر لليهود يخلق خطرًا أمنيًا. لقد اختار ناخبو شاس اليمين وحصلوا على موشيه ميريتس أربيل”.
ولكن عندما يُسأل مسؤولو شاس لماذا لا يستخدمون سلطتهم السياسية بشكل أكثر مباشرة للتأثير على رئيس الوزراء – لماذا لا يحذرونه، ويضغطون عليه، ويطالبونه باتخاذ إجراءات، وليس مجرد الكلام – يقدم شاس موقف سياسي لامبالي. فقال الحزب لموقع زمان إسرائيل الشقيق “هذه حكومة نتنياهو، ليتعامل معها بنفسه”.
يواجه حزب شاس صعوبة في تقييم مستقبل الحكومة في هذه المرحلة. فمن ناحية، رفض نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش إعداد ميزانية لعام 2025 يشير إلى أن نهاية الحكومة تلوح في الأفق.
ومن ناحية أخرى، وبسبب العطلة الطويلة التي ستنتهي بعد شهرين، فمن المستحيل إجراء حسابات سياسية اليوم. فقط عندما يعود الكنيست إلى الجلسة الشتوية في نهاية أكتوبر 2024، سيعيد أعضاء شاس تقييم مكانة الحكومة الحالية.
بكلمات أخرى، على الرغم من أن قادة شاس يدركون خطورة خروج بن غفير عن السيطرة وتعريضه البلاد بأكملها للخطر، إلا أنهم يجلسون بصمت ولا يهزون الأوضاع.