إسرائيل في حالة حرب - اليوم 349

بحث

بن غفير يرفض التصريح ما إذا كان يهدف إلى السماح بصلاة اليهود في الحرم القدسي

وزير الأمن القومي الجديد يتهم الولايات المتحدة ودول أخرى بالنفاق لانتقادها الجولة؛ وحاخام بارز يقول إن زيارة الموقع "محظورة"

وزير الامن القومي ايتمار بن غفير خلال اجتماع لمجلس الوزراء في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 3 يناير،2023. (Yonatan Sindel/Flash90)
وزير الامن القومي ايتمار بن غفير خلال اجتماع لمجلس الوزراء في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 3 يناير،2023. (Yonatan Sindel/Flash90)

رفض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير مساء الثلاثاء التصريح ما إذا كان سيسعى إلى تغيير الوضع الراهن الحساس في الحرم القدسي بهدف تمكين الصلاة اليهودية هناك، بعد أن أثارت جولته إلى الحرم القدسي ضجة وانتقادات في الداخل أيضا، واتهامه البلدان الأخرى بالنفاق لإدانة الجولة.

قال بن غفير بعد الضغط عليه في مقابلة أجرتها معه القناة 12 حول ما إذا كان سيحاول تغيير الوضع الراهن بحيث ستسمح الحكومة لليهود بالصلاة في الموقع: “أنت تعلمين أنني أعطي إجابات واضحة. إذا كنت لا أرغب بالإجابة، فلن أجيب”.

وأضاف: “ليس هذه هي المشكلة. المشكلة في جبل الهيكل (التسمية اليهودية للحرم القدسي) هي العنصرية، وأن اليهود لا يمكنهم الذهاب إليه، ويتم التعامل معهم وكأنهم أنجاس، ولا يُسمح لهم بالشرب من صنبور الماء”.

لطالما كان بن غفير مدافعا عن تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي رسميا، والذي يسمح لليهود بدخول الموقع فقط في أوقات محددة ومن خلال باب واحد والسير في مسار محدد مسبقا برفقة الشرطة. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة بن غفير هي من يشرف على قوة الشرطة.

في المقابلة التي أجريت معه، بثت القناة 12 لقطات له من أواخر العام الماضي وهو يقول: “هذه عنصرية. لا يمكنكم القول أن بإمكان العرب الصلاة هناك واليهود لا يمكنهم ذلك”. ولدى سؤاله عما إذا كان سيعمل الآن من منصبه الوزاري لتغيير الوضع الراهن، قال بن غفير: “لا تضعي الكلمات في فمي”.

“سأحارب العنصرية [في جبل الهيكل]… بالمناسبة، أود أن أقول لك أن صلاة اليهود تجري في جبل الهيكل. رئيس الوزراء الأسبق بينيت سمح بذلك. رئيس الوزراء السابق لبيد سمح بذلك. وزير الشرطة السابق عومر بارليف سمح بذلك”.

لا يُسمح لليهود بالصلاة في الموقع أو إدخال أي شعارات دينية أو الأعلام إسرائيلية، إلا أن الشرطة تسمح بشكل متزايد في السنوات الأخيرة لبعض اليهود بالصلاة بصمت.

واتهم بن غفير الدول الأجنبية “بالنفاق لقيامها بإدانة جولته إلى الموقع المقدس وليس حركة حماس أو السلطة الفلسطينية لقيامها بدفع أموال لمنفذي الهجمات”.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يزور الحرم القدسي، 3 يناير، 2023. (Courtesy: Minhelet Har Habayit)

كانت الولايات المتحدة من بين الدول التي استنكرت جولته، إلى جانب دول عربية وإسلامية ترتبط إسرائيل بعلاقات معها، بما في ذلك مصر، الأردن، الإمارات، البحرين، وتركيا.

وقال بن غفير: “هناك دائما أهمية لما تقوله الولايات المتحدة. أنا أحب الولايات المتحدة، فهم أصدقاؤنا، لكنني أتوقع منهم أن يفهموا أنهم في الواقع بحاجة إلى مواجهة الذين يلقون الزجاجات الحارقة على جنودنا، أولئك الذين يحاولون قتل أطفالنا”.

وتابع أن جولته إلى الحرم القدسي كانت مخططة مسبقا، على الرغم من أنها كانت مفاجئة، وبدا أنه يؤكد موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت على الجولة، وأومأ برأسه عندما سُئل عما إذا كانا قد أعطياه الضوء الأخضر.

وأضاف: “لن ترضخ حكومة إسرائيل”، مشيرا إلى التهديدات التي أطلقتها حماس ضد الزيارة.

كما دافعت زوجة بن غفير، أيالا، عن الخطوة بعد زيارتها للموقع بعد وقت قصير من زوجها.

وقالت في مقابلة مع إذاعة 94FM إن “جبل الهيكل هو الموقع الأكثر قداسة للشعب اليهودي، وعندما أذهب إلى هناك أشعر بالقداسة، أشعر باحتضان دافئ”.

وأضافت: “يحاول الإرهابيون المس باليهود طوال الوقت، بسبب وبلا سبب… إنه المنطق نفسه الذي يمنعك من أن تقول للنساء لا تخرجن إلى الشارع لأنكن قد تتعرضن للاغتصاب. يبدو هذا سخيفا وفظيعا بالنسبة لنا. لا يمكننا أن نقول ليهودي لا يُسمح لك بزيارة بعض الأماكن في إسرائيل لأن ذلك قد يثير جنون أحد ما”.

وكانت أيالا بن غفير قد أثارت انتقادات في شهر نوفمبر عندما أحضرت معها مسدسا خلال لقاء في فندق فخم في القدس مع زوجات رؤساء الإئتلاف المفترض، والذي استضافته زوجة رئيس الوزراء الحالي سارة نتنياهو.

من الأرشيف: الحاخام السفاردي الأكبر يتسحاق يوسف في مركز المؤتمرات الدولي، 1 فبراير 2022. (Noam Revkin Fenton / Flash90)

بالإضافة إلى الانتقادات من الخارج، أثارت جولة بن غفير إدانات داخل إسرائيل أيضا، بما في ذلك من كبير الحاخامات السفاردي يتسحاق يوسف.

وكتب يوسف في رسالة إلى بن غفير، “بصفتك وزيرا يمثل حكومة إسرائيل، ينبغي عليك العمل وفقا لتعليمات الحاخامية الكبرى، التي لطالما حظرت زيارة جبل الهيكل”.

ودعا يوسف بن غفير إلى التوقف عن ذلك “حتى لا يضلل الجمهور”.

الموقف الرسمي للحاخامية الكبرى هو أن “قداسة الموقع بالنسبة لليهود لا تسمح بأن تطأه قدم يهودية”. إلا أن الكثيرين من الحاخامات في المجتمع القومي المتدين يدعمون الزيارات إلى أجزاء محددة في الموقع.

وقال زعيم المعارضة يائير لبيد، الذي حذر يوم الإثنين من أن الجولة قد تؤدي إلى سفك دماء، إن بن غفير أبرز ضعف نتنياهو.

وأن “دولة إسرائيل لا تقبل إملاءات من أحد فيما يتعلق بأمنها، لكن الدخول في خلاف مع نصف العالم حتى يتمكن بن غفير من قضاء 13 دقيقة في جبل الهيكل هو عدم مسؤولية سياسية وضعف من جانب نتنياهو في مواجهة وزرائه”.

نائب وزير الشؤون الدينية، عضو الكنيست ماتان كهانا، يحضر مناقشة في الكنيست، في القدس، 15 يونيو، 2022. (Olivier Fitoussi / Flash90)

تلقى بن غفير دعما غير متوقع من وزير الخدمات الدينية السابق متان كهانا، عضو حزب “الوحدة الوطنية” المعارض بزعامة بيني غانتس. حاول كهانا إجراء عدد من الإصلاحات الدينية كوزير، والتي عارضتها كتلة نتنياهو بشدة ومن المرجح أن تلغيها الحكومة الحالية.

وقال كهانا لإذاعة 94FM “يسعدني أن إيتمار بن غفير تشاور مع المسؤولين الأمنيين وقام بزيارة جبل الهيكل. نحن ذوو سيادة على أرض إسرائيل كلها وينبغي علينا أن ندرك هذه السيادة. لسنا بحاجة إلى تلقي تعليمات من أي من أعدائنا”.

سائحون يزورون الحرم القدسي في القدس، 3 يناير، 2023. (Jamal Awad / Flash90)

وجاءت جولة بن غفير بعد ساعات من ظهور تقارير تحدثت عن موافقته على تأجيل الجولة المزمعة في أعقاب لقاء مع نتنياهو، وعلى الرغم من إدانات المعارضة وتهديدات من حركة حماس.

أقيمت الجولة الثلاثاء في العاشر من شهر “طيفت” بحسب التقويم اليهودي، وهو يوم صيام يهودي لإحياء ذكرى الأحداث التي أدت إلى دمار الهيكل.

بحسب القناة 12، رفعت الشرطة من مستوى التأهب في القدس في الساعات التي تلت زيارة بن غفير. ولم يصدر اعلان رسمي بهذا الشأن.

واستولت إسرائيل على الحرم القدسي والبلدة القديمة بالقدس من الأردن في حرب “الأيام الستة” في عام 1967، بعد مرور عقدين تقريبا من استيلاء عمّان عليها خلال “حرب الاستقلال” الإسرائيلية في عام 1948. ومع ذلك، تسمح إسرائيل للوقف الأردني بالاستمرار في الحفاظ على سلطته الدينية في الموقع.

كثيرا ما تحولت الاستفزازات والعنف المزعوم في الموقع إلى توترات ومواجهات واسعة النطاق.

ويرفض الفلسطينيون والمجتمع الدولي بمعظمه أي تغييرات في الوضع الراهن، لكن الفلسطينيين يعارضون أيضا أي وجود يهودي إسرائيلي في الموقع، بما في ذلك وجود الشرطة المكلفة بالحفاظ على الأمن.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جلسة لمجلس الوزراء في القدس، 3 يناير، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

سعى نتنياهو إلى طمأنة حلفاء إسرائيل بأنه لن يسمح بأي تغييرات، وقد درّج بند في جميع اتفاقاته الائتلافية ينص على الحفاظ على الوضع الراهن “فيما يتعلق بالأماكن المقدسة”.

بن غفير هو رئيس واحد من ثلاثة أحزاب يمينية متطرفة في ائتلاف نتنياهو الناشئ.

وقام وزير الأمن القومي المعين حديثا، والذي يُتهم منذ فترة طويلة بأنه مثير للجدل، بعدة جولات إلى الحرم القدسي كناشط وكعضو كنيست، وقاد أيضا مسيرات مثيرة للجدل لمتطرفين قوميين عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة بالقدس. وفي عدة مناسبات، أنشأ مكتبا خاصا في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، والذي كان أيضا في قلب التوترات الإسرائيلية الفلسطينية، مما أشعل الاضطرابات.

في حين كانت زيارته الأخيرة إلى الحرم القدسي قبل حوالي ثلاثة أشهر، قبل رأس السنة اليهودية الجديدة.

اقرأ المزيد عن