بن غفير يدعو إلى منع الفلسطينيين سكان الضفة الغربية من دخول الحرم القدسي خلال شهر رمضان
الوزير اليميني المتطرف يقول إنه لن يكون من المقبول "السماح باحتفالات نصر حماس" في المسجد الأقصى بينما هناك "نساء وأطفال رهائن في غزة"
قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير يوم السبت إنه يجب منع السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية من حضور الصلوات في الحرم القدسي خلال شهر رمضان المقبل، والذي يبدأ في 10 مارس تقريبا.
وكتب الوزير على منصة “اكس”، “لا ينبغي أن نسمح لسكان السلطة [الفلسطينية] دخول إسرائيل بأي شكل من الأشكال” خلال الشهر المبارك، أي بعد أقل من شهر، مضيفا “لا يمكننا المجازفة والمخاطرة”.
وقال في منشور نشره بعد يوم من تقرير في قناة تلفزيونية إسرائيلية أفاد بأن بن غفير يضغط من أجل منع الفلسطينيين من دخول الحرم في القدس خلال شهر رمضان: “من غير المعقول أن هناك نساء وأطفال رهائن في غزة وأن نسمح نحن بالاحتفالات بنصر حماس على جبل الهيكل”، مستخدما التسمية اليهودية للموقع المقدس.
لا يزال حوالي 130 رهينة تم احتجازهم في 7 أكتوبر خلال الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حماس في جنوب إسرائيل محتجزين في غزة، 30 منهم ليسوا على قيد الحياة، وفقا لاستنتاجات توصل إليها الجيش الإسرائيلي، وكانوا من بين 253 رهينة تم احتجازهم في ذلك اليوم عندما اجتاح المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص. تم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة في فترة توقف القتال في أواخر نوفمبر وإطلاق سراح أربعة رهائن قبل ذلك. في حين أعادت القوات ثلاثة رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 11 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.
كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا. وتحتجز حماس أيضا رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى اثنين من المدنيين الإسرائيليين، وهما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عام 2013 و 2014.
ويدفع بن غفير من أجل اتباع نهج أكثر تشددا تجاه غزة والفلسطينيين بشكل عام، إلى جانب وزير المالية بتسلئيل سموتريش، رئيس الحزب “الصهيونية المتدينة”. وقد دعا الاثنان في السابق إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة وسط الحرب وهددا بالانسحاب من الإئتلاف الحاكم إذا تم التوصل إلى اتفاق “متهور” مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن.
بصفته الوزير المسؤول عن الشرطة، يتمتع بن غفير ببعض السلطة على السياسة في الحرم القدسي، على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد نقض قراراته في الماضي.
وتسمح إسرائيل عادة للفلسطينيين من الضفة الغربية بزيارة الحرم القدسي خلال شهر رمضان، وتدعم المؤسسة الأمنية بأكملها الحفاظ على هذه السياسة في الشهر المقبل للفلسطينيين الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاما.
وذكرت القناة 12 يوم السبت أن بن غفير على خلاف مع الشرطة أيضا، التي لا تمانع بالسماح للفلسطينيين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما بالصلاة في الحرم القدسي.
الوزير المتشدد، الذي أثار ضجة دبلوماسية هائلة بسبب زياراته إلى الحرم القدسي، يدفع حتى من أجل منع المواطنين العرب الذين تقل أعمارهم عن 70 عاما من زيارة الحرم، وفقا للتقرير.
وليس من الواضح ما هي السلطة القانونية التي يملكها الوزير لوضع مثل هذه السياسة.
وتؤيد الشرطة السماح بدخول العرب الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاما، بينما يقول جهاز الأمن العام (الشاباك) أنه لا ينبغي أن تكون هناك قيود على المصلين.
الشاباك على خلاف مع الشرطة أيضا بشأن وجود قوات في الموقع خلال رمضان. يوم السبت، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن الشرطة اقترحت أن تحتفظ قواتها بوجود دائم في الحرم القدسي للتعامل مع كل من يرفع أعلام حركة حماس أو يحرض ضد إسرائيل، في حين يرى الشاباك أن لا حاجة لمثل هذا الوجود وأنه يمكن التعامل مع أي محرض في وقت لاحق.
ومن المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعا مع بن غفير وكابينت الحرب يوم الأحد لمناقشة القضية بشكل أكبر.
وفقا لتقرير منفصل للقناة 12، الذي لم يشر إلى مصدر، يوم السبت، يشعر بعض وزراء الحكومة أن هناك “نقص في الاهتمام من جانب رئيس الوزراء وأيضا في المجلس الوزاري” بشأن هذه القضية وأن نتنياهو متردد في اتخاذ قرار. ونقل التقرير عن “وزراء” لم يسمهم قولهم “منذ أسابيع أثيرت القضية مع الولايات المتحدة ولا توجد قرارات. أصبح الأمر خطيرا. نحن ندخل شهر رمضان بشكل سيء، وهذا أمر دراماتيكي”.
وأضافوا، وفقا للتقرير، “هناك شعور بأن بن غفير أخذ رئيس الوزراء رهينة. نتيجة هذا الأمر خطيرة. إن احتمالات الاستفزازات المتعلقة بجبل الهيكل هائلة ومثيرة للقلق. يبدو أن بن غفير وحماس، لكل منهما مصالحه الخاصة، يريدان إشعال كل شيء”.
قام السياسي المثير للجدل بثلاث جولات في الموقع منذ أن أصبح وزيرا في ديسمبر 2022، مما أثار سيلا من الإدانات في كل مرة من حلفاء إسرائيل من حول العالم الذين يعتبرون أن القيام بذلك من قبل سياسي لطالما دعا إلى قلب الوضع الراهن الهش في الموقع هو خطوة استفزازية.
وتخشى الولايات المتحدة من أن يقوم بن غفير بدخول الحرم القدسي مرة أخرى خلال رمضان، حسبما قال مسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسماءهم.
بصفته الوزير المسؤول عن الشرطة، يلعب بن غفير دورا حاسما في تطبيق القانون في الموقع، وهناك قلق في واشنطن وكذلك داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن توجيهات من الأعلى لأفراد الشرطة للتشدد المفرط في التعامل مع المحرضين أو دخول المكان لإخماد اشتباكات قد يؤدي إلى إثارة أعمال عنف في القدس والضفة الغربية وخارجها، حسبما قال المسؤول الإسرائيلي.
وبموجب الوضع الراهن، وهو الترتيب الذي المعمول به منذ عقود بالتعاون مع الأردن، يُسمح لليهود وغيرهم من غير المسلمين بدخول الحرم القدسي خلال ساعات معينة ولكن لا يجوز لهم الصلاة هناك. في السنوات الأخيرة، دخل الحرم أعدادا قياسية من القوميين المتدينين اليهود وبدأ العديد منهم بالصلاة هناك حيث امتنعت الشرطة بشكل متزايد عن اتخاذ إجراءات صارمة ضد الانتهاك الواضح. وقد أثار هذا غضب الفلسطينيين والمسلمين في جميع أنحاء العالم الذين غالبا ما ينظرون إلى هذه الإجراءات على أنها جزء من محاولة لتقييد وجودهم في الموقع.
وتبلغ هذه المخاوف ذروتها كل عام خلال شهر رمضان عندما يشهد الحرم تدفقا كبيرا للمصلين، الذين يشتبك بعضهم مع الشرطة.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، دق مسؤولون في إدارة بايدن ناقوس الخطر قبل شهر رمضان، وحثوا القدس على اتخاذ خطوات لتخفيف التوترات وسط مخاوف من تفاقمها في المدينة، كما حصل في مايو 2021 عندما أشعل إطلاق حماس لصواريخ على المدينة فتيل الحرب الأخيرة بين إسرائيل والحركة الحاكمة في غزة.
ولكن هذا العام، هناك قلق أكبر بسبب الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في غزة، والتي أشعلها هجوم الحركة في 7 أكتوبر.
وأطلقت حماس على الهجوم اسم “عملية طوفان الأقصى”، كما قامت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في البلدان الأخرى التي انضمت إلى الصراع بإدراج إشارات إلى القدس في رسائلها.