بن غفير يتعرض لانتقادات من رئيس الدولة وزعيم المعارضة بعد تغريدته “حماس تحب بايدن”
لبيد ونواب من حزب "يش عتيد" يحضون نتنياهو على إقالة الوزير بسبب رده "الطفولي" على التهديد بتجميد ارسال الأسلحة الأمريكية، وسط مخاوف من أن أسلوبه الساخر قد يمس بالأمن القومي

واجه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير دعوات لإقالته يوم الخميس بعد أن غرد ساخرا إن حركة حماس تحب جو بايدن، ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي لشبكة CNN بأنه سيجمد عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل في حال مضت قدما في عملية واسعة في مدينة رفح.
وكان زعيم المعارضة يائير لبيد على رأس مجموعة من نواب المعارضة الذين انتقدوا بن غفير، وهو سياسي يميني متطرف معروف بتغريداته المثيرة للجدل وأسلوبه الشعبوي، واتهموه بالمخاطرة بتضييع ما تبقى من الدعم الأمريكي لإسرائيل. وانضم إلى المنتقدين رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ.
وقال لبيد في بيان صباح الخميس: “إذا لم يقم [رئيس الوزراء بنيامين] نتنياهو بإقالة بن غفير اليوم، فإنه يعرض للخطر كل جندي في جيش الدفاع وكل مواطن في دولة إسرائيل”.
ودعا لبيد في وقت لاحق كل من وزير الدفاع يوآف غالانت وبيني غانتس وغادي آيزنكوت – الأولان عضوان في كابينت الحرب والثالث مراقب فيه – للضغط على نتنياهو لإقالة بن غفير.
وقال إن الثلاثة، الذين يُنظر إليهم على أنهم أصوات الاعتدال الرائدة التي تحد من ضغوط القوى اليمينية المتطرفة داخل حكومة نتنياهو، “لا ينبغي أن يكتفوا بالإدانات هذه المرة، وعليهم المطالبة بإقالة إيتمار بن غفير”.
كانت تغريدة بن غفير واحدة من عدة ردود فعل غاضبة من شخصيات حكومية صباح الخميس بعد أن حذر بايدن من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة الهجومية إذا مضت قدما في هجوم مخطط له في رفح، التي يُنظر إليها على أنها آخر معقل كبير لحماس في غزة ولكن أيضا المدينة التي لجأ إليها أكثر من مليون نازح فلسطيني بعد فرارهم من أجزاء أخرى من القطاع.

وغرد بن غفير “حماس تحب بايدن”.
آخرون، بما في ذلك المبعوث الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان، انتقدوا هم أيضا تصريحات بايدن باعتبار أنها تساعد حركة حماس، لكنهم استخدموا لغة أكثر دبلوماسية.
Hamas ❤️Biden
— איתמר בן גביר (@itamarbengvir) May 9, 2024
في مراسم رسمية لإحياء ذكرى هزيمة ألمانيا النازية، شكر هرتسوغ بايدن بوضوح، واصفا إياه بأنه “صديق عظيم لدولة إسرائيل… والذي أثبت ذلك منذ اليوم الأول للحرب”.
وحذرت عضو الكنيست إفرات رايتن (حزب العمل) في تغريدة من أن “الضرر المحتمل الذي قد يلحق بإسرائيل من هذه التغريدة الطفولية لا حصر له”.
وكتبت “هذا ليس بن غفير المحرض، بل وزير الأمن القومي لدولة إسرائيل يكتب باللغة الإنجليزية حتى يعرف العالم كله ما يفكر فيه نتنياهو. إذا لم يدين نتنياهو هذه التغريدة بقوة وعلنا، فهو يوقّع اسمه تحتها”.

واتبع العديد من أعضاء الكنيست من حزب “يش عتيد” خطى رئيس الحزب لبيد في الدعوة إلى إقالة بن غفير ووصفوه بأنه يشكل خطرا على الأمن القومي.
وقال فلاديمير بيلياك، العضو في الحزب، على منصة “اكس”، دون أن يلطف كلماته: “حكومة من البلهاء ومعادية لإسرائيل ومجرمة”.
ولم يرد نتنياهو ولا بن غفير على الانتقادات. ويواجه رئيس الوزراء ضغوطا متواصلة على الصعيدين المحلي والدولي في بعض الحالات بسبب اعتماد ائتلافه على بن غفير، الذي يقود حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف. بن غفير، وهو من أتباع الحاخام المتطرف مئير كاهانا سابقا، متهم بالإدلاء بتصريحات تحريضية وعنصرية ودعم المتعصبين اليهود ومشتبه بهم بالإرهاب.
متحدثا في مقر الشرطة خلال احتفال أقيم بمناسبة اقتراب يوم الاستقلال، بدا أن بن غفير يتجاهل الانتقادات بتحد، مشيرا إلى أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تضع الكثير من الثقة في حلفائها الأجانب.

وقال: “إننا نحتفل باستقلال دولة إسرائيل، رغم أن الكثيرين يتحدونها. النصر يعتمد علينا وحدنا. عليك أن تقاتل دون أي تنازلات. ليس لدينا من نعتمد عليه سوى أنفسنا وأبينا الذي في السماء”.
الانتقادات كررت تعليقات ضد بن غفير في الشهر الماضي بعد أن علق على غارة إسرائيلية مزعومة في إيران هدفت إلى الرد على هجوم إيراني كبير بالصواريخ والمسيّرات ضد إسرائيل بالكلمة “ضعيف!”
في ذلك الوقت، نقلت أخبار القناة 12 عن مسؤولين حكوميين لم تذكر أسمائهم مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصفهم للوزير اليميني المتطرف بأنه “صبياني وغير ذي صلة بأي نقاش”. وقال التقرير إنهم اتهموه بإلحاق أضرار جسيمة بالأمن القومي.