إسرائيل في حالة حرب - اليوم 533

بحث
مقابلة"ترامب سيحبني حقا إذا أتيحت لنا الفرصة للتحدث"

بن غفير يأسف لعدم مشاركته في الحكومة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض

وزير الشرطة السابق ينتقد رئيس الحكومة لعدم تحركه استجابة لدعوة الرئيس الأمريكي لنقل سكان غزة، ويكشف أنه قاوم ضغوط بايدن بشأن توزيع الأسلحة وظروف السجن والحرم القدسي

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يحضر مراسم لتسليم الأسلحة لأعضاء مجموعة الأمن التطوعية المحلية في أشكلون، إسرائيل، الجمعة، 27 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Tsafrir Abayov)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يحضر مراسم لتسليم الأسلحة لأعضاء مجموعة الأمن التطوعية المحلية في أشكلون، إسرائيل، الجمعة، 27 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Tsafrir Abayov)

في الشهر الماضي، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقتراحه المثير للجدل بتولي الولايات المتحدة إدارة قطاع غزة، وقال إنه يريد “تطهير القطاع بأكمله” و”إعادة توطين الناس بشكل دائم” في بلدان أخرى.

ومنذ ذلك الحين، عمل ترامب ومساعدوه على تخفيف بعض شروط الخطة بشكل دوري، لكنهم تجنبوا التصريح صراحة بأن الفلسطينيين الذين يريدون البقاء في القطاع سيكونون قادرين على ذلك.

وفي هذا الصدد، يبدو النهج الأمريكي أكثر شمولا من النهج المماثل الذي كان وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير يدافع عنه حتى قبل السابع من أكتوبر – “تشجيع الهجرة الطوعية لسكان غزة”.

وحرص بن غفير على التأكيد على أن مبادرته ليست إلزامية، وسط انتقادات بأن مثل هذه الدعوات من شأنها أن ترقى إلى مستوى التطهير العرقي.

كما امتنع رئيس حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف عن الإشارة إلى أن اقتراحه يهدف إلى نقل سكان غزة بالكامل، والذين يبلغ عددهم نحو مليوني نسمة، كما فعل ترامب عندما وصف خطته “ريفييرا الشرق الأوسط”.

ولكن في مقابلة أجراها معه “تايمز أوف إسرائيل” يوم الأربعاء، أكد بن غفير أنه وترامب يتفقان في الرؤية.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على يسار الصورة) والرئيس الأمريكي دونالد ترامب (على يمين الصورة) يتحدثان خلال مؤتمر صحفي مشترك في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض في 4 فبراير، 2025. (The White House, via Wikipedia)

وقال بن غفير وهو جالس ورا مكتبه البرلماني في القدس: “لا أعتقد أن هناك أي فرق بين ما أقوله وما يقوله هو”.

وألقى رئيس “عوتسما يهوديت” باللوم على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تأخير تنفيذ الاقتراح، موضحا قرار حزبه بالانسحاب من الحكومة بعد أكثر من عامين.

وقال بن غفير: “أنا مع ترامب. أتمنى أن يكون رئيس وزراء إسرائيل مع ترامب”. ولقد أعرب نتنياهو عن دعمه لاقتراح الرئيس الأمريكي للسيطرة على غزة، ولكن الوزير السابق جادل بأن رئيسه السابق لا ينفذ الخطة.

فلسطينيون يعيشون بين أنقاض منازلهم التي دمرت في الحرب بين إسرائيل وحماس، في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، 23 فبراير، 2025. (Abed Rahim Khatib/Flash90)

“حماس لن تسمح لأحد بالخروج”

في حين أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس عن إنشاء مديرية جديدة في مكتبه مكلفة بتمكين الفلسطينيين من مغادرة قطاع غزة “طواعية”، رفض بن غفير هذه الجهود باعتبارها غير جادة لأن إسرائيل لا “تشجع” سكان غزة على الهجرة.

انسحب حزب عوتسما يهوديت الذي يمتلك سبعة مقاعد في الكنيست من الائتلاف في 19 يناير بعد أن وافق نتنياهو على صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار مع حركة حماس، والذي زعم وزير الأمن القومي السابق أنها في الواقع تحيد جهوده لتشجيع الفلسطينيين على المغادرة من خلال السماح للجماعة الحاكمة في غزة بإعادة تجميع صفوفها بشكل كاف، وبالتالي الاستمرار في ترهيب الفلسطينيين ومنعهم من الفرار.

وقال: “إذا لم تكن إسرائيل مسيطرة على غزة، فإن حماس لن تسمح لأي شخض بالخروج أو حتى التلصص”، داعيا الجيش الإسرائيلي إلى استئناف الحرب ضد حماس فورا، ومنع جميع المساعدات الانسانية من دخول القطاع.

إن مثل هذا النهج المتشدد من شأنه أن ينهي صفقة الرهائن الجارية قبل أن تنتقل إلى المرحلة الثانية، والتي من المقرر خلالها إطلاق سراح نحو عشرين رهينة آخرين يُعتقد أنهم على قيد الحياة.

وقال بن غفير أنه إذا تمكنت إسرائيل من السيطرة على القطاع، فسوف يتمكن المزيد من سكان غزة من المغادرة.

وتكهن “أعتقد أنه إذا منحت سكان غزة خيارا، فإنهم سيفضلون مغادرة غزة، وأفترض أن جزءا كبيرا منهم سيغادر. وقد يبدأ الأمر بـ 100 ألف، ثم 200 ألف، ثم 400 ألف آخرين، ثم 300 ألف آخرين”.

فلسطينيون يفرون من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، 28 مايو، 2024. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

في حين لم تتطوع أي دولة علنا لاستقبال الفلسطينيين حتى الآن، زعم بن غفير أن “هذا سيكون مفيدا لهم” عندما يتم العثور على موقع جديد، واصفا ذلك، كما فعلت واشنطن، بأنه لفتة إنسانية.

قال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في وقت سابق من هذا الشهر: “إن الحياة الأفضل لا ترتبط بالضرورة بالمساحة الفعلية التي تعيش فيها اليوم. إن الحياة الأفضل تتعلق بفرص أفضل وظروف مالية أفضل وتطلعات أفضل لك ولأسرتك. وهذا لا يحدث لأنك تنصب خيمة في قطاع غزة وتحيط بك 30 ألف ذخيرة يمكن أن تنفجر في أي لحظة”.

وعندما سُئل عما إذا كان قلقا من أن حجة ويتكوف قد تتحول ضد الإسرائيليين، الذين يشعر الكثير منهم بالارتباط المماثل بكل الأرض بين نهر الأردن والبحر المتوسط، رفض بن غفير هذه الفكرة.

وقال النائب القومي المتطرف “هذه مسألة أخرى. في حالة إسرائيل فإن هذه هي أرضنا… هذه الأرض لم تكن يوما للعرب”.

وزير اليمين المتطرف إيتمار بن غفير يحضر تجمعا لنشطاء اليمين بالقرب من الحدود مع غزة في 21 أكتوبر 2024، يدعو إلى إنشاء مستوطنة يهودية جديدة في قطاع غزة (Menahem KAHANA / AFP)

“نقول الأشياء كما هي”

جاءت استقالة بن غفير قبل يوم واحد فقط من تنصيب ترامب، مما يعني أن الرجلين لم يتداخلا كمسؤولين حكوميين.

وقال رئيس عوتسما يهوديت “أشعر وكأن هناك فرصة ضائعة بعض الشيء لأننا لسنا معا – أنا كوزير وهو كرئيس للولايات المتحدة”.

وأضاف: “لدي شعور بأن ترامب سيحبني حقا إذا أتيحت لنا الفرصة للتحدث. لأنني أقول الأشياء كما هي، تماما كما يفعل هو… الناس يحبون ذلك في الولايات المتحدة، وهم يحبون ذلك أيضا في إسرائيل”.

وأكد بن غفير في وقت سابق من هذا الشهر إنه سيكون على استعداد للعودة إلى الحكومة إذا نفذ نتنياهو اقتراح ترامب بشأن إعادة التوطين.

وأضاف الأربعاء “إذا نقلت إسرائيل الآن مئات الآلاف من سكان غزة كجزء من عملية لتشجيع الهجرة، فلا شك لدي في أن هذا من شأنه أن يغير الصورة”.

رئيس حزب “عوتسما يهوديت” إيتمار بن غفير يترأس اجتماعا لكتلته في الكنيست، 18 نوفمبر، 2024. (Chaim Goldberg FLASH90)

تجاوز بايدن

تزامنت فترة ولاية بن غفير كوزير للأمن القومي مع فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الذي قاطعت إدارته الوزير، معتبرة التواصل معه بمثابة إضفاء الشرعية على آرائه.

وأكد الوزير السابق المسؤول عن الشرطة لأول مرة أن إدارة بايدن امتنعت عن نقل بنادق هجومية إلى وزارته لعدة أشهر أثناء الحرب.

وقال بن غفير إنه كان يحاول تسليح فرق الأمن المحلية في جميع أنحاء البلاد، لكن واشنطن كانت قلقة من أن يتم استخدام الأسلحة لتسليح المستوطنين وتوزيعها بشكل غير مناسب في الأحداث السياسية.

وقال الوزير السابق إنه انتهى به الأمر إلى تجاوز واشنطن من خلال اللجوء إلى الشركات المصنعة الإسرائيلية. “في النهاية تمكنت من ذلك … [و] خسرت الولايات المتحدة قليلا لأننا اشترينا هذه الأسلحة من مكان آخر”.

وكشف أنه واجه أيضا ضغوطا من إدارة بايدن – وإن كان بشكل غير مباشر – لتخفيف ظروف السجناء الأمنيين في السجون التي تشرف عليها وزارته.

وقال: “أصبحت سجون إسرائيل اليوم أشبه بالسجون في الولايات المتحدة. كانت معسكرا صيفيا كبيرا”، كما زعم بن غفير، مضيفا أنه تجاهل اعتراضات الولايات المتحدة بشأن هذه المسألة.

وقد بدا بعض السجناء الأمنيين المفرج عنهم في اتفاق وقف إطلاق النار الجاري نحيفين، وزعموا أنهم تعرضوا لانتهاكات واسعة النطاق من قبل الحراس الإسرائيليين.

كما كانت هناك محاولات من جانب إدارة بايدن لإلغاء التغييرات التي أجراها بن غفير للسماح بشكل أكثر صراحة بالصلاة اليهودية في الحرم القدسي في انتهاك للوضع الراهن الذي يحكم الموقع الذي يُعد بؤرة توتر.

وقال بن غفير: “أراد مسؤولو بايدن الوصول إلى قائد منطقة الشرطة… لكنني قلت إنني لن أسمح له بمقابلتهم بدوني. أنا المسؤول عن السياسة في الحرم القدسي. وليس قائد المنطقة ولا أي شخص آخر”.

وعندما سُئل عما إذا كان نتنياهو قد ضغط عليه للاستجابة لدعوات الإدارة السابقة، هز الوزير السابق رأسه بالنفي.

اقرأ المزيد عن