تقرير: بن غفير سيلقي كلمة في حدث لإحياء يوم الذكرى، ويعد بتجنب المواضيع الحساسة
بعض العائلات الثكلى طالبت الوزير اليميني المتطرف بعدم المشارك في المراسم التي ستقام في بئر السبع، لكنه يؤكد على أن "عشرات" العائلات طلبت منه الحضور؛ تعزيز الإجراءات الأمنية حول الحدث
أفاد تقرير أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تعهد بتجنب طرح مواضيع مثيرة للجدل خلال كلمة سيلقيها هذا الأسبوع في حدث لإحياء يوم ذكرى قتلى معارك إسرائيل والأعمال العدائية في مدينة بئر السبع، وسط توترات مجتمعية شديدة بسبب خطة الحكومة لإصلاح الجهاز القضائي، وعلى الرغم من دعوات وجهتها عائلات ثكلى للوزير اليميني المتطرف مطالبة إياه بعدم المشاركة في المراسم.
يوم الذكرى، الذي يكرم قتلى معارك إسرائيل، هو أحد المناسبات الوطنية غير الدينية القليلة، الذي تزور خلاله قطاعات كبيرة من الجمهور الإسرائيلي عادة قبور أحبائهم ورفاقهم. لطالما حضر وزراء الحكومة الأحداث الرسمية ومراسم وضع أكاليل الزهور في جميع أنحاء البلاد في يوم الذكرى. لكن هذا العام، وسط انقسامات عميقة، تزايدت التكهنات بأن وزراء من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يواجهون صيحات استهجان واحتجاجات أثناء مشاركتهم في مراسم يوم الذكرى.
في حين أن الاحتجاجات على نطاق صغير هي أمر شائع في المناسبات التي تُخلد ذكرى قتلى جنود الجيش الإسرائيلي، والتي تكون غالبا من قبل العائلات الثكلى، فإن احتمال اندلاع نزاعات سياسية حول التغييرات المقترحة في القضاء في المقابر وفي مراسم وضع أكاليل الزهور قد أثار مخاوف من أن هذه التحركات قد تسيء إلى العائلات وتضر بقدسية اليوم.
بن غفير بنفسه لم يؤد الخدمة العسكرية قط، بعد أن رفضه الجيش بسبب أنشطة متطرفة في شبابه.
يوم السبت، أفادت القناة 12 أن بن غفير زعم أن “عشرات” العائلات طلبت منه حضور الحدث في بئر السبع يوم الثلاثاء، وتعهد بتجنب التطرق لمواضيع مثيرة للجدل في خطابه، لا سيما تلك المتعلقة بخطة الإصلاح القضائي، التي تم تجميدها بشكل مؤقت.
نقلا عن مصدر مقرب من بن غفير، قالت القناة 12 إن الوزير اليميني المتطرف يأمل في “احتضان” العائلات الثكلى، بمن فيها تلك التي طالبت باستبعاده عن الحدث.
وطالبت العديد من العائلات الثكلى بن غفير عدم حضور المراسم في المدينة الواقعة بجنوب البلاد، في حين قال آخرون إنهم سيقومون بزيارة قبور أحبائهم في الأيام التي تسبق يوم الذكرى، لتجنب لقاء وزراء الحكومة في مراسم إحياء الذكرى.
في الأسبوع الماضي، قال رئيس منظمة “يد لبانيم”، إيلي بن-شيم، إن الآلاف من أهالي الجنود القتلى طالبوا السياسيين بعدم حضور مراسم يوم الذكرى أو التحدث فيها. وحذر بن-شيم من احتمال اندلاع مواجهات لفظية وحتى جسدية في المقابر العسكرية إذا حضر وزراء من الحكومة أو أعضاء كنيست – لا سيما أولئك الذين لم يخدموا في الجيش الإسرائيلي – أحداث يوم الذكرى في المواقع الحساسة.
في وقت سابق السبت، حذر كارمي غليون، وهو مدير سابق لجهاز الأمن العام (الشاباك)، من احتمال إبعاد عائلات ثكلى بالقوة من المقابر العسكرية إذا احتج أفرادها على حضور الوزراء.
وقالت القناة 12 إنه تم تعزيز قوات الأمن لضمان الأمن داخل المقبرة العسكرية في بئر السبع وخارجها حيث من المقرر أن يلقي بن غفير كلمة يوم الثلاثاء.
وخاطبت ليرون حكمون، التي فقدت شقيقها في حرب لبنان الأولى في عام 1982، الحشد المشارك في المظاهرة الأسبوعية المناهضة للحكومة في بئر السبع ليل السبت، ودعت بن غفير إلى البقاء بعيدا عن المراسم.
موجهة حديثها للوزير، تساءلت حكمون فيما إذا كان الوزير يشعر “بالارتياح من حقيقة أن الكثير من العائلات لن تحضر المقبرة هذا العام في يوم الذكرى، فقط لأنك قادم؟”
وقالت حكمون “هل من الصواب أن يقوم شخص لم يخدم في الجيش، ووصف إرهابيا بغيضا بأنه ’بطل’، شخص تحدث في حدث لإحياء ذكرى [الحاخام العنصري مئير] كهانا، وهو رجل تزعم منظمة إرهابية، شخص لديه ثماني إدانات جنائية، بإلقاء خطاب في مقبرة عسكرية في يوم الذكرى؟”
حتى قبل وقت قريب، علق بن غفير على جدار في منزله صورة مؤطرة لباروخ غولدشتاين، المتطرف اليهودي المسؤول عن مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل التي راح ضحيتها 29 فلسطينيا في عام 1994. في السابق، وصف بن غفير غولدشتاين بأنه “بطل”، لكنه تراجع عن أقواله منذ ذلك الحين.
يوم الجمعة، في عرض نادر للوحدة في الأشهر الأخيرة، وقّع نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وزعيم المعارضة يائير لبيد، ورئيس حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس، على بيان مشترك حضوا فيه الإسرائيليين على وضع الانقسامات العميقة جانبا تكريما ليوم الذكرى.
بالإضافة إلى ذلك، دعت مجموعة تمثل جنود الاحتياط المعارضين لخطة الإصلاح القضائي الحكومية نشطاءها إلى عدم التظاهر ضد خطة الحكومة المثيرة للجدل خلال يوم الذكرى.
في مقابلة تلفزيونية أذيعت يوم السبت، قال رئيس هيئة أركان الجيش الأسبق في عهد حكومة نتنياهو السابقة، غادي آيزنكوت، وهو الآن شخصية رئيسية في حزب “الوحدة الوطنية”، للقناة 12 إن مشاركة وزراء الحكومة الذين لم يخدموا في الجيش الإسرائيلي في أحداث يوم الذكرى “إشكالية للغاية”.
أحد الأمثلة على ذلك هو وزير البناء والإسكان يتسحاق غولدكنوبف، رئيس حزب “يهدوت هتوراة” الأرثوذكسي المتشدد، والذي ورد أن العائلات الثكلى طلبت منه تجنب الظهور في أحدث لإحياء يوم الذكرى.
وقال آيزنكوت إن مثل هؤلاء الوزراء يمكن أن يحضروا أحداث يوم الذكرى “لكن لا ينبغي أن يتحدثوا”.
وقال إنه يأمل أن يكون لدى بن غفير “مستشارون جيدون من حوله سيطلبون منه الحضور” لكن عدم إلقاء كلمة في المراسم في بئر السبع. “شارك، وقم بوضع إكليل من الزهور… لكن لا تتحدث”.