إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

الوزراء يحذرون من أن بن غفير يعرض إسرائيل للخطر بخطواته “المتهورة” في الحرم القدسي

أصر رئيس الوزراء على أن الوضع الراهن في الموقع الحساس لم يتغير، بعد أن قال بن غفير إنه سيدعم بناء كنيس محله؛ أعضاء الائتلاف والمعارضة يطالبون بإقالته

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، محاط بضباط شرطة، عند الحائط الغربي في البلدة القديمة بالقدس، بعد زيارته للحرم القدسي، خلال ذكرى خراب الهيكل (تشعا بآف)، 13 أغسطس 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، محاط بضباط شرطة، عند الحائط الغربي في البلدة القديمة بالقدس، بعد زيارته للحرم القدسي، خلال ذكرى خراب الهيكل (تشعا بآف)، 13 أغسطس 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

أثار وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الجدل صباح الاثنين بعد أن أعلن مرة أخرى أن اليهود لديهم نفس الحقوق التي يتمتع بها المصلون المسلمون في الحرم القدسي، وقال أنه سينشئ كنيسا يهوديا في الموقع المضطرب إذا استطاع.

وقال الوزير القومي المتطرف، الذي قام بزيارات مثيرة للجدل عديدة إلى الموقع منذ دخوله الحكومة، لإذاعة الجيش يوم الاثنين إن القانون الإسرائيلي لا يميز بين الحقوق الدينية لليهود والمسلمين في الحرم القدسي.

وقال بن غفير إن “السياسات المتبعة في الحرم القدسي تسمح بالصلاة، نقطة على السطر. يُسمح لك بالصلاة؛ ومن غير القانوني منعك من الصلاة”.

“لماذا يجب على اليهودي أن يخاف من الصلاة؟” سأل بلاغياً. “لأن حماس سوف تغضب؟”

وأضاف بن غفير: “رئيس الوزراء يعرف أنه عندما انضممت إلى الحكومة، قلت بأبسط طريقة أنه لن يكون هناك تمييز في الحرم القدسي، تمامًا كما يمكن للمسلمين الصلاة في الحائط الغربي”.

وأضاف أنه لا “أفعل كل ما أريده في الحرم. لو فعلت كل ما أريده في الحرم، لكان العلم الإسرائيلي يرفرف هناك منذ فترة طويلة”.

وعندما سئل عما إذا كان سيبني كنيسا يهوديا في المكان المقدس إذا أتيحت له الفرصة، رد الوزير اليميني المتطرف “نعم، نعم، نعم، نعم”.

وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير في حفل تنصيب رئيس الشرطة الجديد دانييل ليفي في القدس في 25 أغسطس 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

وجاءت المقابلة بعد حادثة وقعت في وقت سابق من هذا الشهر عندما تم تصوير دخول يهود للموقع – بما في ذلك في خلفية اللقطات التي شاركها بن غفير – وهم يصلون ويسجدون، في انتهاك لتعليمات الشرطة والوضع الراهن غير المكتوب الذي يحكم الحرم القدسي.

وأقيمت صلاة عامة مماثلة في الحرم القدسي يوم الأحد، ولم يبدو أن بن غفير شارك فيها.

وقد تم تصوير اليهود وهم ساجدين على الأرض ويصلون بصوت مرتفع.

يسمح الوضع الراهن في الموقع للمسلمين بالصلاة والدخول إلى الحرم الواقع في البلدة القديمة في القدس دون قيود كثيرة، في حين يحظر غير المسلمين، بما في ذلك اليهود، من الزيارة إلا خلال فترات زمنية محدودة عبر بوابة واحدة، ويحظرهم من الصلاة هناك.

ويرى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن انتهاك الوضع الراهن قد يؤدي إلى إثارة اضطرابات، حيث شهد الحرم القدسي اشتباكات متكررة بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية، كما أدت التوترات في المجمع المتنازع عليه إلى تأجيج جولات سابقة من العنف.

وردا على تعليقات بن غفير، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيانًا أصر فيه على أنه “لا يوجد تغيير في الوضع الراهن الرسمي في الحرم القدسي”، لكنه تجنب ذكر شريكه القومي المتطرف في الائتلاف بالاسم.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يسار) يرحب بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست، 23 مايو، 2023. (Gil Cohen-Magen/AFP)

وأثارت تعليقات بن غفير موجة غضب فورية من جانب أعضاء الائتلاف وكذلك المعارضين السياسيين للوزير اليميني المتطرف.

ودعا وزير الداخلية موشيه أربيل نتنياهو إلى إقالة الوزير من منصبه المشرف على شرطة إسرائيل، وحذر من أن تهور زعيم حزب عوتسما يهوديت “قد يُدفع ثمنه بالدم”.

وقال إن “تصريحات بن غفير غير المسؤولة تثير الشكوك حول تحالفات إسرائيل الاستراتيجية مع الدول الإسلامية كجزء من التحالف ضد المحور الإيراني الشرير”.

وينتمي أربيل إلى حزب شاس، أحد الفصيلين الحرديين في الائتلاف الحاكم اللذين أبديا استياءهما من محاولات بن غفير زيادة الوجود اليهودي في الحرم القدسي. ويتبع العديد من الحريديم الحظر الحاخامي القائم على زيارة الحرم.

وزير الداخلية موشيه أربيل يحضر اجتماع لجنة في الكنيست، القدس، 1 أبريل 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

وفي أعقاب زيارة بن غفير السابقة للموقع – حيث صور مصلين يهود وهم يسجدون – أفادت تقارير عدة أن زعيم شاس أرييه درعي التقى بزعيم المعارضة يائير لابيد لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمان لمناقشة التعاون بشأن قرار من شأنه أن يؤكد حكما صدر عام 1967 من الحاخامية الكبرى، والذي ينص على منع اليهود من زيارة الموقع المقدس.

واتهم وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي اتسعت الخلافات بينه وبين بن غفير في الأشهر الأخيرة بشأن كيفية إدارة حرب إسرائيل مع حماس والاشتباكات مع حزب الله في الشمال، الوزير بتعريض إسرائيل للخطر بتعليقاته.

ولم يطالب غالانت صراحة بإقالة بن غفير من منصبه، على الرغم من محاولة النائب اليميني المتطرف هندسة إقالة غالانت العام الماضي. لكنه أوضح أن إبقاء السياسي في السلطة قد يعود بالضرر على إسرائيل، وأشار إلى أن تقويض الوضع الراهن “خطير وغير ضروري ومتهور”.

وكتب غالانت على موقع إكس “تصرفات بن غفير تعرض الأمن القومي الإسرائيلي ومكانتها الدولية للخطر. الإجراء الذي اتخذه جيش الدفاع الإسرائيلي أمس لإحباط هجوم حزب الله قوى إسرائيل، وتصريحات بن غفير أضعفتها”.

وزير الدفاع يوآف غالانت يتحدث إلى ضباط في غرفة قيادة مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي، 25 أغسطس 2024. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)

وفي رده، اتهم بن غفير غالانت بـ”الخضوع لحماس وجر دولة إسرائيل إلى صفقة متهورة”.

وأضاف في تصريح على إكس أن “غالانت اختار أيضاً مواصلة السياسة المدمرة القائمة على الأفكار الانهزامية ضد حزب الله في الشمال”، مكرراً مطالبته إسرائيل بشن “حرب حاسمة” ضد حزب الله.

كما انتقد وزير التعليم يوآف كيش من حزب الليكود الحاكم زعيم حزب عوتسما يهوديت، وقال إن “أي تغيير في الوضع الراهن في الحرم القدسي، وخاصة في زمن الحرب، يجب أن يتم بشكل مهني في مجلس الوزراء إلى جانب فحص جميع المعاني والتداعيات”.

وأضاف كيش أن “التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها الوزير بن غفير في وسائل الإعلام بشأن هذه القضية هي شعبوية غبية وغير ضرورية”.

يظهر المصلون اليهود وهم ينبطحون على الأرض أثناء الصلاة في الحرم القدسي في القدس، 13 أغسطس، 2024. (Video screenshot)

في المقابل، سارع لابيد ورؤساء أحزاب المعارضة إلى إضافة أصواتهم إلى جوقة الإدانات المتنامية، على الرغم من تركيزهم بشكل رئيسي على نتنياهو وبقية الائتلاف، الذين اتهموهم بتمكين بن غفير وإبقائه في السلطة.

وكتب لابيد على موقع إكس “المنطقة كلها ترى ضعف نتنياهو أمام بن غفير. فهو لا يستطيع السيطرة على الحكومة حتى فيما يتعلق بمحاولة واضحة لزعزعة استقرار أمننا القومي”.

وقال بيني غانتس، رئيس حزب الوحدة الوطنية المعارض، إنه لا يتوقع الكثير من نتنياهو “الذي سمح لمشعل الحرائق غير المسؤول بإسقاطنا إلى الهاوية مقابل الهدوء السياسي”.

وأضاف غانتس، وهو وزير سابق في المجلس الحربي “لكن هناك أطراف مسؤولة في الحكومة والائتلاف من المتوقع أن تفعل شيئًا. لن تكفي الإدانات والكلمات اللطيفة هنا، وسيحكم عليكم التاريخ لكونكم جزءًا من هذا المسعى الخطير”.

اقرأ المزيد عن