بلينكن ينتقد رد حماس على العرض الإسرائيلي ويقول إن بعض التغييرات فيه “غير قابلة للتنفيذ”
وزير الخارجية الأمريكي يقول إنه إذا استمرت حماس "في قول ’لا’، فسيكون من الواضح للجميع في جميع أنحاء العالم أن المسؤولية تقع عليهم"؛ لكنه يقول إن الوسطاء ما زالوا متلزمين بسد الفجوات

انتقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشدة رد حماس على اقتراح إسرائيل بشأن صفقة الرهائن يوم الأربعاء، قائلا إن الرد تضمن بعض التغييرات غير العملية، وأشار إلى أن الحركة ستكون مسؤولة عن إطالة أمد الحرب إذا تمسكت بمواقفها الحالية.
وقال بلينكن في أول رد فعل أمريكي على رد حماس الذي قُدم في اليوم السابق: “اقترحت حماس العديد من التغييرات على الاقتراح الذي كان على الطاولة… بعض التغييرات قابلة للتنفيذ، وبعضها غير قابل للتنفيذ”.
متحدثا خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، أكد بلينكن أن الاقتراح الإسرائيلي الذي تلقته حماس في 30 مايو كان “متطابقا تقريبا” مع العرض الأخير الذي قدمته الحركة في 6 مايو.
وقال بلينكن: “كان بإمكان حماس أن تجيب بكلمة واحدة: ’نعم’. لكن حماس انتظرت ما يقرب من أسبوعين ثم اقترحت المزيد من التغييرات – والتي يتجاوز عدد منها المواقف التي اتخذتها وقبلتها سابقا”.
“نتيجة لذلك، فإن الحرب – التي بدأتها حماس في السابع من أكتوبر بهجومها البربري على إسرائيل … ستستمر”.
ولم يعتبر بلينكن صراحة ورقة حماس بأنها رفض كما فعلت إسرائيل مساء الثلاثاء، وقال إن الوسطاء ما زالوا ملتزمين بسد الفجوات، على الرغم من أن موقف الحركة الفلسطينية قد زاد الأمور تعقيدا.

وقال بلينكن: “نحن عازمون على سد الفجوات، وأعتقد أن هذه الفجوات قابلة للسد. هذا لا يعني أنه سيتم سدها”.
في الشهر الماضي، قال مسؤول إسرائيلي إن العرض الأخير هو أقصى ما يمكن لإسرائيل أن تقدمه.
ولم يخف وزير الخارجية الأمريكي إحباطه من حماس.
وقال: “في مرحلة ما من المفاوضات – وهذا الأمر يتردد كثيرا منذ فترة طويلة – تصل إلى نقطة إذا واصل أحد الأطراف فيها تغيير مطالبه – بما في ذلك تقديم مطالب والإصرار على تغييرات في أمور كان قبلها بالفعل – فعليك أن تتساءل عما إذا كان يمضي قدما بحسن نية أم لا”.
“قد تستمر حماس في قول ’لا’. [عندها] أعتقد أنه سيكون من الواضح للجميع في جميع أنحاء العالم أن المسؤولية تقع عليهم وأنهم قد اختاروا مواصلة الحرب التي بدأوها”.
وبينما ركز بلينكن انتقاده على حماس، أشار آل ثاني، رئيس وزراء قطر، إلى أنه يعتقد أن الخطوات التي اتخذتها إسرائيل خلال الشهر الماضي أضرت بالجهود الرامية إلى تأمين وقف إطلاق النار.

وردا على سؤال خلال المؤتمر الصحفي حول ما إذا كان ينبغي لقطر أن تمارس المزيد من الضغوط على حماس من أجل التوصل إلى اتفاق، قال آل ثاني إنه يجب ممارسة الضغط على الجانبين.
وسلط الضوء على توغل إسرائيل في رفح إلى جانب “التصريحات المتناقضة من مسؤولين إسرائيليين مختلفين” وجادل بأن هذا يثبت الحاجة إلى الضغط على إسرائيل أيضا.
وفي وقت سابق من المؤتمر الصحفي، اتهم آل ثاني إسرائيل بالدفع بسياسة “العقاب الجماعي” و”التجويع” في غزة.
وعندما سُئل عما إذا كانت قطر ستنظر في إغلاق مكتب حماس في الدوحة، أكد آل ثاني أن المكتب تم إنشاؤه لفتح قناة اتصال مع الحركة.
وقال: “حتى الآن، هذا سبب وجيه، ونحن نستخدمه كقناة اتصال”.

وكان بلينكن أبلغ آل ثاني وراء أبواب مغلقة في أبريل أنه ينبغي على الدوحة طرد قادة حماس إذا استمروا في رفض مقترحات بشأن صفقة الرهائن، حسبما قال مسؤول أمريكي.
وبعد عدة أسابيع، أمرت قطر بهدوء قادة حماس بمغادرة الدوحة، لكنها سمحت لهم بالعودة عندما استؤنفت مفاوضات الرهائن مرة أخرى في مايو، وفقا لما قاله مسؤولان لـ”تايمز أوف إسرائيل”.
وظل مسؤولو حماس في قطر منذ انهيار تلك المفاوضات، لكن مصدرا مطلعا على الأمر قال لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن الدوحة لا تزال مستعدة لطرد قادة الحركة بشكل علني إذا قدمت إدارة بايدن طلبا رسميا للقيام بذلك.
وقال المصدر إن الولايات المتحدة تزن رغبتها في الضغط على حماس للموافقة على صفقة الرهائن في مقابل مخاوفها من أن الحركة قد تنتقل إلى دولة أخرى أقل تأثرا بمصالح واشنطن.
تم الكشف عن تفاصيل رئيسية للاقتراح الإسرائيلي في خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو. يتضمن العرض الإفراج التدريجي عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية على مرحلتين بالإضافة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، مع إعادة إعمار غزة وإعادة رفات الرهائن القتلى في مرحلة ثالثة.
ويبدو أن نقطة الخلاف الرئيسية هي رغبة حماس في ضمان المرحلة الثانية والانتقال إلى وقف إطلاق نار دائم، في حين ترفض إسرائيل ذلك، حيث يقول قادتها إنهم لا ينوون إنهاء الحرب قبل إقصاء حماس عن السلطة في غزة.
في معرض تقديم ردها على الاقتراح الإسرائيلي، أقر المتحدث باسم حماس بأن الحركة أدخلت سلسلة من “التعديلات”.
وتضمنت التعديلات جدولا زمنيا محدثا لوقف إطلاق النار الدائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ــ بما في ذلك من رفح ومحور فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة ــ وفقا لمسؤول من إحدى الدول الوسيطة الذي طلب عدم الكشف عن هويته.

وقال مصدران أمنيان مصريان لوكالة “فرانس برس” الأربعاء إن حماس تريد أيضا ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار الدائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع من أجل الموافقة على الاقتراح.
ولم يصدر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ردا رسميا، لكن بيانا صدر عن مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن هويته قال إن رد حماس “غير كل المعايير الرئيسية والأكثر أهمية”، وهو ما يرقى إلى رفض الاقتراح المطروح على الطاولة.
وقالت الولايات المتحدة إن إسرائيل قبلت الاقتراح الأخير، مشددة على أن القدس هي من قدمه، لكن إسرائيل لم تعلن ذلك علنا وبشكل واضح.
الحرب في غزة مستمرة منذ ثمانية أشهر منذ السابع من أكتوبر عندما شنت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف 251 آخرين.
وتقول وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس إن أكثر من 37 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا أو يُفترض أنهم قُتلوا في القتال حتى الآن، على الرغم من أنه لم يتم التعرف إلا على نحو 24 ألف قتيل في المستشفيات. وتشمل هذه الحصيلة، التي لا يمكن التحقق منها لأنها لا تفرق بين المقاتلين والمدنيين، نحو 15 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعركة.