إسرائيل في حالة حرب - اليوم 54

بحث

بلينكن يحث على النظر في “هدن إنسانية” في غزة لحماية المدنيين الفلسطينيين

وزير الخارجية الأمريكي يقول إن العديد من قادة العالم يعبّرون عن دعمهم لإسرائيل سرا لكنهم لن يؤيدوا علنا حقها في الدفاع عن نفسها، أو يدينوا حركة حماس

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يلقي كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة، 24 أكتوبر، 2023. (Seth Wenig/AP)
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يلقي كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة، 24 أكتوبر، 2023. (Seth Wenig/AP)

حث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء على النظر في “هدن إنسانية” في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة من أجل حماية المدنيين الفلسطينيين.

وهذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها مسؤول أمريكي علانية إلى أي نوع من وقف القتال. ولا يرقى الاقتراح إلى وقف لإطلاق النار، وهو ما رفضه المسؤولون الأمريكيون في الأيام الأخيرة باعتباره خطوة من شأنها أن ترقى إلى مستوى مساعدة حماس، بحجة أن إسرائيل لا يزال لديها الحق في الرد بقوة من أجل ضمان عدم قدرة الحركة على تكرار الهجمات التي نفذتها في 7 أكتوبر في البلدات الإسرائيلية.

وقال بلينكن خلال اجتماع وزاري لمجلس الأمن لمناقشة حرب غزة “ينبغي حماية المدنيين الفلسطنيين، وهذا يعني أن على حماس التوقف عن استخدامهم كدروع بشرية. من الصعب التفكير في فعل ينطوي على قدر أكبر من السخرية”.

وأضاف: “هذا يعني أنه يجب على إسرائيل اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين. ويعني ذلك أن الغذاء والماء والدواء وغيرها من المساعدات الإنسانية الأساسية يجب أن تكون قادرة على التدفق إلى غزة وإلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها. ويعني ذلك أن المدنيين يجب أن يكونوا قادرين على الابتعاد عن الخطر، وهذا يعني أنه يجب النظر في هدن إنسانية لهذه الأغراض”.

وإلى جانب حملتها العسكرية، تفرض إسرائيل حصارا شبه كامل على غزة، على الرغم من السماح لبعض المساعدات الإنسانية بالدخول من مصر في الأيام الأخيرة بموجب اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الاجتماع: “لكن [هذه] قطرة من المساعدات في محيط من الحاجة”، وحذر من أنه إذا نفد الوقود من غزة فسيكون ذلك بمثابة “كارثة”.

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية في قطاع غزة، كما يظهر من جنوب إسرائيل، 23 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Ariel Schalit)

وحذرت الأمم المتحدة من أن المستشفيات وغيرها من الخدمات الحيوية في الأراضي الفلسطينية معرضة لخطر الإغلاق إذا لم يتم توصيل الوقود.

وتخشى إسرائيل من أن تستخدم حماس الوقود الذي يتم جلبه إلى غزة لتصنيع الأسلحة والمتفجرات، وتقول إن الحركة سرقت بالفعل الوقود المخصص للأغراض الإنسانية.

وانتقد بلينكن الجزء الأكبر من المجتمع الدولي لفشله في إدانة الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، الغالبية العظمى منهم من المدنيين.

وقال بلينكن أنه في محادثاته مع قادة العالم منذ الهجوم، كان هناك اتفاق على أن الدول لها الحق والالتزام بالرد على الهجمات ضد مدنييها، لكنه أشار إلى أنهم لم يعترفوا جميعا علنا بهذا الدعم لإسرائيل.

وتساءل بلينكن: “لا بد من طرح السؤال: أين الغضب؟ أين الاشمئزاز؟ أين الرفض؟ أين الإدانة الصريحة لهذه الفظائع؟”، في إشارة إلى الهجمات التي نفذتها حماس.

في 7 أكتوبر، قصفت حركة حماس بشكل مباغت آلاف الصواريخ بينما تسلل 2500 من مسلحيها عبر الحدود من قطاع غزة إلى إسرائيل. واجتاح المهاجمون المناطق الجنوبية للبلاد وقتلوا كل من صادفوا في طريقهم، حيث قاموا بقتل عائلات بأكملها في بعض البلدات وقتلوا أيضا 260 شخصا في حفل موسيقي. وتم اختطاف أكثر من 220 شخصا من جميع الأعمار ونقلهم إلى غزة واحتجازهم كرهائن. وتم إطلاق سراح أربعة منهم منذ ذلك الحين.

ودعا الوزير الدول إلى بذل كل ما في وسعها لضمان إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة.

وردت إسرائيل على هجوم حماس بالتعهد بتدمير الحركة وشن ضربات مكثفة في غزة، قائلة إنها تضرب أهدافا إرهابية بينما تحاول تجنب وقوع إصابات بين المدنيين. وطلبت من أكثر من مليون من سكان غزة إخلاء الجزء الشمالي من القطاع قبل توغل بري متوقع. وواصلت حماس إطلاق الصواريخ على جنوب ووسط إسرائيل بينما حاولت أيضا تنفيذ المزيد من عمليات التسلل.

جنود إسرائيليون يقومون بإخراج جثث مدنيين إسرائيليين في كيبوتس كفار عزة، بالقرب من الحدود الإسرائيلية مع غزة، في جنوب إسرائيل، 10 أكتوبر، 2023. (Chaim Goldberg/Flash90)

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية قتلت أكثر من 5700 فلسطيني حتى الآن. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.

وهناك مصدر قلق آخر يتمثل في أن وكلاء إيران في لبنان وسوريا سيحاولون فتح جبهات شمالية في الحرب ضد إسرائيل. وشهدت الحدود اللبنانية مناوشات دامية متكررة بين الجيش الإسرائيلي ومنظمة حزب الله، بالإضافة إلى هجمات صاروخية على قواعد شمالية وبلدات. كما تم إطلاق صواريخ من سوريا.

وتعرضت القوات الأمريكية لهجوم في العراق وسوريا بطائرات مسيرة وصواريخ في حوادث منفصلة خلال الأسبوع الماضي. ولقد حذرت مجموعة من الميليشيات المدعومة من إيران في العراق من أن القوات الأمريكية “يجب أن تغادر على الفور” وإلا فإن قواعدها في العراق وأماكن أخرى في المنطقة ستظل تتعرض للهجوم.

وقال بلينكن في مجلس الأمن أنه في حين أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، فإنها سترد إذا هاجمت طهران أو وكلاؤها أفرادا أمريكيين. “لا تخطئوا. سوف ندافع عن شعبنا، وسندافع عن أمننا بسرعة وحسم”، على حد قوله.

قوات إسرائيلية في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان. 24 أكتوبر 2023.(Ayal Margolin/Flash90)

وحث بلينكن أعضاء مجلس الأمن على إدانة إيران بسبب نشاطها الإقليمي الخبيث وتحذيرها، كما فعلت واشنطن، من فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل.

وقال بلينكن للأعضاء: “تصرفوا كما لو أن أمن واستقرار المنطقة بأكملها وخارجها على المحك، لأن الوضع كذلك”.

واختتم كلمته بحث الأعضاء على “مضاعفة جهودنا الجماعية” للعمل نحو حل الدولتين بعد اندلاع الحرب في غزة.

وقال بلينكن: “الطريق الوحيد إلى السلام والأمن الدائمين في المنطقة، والطريق الوحيدة للخروج من دائرة العنف المروعة هذه هي من خلال دولتين لشعبين”، مقرا بأن الأمر سيكون صعبا.

“لا شيء يمكن أن يكون انتصارا أعظم لحماس، من السماح لوحشيتها بإرسالنا إلى مسار من الإرهاب والعدمية. يجب ألا نسمح بذلك. لا يمكن أن تكون حماس هي من تختار المسا”، مضيفا إن المسار الذي ينبغي على الولايات المتحدة والعالم اختياره هو المسار الذي تكون فيه المنطقة أكثر تكاملا و”تطبيعا” – في إشارة إلى الجهود المبذولة للتوسط في اتفاق إسرائيلي سعودي.

ساهمت وكالات في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن