إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

بلينكن يحث الجيش الإسرائيلي على تنفيذ هدنات طويلة تمتد لأيام في القتال بغزة للسماح بإيصال المساعدات

وزير الخارجية الأميركي يقول إن هذا كان أحد المطالب الثلاثة التي لم تتمكن إسرائيل من تلبيتها من الرسالة التي هددت بفرض حظر جزئي على الأسلحة، والذي امتنعت الولايات المتحدة عن تنفيذه

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يتحدث إلى الصحافة عقب اجتماع مجلس شمال الأطلسي في مقر حلف شمال الأطلسي خلال زيارته التي استمرت يوما واحدا إلى بروكسل لإجراء محادثات حول أوكرانيا مع رئيس حلف شمال الأطلسي ورئيس الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي ووزير خارجية أوكرانيا، في 13 نوفمبر، 2024 في بروكسل.  (Nicolas Tucat/Pool/AFP)
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يتحدث إلى الصحافة عقب اجتماع مجلس شمال الأطلسي في مقر حلف شمال الأطلسي خلال زيارته التي استمرت يوما واحدا إلى بروكسل لإجراء محادثات حول أوكرانيا مع رئيس حلف شمال الأطلسي ورئيس الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي ووزير خارجية أوكرانيا، في 13 نوفمبر، 2024 في بروكسل. (Nicolas Tucat/Pool/AFP)

دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل يوم الأربعاء إلى تنفيذ هدنات إنسانية تستمر لأيام في غزة من أجل السماح بتسليم المساعدات الإنسانية بأمان إلى المدنيين في جميع أنحاء القطاع.

كانت هذه واحدة من ثلاث خطوات قال بلينكن إن إسرائيل لم تنفذها من قائمة من 15 خطوة كانت مدرجة في رسالة أرسلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل في 13 أكتوبر، والتي منحت إسرائيل مهلة 30 يوما لتنفيذ خشية اعتبار عدم تنفيذها انتهاكا للقانون الأميركي، الذي يحظر نقل الأسلحة الهجومية إلى الدول التي تمنع تسليم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.

ومع انتهاء المهلة المحددة يوم الإثنين، قالت الولايات المتحدة إن إسرائيل أحرزت تقدما كافيا في هذه الخطوات للبقاء ملتزمة بالقانون الأميركي، لكن المتحدثين باسم الإدارة الأميركية تعرضوا لانتقادات من الصحافيين الذين أشاروا إلى أن متوسط ​​عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة يوميا خلال الشهر الماضي بلغ حوالي 15٪ من المعيار البالغ 350 شاحنة الذي طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بتلبيته في الرسالة.

وعلاوة على ذلك، حتى بعد دخول المساعدات إلى القطاع، يتم نهب الكثير منها من قبل حماس أو العصابات المحلية أو تظل مخزنة بسبب القيود التي يفرضها الجيش الإسرائيلي، مما يجعل الوضع الإنساني مزريا أكثر من أي وقت مضى. ويظل الوضع قاتما بشكل خاص في شمال غزة حيث بدأت المساعدات تتدفق بشكل بطيء إلى المناطق التي كانت تحت حصار الجيش الإسرائيلي لمدة شهر تقريبا.

ولكن مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأسبوع الماضي، شهدت إدارة بايدن تفكك الكثير من نفوذها على إسرائيل، نظرا لأن الرئيس المنتخب من المرجح أن يعكس أي تحرك لحجب الأسلحة عن إسرائيل عند عودته إلى البيت الأبيض.

وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، دافع بلينكن عن قرار الولايات المتحدة بمواصلة إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، قائلا إن إسرائيل لم تكن لتتخذ أيا من الخطوات التي اتخذتها خلال الشهر الماضي – مثل الزيادة الطفيفة في شاحنات المساعدات التي تدخل غزة، وفتح معابر وطرق تسليم إضافية، والتنازل عن بعض المتطلبات الجمركية لمجموعات الإغاثة، واستئناف تسليم المساعدات إلى شمال غزة وتوسيع المنطقة الإنسانية الساحلية المواصي – لولا رسالة الإدارة في 13 أكتوبر.

ومع ذلك، أقر بأن إسرائيل لم ترقى إلى المستوى المطلوب في تلبية بعض المطالب الأميركية؛ أحدها إلغاء أوامر الإخلاء بعد إنهاء الجيش الإسرائيلي لعملياته في مناطق معينة.

شاب فلسطيني يحمل مساعدات إنسانية في دير البلح بغزة، الأربعاء، 13 نوفمبر، 2024. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

وقد أدى رفض الجيش القيام بذلك إلى اكتظاظ كبير في منطقة المواصي الإنسانية وإثارة مخاوف من أن إسرائيل تسعى إلى الاستيلاء على مساحات كبيرة من أراضي غزة، إما لإنشاء منطقة عازلة أو لإنشاء مستوطنات. وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لبلينكن خلال زيارة الأخير لإسرائيل الشهر الماضي أن القدس لا تخطط لإعادة بناء المستوطنات في القطاع، ولكن عندما طلب الوزير من رئيس الوزراء أن يعلن ذلك علنا، رفض نتنياهو القيام بذلك، على ما يبدو بسبب الضغوط التي يواجهها من أعضاء الائتلاف اليميني المتطرف الذين يدعمون الجهود المثيرة للجدل، وفقا لما قاله مسؤول أمريكي ل”تايمز أوف إسرائيل”.

وقال بلينكن الأربعاء إن إسرائيل أخفقت أيضا في تلبية المطلب الأمريكي بالسماح بدخول البضائع التجارية إلى غزة.

وقال: “هذا أمر حيوي لأن العديد من الأشياء التي يجلبها سائقو الشاحنات التجارية، بما في ذلك أشياء مثل الفواكه والخضروات، ضرورية للغاية للتغذية المتوازنة لسكان غزة”، مضيفا أن مثل هذه البضائع ليست عادة جزءا من المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة وهي ضرورية لتعزيز مناعة سكان غزة ضد الأمراض مع اقتراب فصل الشتاء.

وأقر بلينكن بأن دخول الشاحنات التجارية قد يزيد من خطر حدوث المزيد من النهب. هناك بالفعل نحو 900 شاحنة متوقفة على الجانب الغزي من معبر “كيرم شالوم” (كرم أبو سالم) بسبب مثل هذه المخاوف، والولايات المتحدة تعمل على معالجة هذه المسألة مع إسرائيل ومصر، على حد قوله.

فلسطينيون يحملون جثثا بعد غارة إسرائيلية على بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، 13 نوفمبر، 2024، وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس. (AFP)

وقال بلينكن إن أبرز أوجه القصور الثلاثة كان الافتقار إلى “هدنات حقيقية وممتدة لأي قتال في مناطق واسعة من غزة حتى تتمكن المساعدات من الوصول بفعالية إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها”.

وفي حين أقر بأن هذا المطلب يفرض تحديات كبيرة، إلا أن إسرائيل تمكنت من تلبيته للسماح بحملة تطعيم ضد شلل الأطفال خدمت مئات الآلاف من الأطفال في جميع أنحاء القطاع – رغم أن هذه الحملة ربما لم تكن ضرورية في المقام الأول لولا الأزمة الإنسانية التي أشعلتها الحرب.

وفي حين سمحت إسرائيل بهدنات لساعات، قال بلينكن إنه ستكون هناك حاجة لتمديد هذه الهدنات لأيام من أجل ضمان وصول المساعدات إلى جميع أنحاء القطاع.

وأشار الوزير إلى أنه سيناقش المسألة مع الرئيس الأميركي جو بايدن في الأيام القريبة، مؤكدا أن إسرائيل تتحمل مسؤولية تلبية هذه المطالب.

فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمخيم للنازحين من مناطق أخرى في شمال غزة داخل نادي الجزيرة الرياضي في مدينة غزة في 12 نوفمبر، 2024، وسط استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية. (Omar Al-Qattaa/AFP)

وعلى الرغم من ذلك، أكد بلينكن أن أفضل طريقة لمعالجة الأزمة الإنسانية هي إنهاء الصراع، وقال إن إسرائيل حققت بالفعل هدفها في الحرب المتمثل في ضمان عدم امتلاك حماس للقدرات العسكرية اللازمة لتنفيذ هجوم آخر على غرار هجوم 7 أكتوبر بالإضافة إلى القضاء على قيادة الجماعة.

ومع ذلك، لم تنجح إسرائيل في إطلاق سراح الرهائن، وانتقد بلينكن رفض حماس للمقترحات الأخيرة للتوصل إلى اتفاق قصير الأجل. كما استبعد نتنياهو إنهاء الحرب مقابل الرهائن، الأمر الذي زاد من تعقيد المفاوضات. وزعم منتقدوه أن رفضه إنهاء الحرب ينبع من مخاوف من أن يؤدي هذا إلى انهيار ائتلافه، الذي يضم عناصر من أقصى اليمين تريد استمرار القتال وإنشاء المستوطنات في شمال غزة.

ولكن يبدو أن بلينكن يلقي باللوم الأكبر على حماس، مضيفا أن رفضها الانخراط في المفاوضات الأخيرة هو ما دفع قطر إلى إبلاغ مسؤولي حماس في الدوحة بأن عليهم مغادرة البلاد في الأسبوع الماضي، ومع ذلك، لم يتم تحديد جدول زمني لمغادرة قادة الحركة.

وبينما أكد بلينكن على مسؤولية إسرائيل عن زيادة المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة، فقد انتقد المجتمع الدولي لفشله في تحميل حماس المسؤولية عن استمرار الحرب. “من المذهل بالنسبة لي أنه منذ اليوم الأول تقريبا، لا يوجد تركيز على حماس وصمت يصم الآذان تقريبا في جميع أنحاء العالم بشأن حماس”، على حد تعبيره.

اقرأ المزيد عن