إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

بلينكن يتحدث مع مساعد كبير لنتنياهو مع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة لإسرائيل لتعزيز مساعداتها لغزة

تظهر مراجعة وكالة أسوشيتد برس للبيانات الصادرة عن الأمم المتحدة وإسرائيل أن عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يوميا يظل أقل بكثير من 350 شاحنة يوميا، وهو الرقم الذي تطالب الإدارة الأميركية الوصول إليه بحلول منتصف نوفمبر

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تدخل قطاع غزة من معبر إيرز في جنوب إسرائيل، 21 أكتوبر، 2024. (AP Photo/Tsafrir Abayov)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تدخل قطاع غزة من معبر إيرز في جنوب إسرائيل، 21 أكتوبر، 2024. (AP Photo/Tsafrir Abayov)

تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هاتفيا يوم الجمعة مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، حيث استعرض الاثنان الخطوات التي اتخذتها إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في غزة، وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، والذي قال إن المسؤول الكبير في إدارة بايدن حث على اتخاذ المزيد من الإجراءات لزيادة المساعدات للمدنيين في الجيب.

تأتي هذه الدعوة قبل 12 يوما من الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة لإسرائيل لتحسين الوضع الإنساني بشكل كبير في قطاع غزة.

أرسل بلينكن ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن رسالة إلى ديرمر ووزير الدفاع يوآف غالانت في 13 أكتوبر، حذرا فيها من أن الفشل في معالجة الأزمة الإنسانية في غضون 30 يوما قد يكون له آثار قانونية على استمرار شحنات الأسلحة الهجومية الأميركية إلى إسرائيل لأن متلقي مثل هذه المساعدات ممنوعون قانونا من منع المساعدات الإنسانية.

وتقول إسرائيل إنها لا تمنع المساعدات عن المدنيين، لكن الشهرين الماضيين شهدا دخول أقل كمية من المساعدات إلى غزة منذ بدء الحرب مع حركة حماس، حيث شهدت شمال غزة كميات منخفضة جدا من المساعدات التي تصل إلى المدنيين هناك.

وذكر البيان الأميركي أن بلينكن وديرمر ناقشا أيضا الخطوات اللازمة لخفض التصعيد الإقليمي الأوسع، بما في ذلك وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. كما ناقشا خطط إدارة غزة بعد الحرب.

ولم يصدر أي بيان بشأن المكالمة من جانب ديرمر، وهو أحد أقرب المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

من الأرشيف: وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (على يسار الصورة) يستضيف وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، 17 أغسطس، 2023. (Security of State Blinken، via Twitter)

وجاءت الدعوة في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة “أسوشيتد برس” أن مراجعة بيانات الأمم المتحدة وإسرائيل وجدت أن متوسط ​​عدد الشاحنات التي تدخل غزة يوميا ظل أقل بكثير من الحد الأدنى البالغ 350 شاحنة يوميا الذي طالب به أوستن وبلينكن في رسالتهما. قد يكون الموعد النهائي الذي حدده الاثنان في منتصف نوفمبر – بعد الانتخابات الأميركية – بمثابة اختبار نهائي لمدى استعداد الرئيس جو بايدن للتحقق من حليف وثيق تجاهل النداءات الأمريكية المتكررة لتغيير سلوكه في غزة وسط الحرب ضد حماس.

يعد دعم إسرائيل قضية أساسية للعديد من الناخبين الجمهوريين وبعض الديمقراطيين، وهذا يجعل أي قرار لإدارة بايدن بشأن تقييد التمويل العسكري قرارا محفوفا بالمخاطر في السباق الرئاسي المحموم بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب.

قبل أن تبدأ حماس التي تحكم غزة الحرب بهجومها على جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023، كان متوسط ​​عدد الشاحنات التي تحمل المساعدات إلى القطاع يوميا 500 شاحنة. وقالت منظمات الإغاثة إن هذا هو الحد الأدنى المطلوب لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، والذين تم ترحيل معظمهم من منازلهم منذ ذلك الحين، غالبا عدة مرات.

ولم يكن هناك شهر واحد اقتربت فيه إسرائيل من تلبية هذا الرقم منذ بدء الصراع، والذي بلغ ذروته في أبريل عند 225 شاحنة يوميا، وفقا لأرقام الحكومة الإسرائيلية.

بحلول الوقت الذي أرسل فيه بلينكن وأوستن رسالتهما في أكتوبر، كانت المخاوف تتزايد من أن القيود المفروضة على المساعدات تؤدي إلى تجويع المدنيين. انخفض عدد شاحنات المساعدات التي سمحت إسرائيل بدخولها إلى غزة منذ الربيع والصيف الماضيين، حيث وصل إلى متوسط ​​يومي يبلغ 13 شاحنة فقط يوميا بحلول بداية أكتوبر، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.

وبحلول نهاية الشهر، ارتفع المعدل إلى 71 شاحنة في اليوم، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وقالت منظمات ووزارة الخارجية الأمريكية هذا الأسبوع إنه عند وصول الإمدادات إلى غزة، لا تزال المنظمات تواجه عقبات في توزيع المساعدات على المستودعات ثم على المحتاجين. وقالت منظمات الإغاثة إن ذلك يشمل الإجراءات الإسرائيلية البطيئة، والقيود الإسرائيلية على الشحنات، وانعدام القانون وغير ذلك من العقبات.

فلسطينيون ينهبون شاحنة مساعدات إنسانية أثناء عبورها إلى قطاع غزة من مصر، الأحد، 17 ديسمبر، 2023. (AP/Fatima Shbair)

وتظهر معطيات لوحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات)، وهي الهيئة في الجيش الإسرائيلي المسؤولة عن المساعدات الانسانية إلى غزة، أن المساعدات انخفضت إلى أقل من ثلث مستوياتها في شهري سبتمبر وأغسطس. ففي سبتمبر، دخل 87,446 طنا من المساعدات إلى قطاع غزة. في أكتوبر، دخل 26,399 طنا.

وقال إلعاد غورين، وهو مسؤول في كوغات، في الأسبوع الماضي إن توصيل المساعدات وتوزيعها في شمال القطاع كان محصورا بشكل أساسي في مدينة غزة.

وعندما سُئل عن سبب عدم تسليم المساعدات إلى أجزاء أخرى من شمال القطاع ـ مثل جباليا، وهو مخيم لاجئين حضري مكتظ حيث تشن إسرائيل هجوما لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها في المنطقة ـ قال غورين إن السكان هناك يجري إجلاؤهم، وأن أولئك الذين بقوا حصلوا على “مساعدات كافية” من الأشهر السابقة.

في مناطق أخرى مثل بيت حانون وبيت لاهيا، زعم غورين بشكل خاطئ أنه “لم يتبق أي سكان”.

ورفضت كوغات التعليق على المعايير الواردة في الرسالة الأميركية، وقالت إنها تمتثل لتوجيهات الحكومة بشأن المساعدات المقدمة إلى غزة. واتهم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون حماس بنهب المساعدات.

وبدا أن الحكومة الإسرائيلية تجاوزت موعدا نهائيا آخر حددته رسالة أوستن وبلينكن. الرسالة دعت إسرائيل إلى إنشاء قناة رفيعة المستوى للمسؤولين الأميركيين يمكنهم من خلالها إثارة مخاوفهم بشأن الأضرار التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين وعقد اجتماع أول بحلول نهاية أكتوبر.

حتى اليوم الأخير من الشهر لم يتم إنشاء مثل هذه القناة – التي طلبت الولايات المتحدة مرارا  إنشاءها أثناء الحرب.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن