إسرائيل في حالة حرب - اليوم 346

بحث

بلينكن: في غياب خطة إسرائيلية لليوم التالي، لن يكون هناك يوم تال

وزير الخارجية الأمريكي يقول إن الغارة في رفح تسلط الضوء على كيف يمكن أن تؤدي حتى الغارات المستهدفة إلى نتائج مروعة وأن المكاسب الإضافية من مثل هذه العمليات تضيع بدون وجود استراتيجية لما بعد الحرب

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يرد على أسئلة وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة مولدوفا مايا ساندو في مقر الرئاسة المولدوفية في تشيسيناو، مولدوفا، الأربعاء، 29 مايو، 2024. (AP Photo/Vadim Ghirda، Pool)
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يرد على أسئلة وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة مولدوفا مايا ساندو في مقر الرئاسة المولدوفية في تشيسيناو، مولدوفا، الأربعاء، 29 مايو، 2024. (AP Photo/Vadim Ghirda، Pool)

حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء من أن الرفض الإسرائيلي المستمر لتقديم خطة قابلة للتطبيق لإدارة ما بعد الحرب في غزة سيؤدي إلى حرب لا نهاية لها في القطاع.

ولخص بلينكن تحذيره في مؤتمر صحفي في مولدوفا قائلا: “في غياب خطة لليوم التالي، لن يكون هناك يوم تال”.

وقد سعت الولايات المتحدة إلى تطوير خطتها الخاصة بها لـ”اليوم التالي” والتي بحسبها ستستعيد السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها السيطرة تدريجيا على غزة بمساعدة حلفاء إسرائيل العرب.

لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و رفض المبادرة بشكل قاطع، وشبه السلطة الفلسطينية بحماس وأصر على أنه لن يسمح للأولى بالعودة إلى القطاع. ويزعم رئيس الوزراء أن إسرائيل ستكون قادرة على تحديد الفلسطينيين غير المنتمين إلى السلطة الفلسطينية وحماس لإدارة غزة، بينما ستكون الدول العربية مستعدة للمشاركة في إعادة الاستقرار إلى القطاع.

ومع ذلك، ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن السلطة الفلسطينية هي البديل الوحيد القابل للتطبيق لحماس؛ وقد أوضحت دول عربية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مرارا وتكرارا أنها لن تساعد في تحقيق الاستقرار في غزة بعد الحرب إلا إذا كان ذلك جزءا من مسار يؤدي إلى دولة فلسطينية مستقبلية – وهي رؤية يرفضها نتنياهو رفضا قاطعا.

ويقول رئيس الوزراء أيضا إن التركيز المفرط على التخطيط لإدارة غزة ما بعد الحرب قبل هزيمة حماس هو أمر عقيم إلى حد كبير لأنه لن تكون هناك قوات مستعدة للسيطرة على القطاع بينما لا تزال الحركة تعمل في غزة.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في الكنيست، القدس، 27 مايو، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

وقد اعترضت المؤسسة الأمنية بشدة على طريقة التفكير هذه، قائلة إنها تدفع قوات الجيش الإسرائيلي إلى العودة مرارا إلى المناطق التي طهرتها سابقا من عناصر حماس لأنه لم تكن هناك قوة في تلك المنطقة لتحل محل الحركة.

وقد رحبت الولايات المتحدة بتعليقات وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير في كابينت الحرب بيني غانتس اللذين أوضحا هذه النقطة.

وفي شرحه للخطة التي ترغب الولايات المتحدة في رؤيتها من إسرائيل، قال بلينكن يوم الأربعاء إنها يجب أن تكون “خطة تأخذ في الاعتبار الأمن في غزة، وتأخذ في الاعتبار الحكم في غزة، وتأخذ في الاعتبار إعادة بناء حياة شعب غزة … وخطة يمكن أن تساعد في الواقع على ضمان الهزيمة الدائمة لحماس – وهذا هو هدف مشترك”.

ويقول كبير الدبلوماسيين الأمريكيين إنه ينبغي على إسرائيل اعتماد خطة “بأسرع وقت ممكن”، محذرا من أن الفشل في القيام بذلك سيؤدي إما إلى احتلال إسرائيل الدائم لغزة ومواجهة “تمرد دائم”؛ أو بقاء حماس مسيطرة، وهو أمر غير مقبول؛ أو فراغ السلطة الذي سيتم ملؤه في البداية بالفوضى وغياب القانون، يليه استعادة حماس أو غيرها من الجماعات الجهادية للسلطة.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي يوم الأربعاء أنه بدون خطة لليوم التالي، يتعين طرح أسئلة بشأن المكاسب الإضافية ضد حماس – مثل الغارة في رفح خلال نهاية الأسبوع والتي قالت إسرائيل إنها كانت تهدف فقط إلى استهداف اثنين من قياديي الحركة، وانتهى الأمر بمقتل العشرات من المدنيين بعد اندلاع حريق في مجمع خيام قريب.

وقال بلينكن: “بعد أن حققت إسرائيل نجاحا حقيقيا في المساعدة في تدمير قدرة حماس على تكرار 7 أكتوبر… عليها أن تتساءل [ما إذا كانت]… المزيد من المكاسب الإضافية ضد حماس – مكاسب قد لا تكون مستدامة .. في غياب خطة [لليوم التالي]… يمكن أن تُقارن ببعض العواقب غير المقصودة ولكن المروعة للعمل العسكري في مكان حيث الأشخاص الذين تلاحقهم مندمجون بشكل وثيق بين المدنيين”.

فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد غارة جوية إسرائيلية على ما قال الجيش الإسرائيلي إنه مجمع تابع لحماس، مجاور لمخيم للنازحين في رفح، قطاع غزة، 27 مايو، 2024. (Abed Rahim Khatib/Flash90)

وكرر بلينكن تأكيد واشنطن على أن ما حدث في رفح ليلة الأحد هو أمر مروع وقال إن الولايات المتحدة تنتظر أن تجري إسرائيل تحقيقا سريعا وشاملا قبل إصدار المزيد من الأحكام.

وأشار إلى ادعاء إسرائيل بأن الجيش الإسرائيلي استخدم قنبلة ذات قطر صغير لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

وقال بلينكن “ولكن فقط لنفترض للحظة أن هذا ما حدث، فإننا نرى أيضا أن حتى الهجمات المحدودة والمركزة والمستهدفة المصممة للتعامل مع الإرهابيين الذين قتلوا مدنيين أبرياء أو الذين يخططون لقتل المزيد؛ حتى هذا النوع من العمليات يمكن أن يكون له عواقب رهيبة ومروعة وغير مقصودة”، مشيرا إلى الانزعاج المتزايد من استمرار العمليات الإسرائيلية في غزة.

وأضاف بلينكن أنه لا يستطيع التحقق من التقارير التي تفيد بأن إسرائيل استخدمت الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة في غارة رفح، لكنه يقول إن هذا سيكون موضوع التحقيق في الهجوم الذي تريد الولايات المتحدة رؤيته.

وفي حدث افتراضي منفصل يوم الأربعاء، حذرت رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) من أنه “على الرغم من العمليات العسكرية المحدودة حاليا حول رفح والحدود بين مصر وغزة، فإن العواقب الكارثية التي حذرنا منها منذ فترة طويلة أصبحت حقيقة”.

وقالت سامانثا باور إن منظمات الإغاثة على الأرض تقول “يبدو أن الحرب بدأت من جديد، والظروف الآن أسوأ من أي فترة سابقة، بالنظر إلى كل ما حدث في الشهر التالي”.

متحدثا في جلسة لمجلس الأمن التابعة للأمم المتحدة، قال نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة روبرت وود إن “النمط المستمر لإلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين الناجم عن حوادث مثل الغارات الجوية يوم الأحد يقوض الأهداف الإستراتيجية لإسرائيل في غزة”.

اقرأ المزيد عن