بلينكن: إسرائيل وليست الولايات المتحدة هي التي ستقرر متى ستنهي الحرب ضد حماس
وزير الخارجية الأمريكي يقول إن إسرائيل لديها "النية الصحيحة" عندما يتعلق الأمر بتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، لكن النتائج لا تشهد دائما على ذلك
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأحد إن إسرائيل، وليس الولايات المتحدة، ستقرر متى ستنهي حربها ضد حماس في غزة، وذلك في أعقاب تقارير أفادت بأن واشنطن تمارس ضغوطا على إسرائيل لإنهاء عملياتها بحلول نهاية العام.
متحدثا مع جايك تابر على شبكة CNN بشأن الحرب، التي دخلت شهرها الثالث، قال بلينكن إن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع إسرائيل حول “مدة” وكذلك “كيفية متابعتها لهذه الحملة ضد حماس”.
وأضاف: “هناك قرارات ينبغي على إسرائيل اتخاذها”.
اندلعت حرب إسرائيل ضد حماس في غزة بسبب الهجوم الذي شنته الحركة في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، حيث تسلل آلاف المسلحين إلى إسرائيل من البر والجو والبحر، وقتلوا أكثر من 1200 شخص، واختطفوا حوالي 240 رهينة إلى غزة.
ردا على ذلك، شنت إسرائيل حملة جوية ثم عملية برية لاحقة، متعهدة بالقضاء على حماس في قطاع غزة ووضع حد لحكمها المستمر منذ 16 عاما.
وفي معرض حديثه عن عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة، قال بلينكن إنه بينما يعتقد أن إسرائيل لديها “النية” الصحيحة عندما يتعلق الأمر بالتقليل من الخسائر في صفوف المدنيين، فإن ذلك “لا يظهر في النتائج دائما، ونحن نرى ذلك سواء فيما يتعلق بالضحايا المدنيين أو بالمساعدة الإنسانية”.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 17,700 فلسطيني قُتلوا منذ 7 أكتوبر، إلا أنه لا يمكن التحقق من هذه الأعداد من قبل مصدر خارجي، ويعتقد أنها تشمل 7000 من مقاتلي حماس والجماعات الفلسطينية الأخرى بالإضافة إلى المدنيين الذين قُتلوا جراء أخطاء في إطلاق صواريخ فلسطينية.
خلال مقابلته مع شبكة CNN، أدان بلينكن بشدة “العنف الجنسي الذي ارتكبته حماس في 7 أكتوبر، وكذلك أولئك الذين لم يدينوا هذه الأفعال بعد ذلك أو الذين تباطأوا في إدانتها”.
وقال بلينكن: “لا أعرف لماذا تباطأت دول وقادة ومنظمات عالمية في التركيز على ذلك، ولفت انتباه الناس إليه. أنا سعيد بحدوث ذلك أخيرا”، مضيفا أن “الفظائع التي شهدناها في 7 أكتوبر تكاد تتجاوز الوصف البشري أو قدرتنا على الاستيعاب. ولقد تحدثنا عنها من قبل، ولكن العنف الجنسي الذي شهدناه في 7 أكتوبر يفوق أي شيء رأيته أيضا”.
كما دافع بلينكن عن عملية البيع الطارئة لما يقارب من 14 ألف قذيفة للدبابات ودعا إلى موافقة الكونغرس السريعة على أكثر من 100 مليار دولار من المساعدات لإسرائيل وأوكرانيا، وأولويات أمن قومي أخرى.
وشهد قرار نادر اتخذته إدارة بايدن لتجاوز الكونغرس على موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على البيع الطارئ يوم السبت.
موضحا أن احتياجات العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تبرر القرار النادر بتجاوز الكونغرس، قال بلينكن لشبكتي CNN وABC إن “إسرائيل تخوض قتالا الآن مع حماس… ونريد التأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه للدفاع عن نفسها ضد حماس”.
تبلغ قيمة الصفقة 106.5 مليون دولار وتتضمن 13,981 رؤوس مضادة للدبابات شديدة الانفجار عيار 120 ملم متعددة الأغراض مع جهاز تتبع بالإضافة إلى الدعم الأمريكي والهندسة والخدمات اللوجستية. ستأتي المواد من مخزون الجيش.
وجاء قرار المضي قدما في عملية البيع في الوقت الذي علقت فيه وجدت فيها إدارة بايدن حزمة المساعدات الأكبر التي تدفع بها عالقة في نقاش حول سياسة الهجرة الأمريكية وأمن الحدود.
وقال بلينكن إن ذخيرة الدبابات والدعم المرتبط بها لا يشكل سوى جزء صغير من المبيعات العسكرية لإسرائيل، وأضاف أن الباقي يظل خاضعا لمراجعة الكونغرس: “من المهم جدا أن يُسمع صوت الكونجرس في هذه المسألة”، عل حد قوله.
ويعد تجاوز الكونغرس بقرارات طارئة بشأن مبيعات الأسلحة خطوة غير مألوفة واجهت في الماضي مقاومة من المشرعين، الذين عادة ما يكون لديهم فترة من الوقت لدراسة عمليات نقل الأسلحة المقترحة، وفي بعض الحالات، منعها.
ورغم أن تجاوز الكونغرس هو خطوة غير معتادة، إلا أنه ليس قرارا غير مسبوق، ويتم اتخاذه عندما ترى الإدارات حاجة ملحة لتسليم الأسلحة دون انتظار موافقة المشرعين.