إسرائيل في حالة حرب - اليوم 494

بحث

بعد 15 شهرا من الحرب، إسرائيل وحماس تتفقان على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن

مسؤولون من كافة الأطراف يؤكدون تحقيق الاتفاق الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ الأحد؛ ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني ​​صباح الخميس للموافقة على الصفقة

متظاهرون يحتضنون بعضهم البعض بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس، تل أبيب، 15 يناير 2025. (Jack GUEZ / AFP)
متظاهرون يحتضنون بعضهم البعض بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس، تل أبيب، 15 يناير 2025. (Jack GUEZ / AFP)

بعد خمسة عشر شهرا من بدء الحرب في غزة بالهجوم المدمر الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل، توصلت القدس والحركة الفلسطينية يوم الأربعاء إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.

وأكد مسؤولون من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة ومصر وقطر التوصل إلى الاتفاق، الذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد 19 يناير، مع إطلاق سراح أول الرهائن في ذلك اليوم.

وفي مؤتمر صحفي عقده من الدوحة، أكد رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الاتفاق وبدء سريانه يوم الأحد.

وتتضمن الاتفاقية المعقدة، التي لم تُنشر بعد، مرحلة أولية لوقف إطلاق النار مدتها ستة أسابيع، وتتضمن الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل إطلاق سراح أسرى أمنيين فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.

وبمجرد بدء تنفيذ الاتفاق، ستطلق حماس تدريجيا سراح 33 رهينة إسرائيليا على مدى الأيام الـ 42 الأولى من وقف إطلاق النار، وفقا لعدة وسائل إعلام.

ومن المقرر إطلاق سراح أول ثلاثة رهائن في اليوم الأول، ثم إطلاق سراح أربعة آخرين في اليوم السابع. وبعد ذلك، سيتم إطلاق سراح ثلاثة رهائن كل سبعة أيام، ثم إطلاق سراح آخر 14 رهينة في الأسبوع الأخير من المرحلة الأولى.

ولن يتم إطلاق سراح بقية الرهائن، وعددهم 65، إلا إذا تمكنت الأطراف من الاتفاق على مرحلة ثانية من الهدنة، حيث ستبدأ المفاوضات بشأنها بعد نحو أسبوعين من توقف القتال.

وقال مكتب رئيس الوزراء مساء الأربعاء إن هناك “عددا من البنود” في الاتفاق لم يتم الاتفاق عليها بشكل نهائي بعد، وإن إسرائيل تأمل أن “يتم الانتهاء من التفاصيل الليلة”.

وقالت القناة 12 إن المحادثات من المتوقع أن تستمر طوال الليل لحل تلك القضايا النهائية، حتى يمكن التوقيع عليها يوم الخميس.

وبحسب تقارير إعلامية عبرية، من المقرر أن يجتمع المجلس الأمني الإسرائيلي في الحادية عشرة من صباح يوم الخميس للموافقة رسميا على الاتفاق. ورغم أن العديد من الأعضاء المتشددين في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعارضون الاتفاق، فمن المتوقع ألا يواجه نتنياهو أي مشكلة في الحصول على موافقة الأغلبية في المجلس الأمني المصغر، وثم في مجلس الوزراء الكامل.

وبعد ذلك سيتم نشر قوائم الأسرى الأمنيين الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم، لتمكين تقديم التماسات إلى المحكمة العليا ضد إطلاق سراحهم. ولكن المحكمة لم تتدخل في مثل هذه القرارات الحكومية في الماضي، ومن غير المرجح أن تفعل ذلك هذه المرة.

متظاهرون يحتضنون بعضهم البعض بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس، خلال احتجاج يطالب بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة في تل أبيب، 15 يناير 2025. (Itai Ron/Flash90)

ورغم أن هذه التفاصيل غير مؤكدة بعد، أشارت القناة 12 إلى أن قائمة الرهائن الـ 33 الذين سيتم إعادتهم في المرحلة الأولى تضم أربع مدنيات، وخمس جنديات، بالإضافة إلى شيري بيباس وابنيها الصغيرين أرييل والطفل كفير، و10 رجال تبلغ أعمارهم 50 عاما وأكثر، و11 رجلاً مريضًا.

وقالت حماس إن ليس كل هؤلاء الثلاثة والثلاثين على قيد الحياة، لكنها لم تحدد بعد من بينهم ما زالوا على قيد الحياة. وتعتقد إسرائيل أن معظمهم على قيد الحياة. ووفقا للقناة 12، فإن حماس ملزمة بموجب الاتفاق بإبلاغ إسرائيل عن حالة جميع الثلاثة والثلاثين في غضون الأسبوع الأول من تنفيذ الاتفاق.

وأضاف التقرير أنه سيتم إطلاق سراح أكثر من ألف أسير أمني فلسطيني مقابل الإفراج عن الـ 33، بما في ذلك ما لا يقل عن 250 أسيرا “أيديهم ملطخة بالدماء”.

متظاهرون إسرائيليون بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار أثناء مشاركتهم في مظاهرة في تل أبيب، إسرائيل، 15 يناير 2025. (AP Photo/Ohad Zwigenberg)

وأضاف التقرير أن بعض الذين سيتم الإفراج عنهم سيكونون أسرى تم الاعتقالهم في غزة بعد 7 أكتوبر 2023، لكن لن يتم الإفراج عن أي شخص شارك في هجوم 7 اكتوبر.

وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أول شخص مطلع على المفاوضات يؤكد علناً التوصل إلى الاتفاق، وذلك في منشور على حسابه على موقع “تروث سوشيال” (Truth Social)، حيث قال: “لدينا اتفاق بشأن الرهائن في الشرق الأوسط. سيتم إطلاق سراحهم قريباً. شكراً لكم!”.

وفي منشور ثان، قال ترامب إن إدارته القادمة ستعمل بشكل وثيق مع إسرائيل للتأكد من أن غزة “لن تصبح ملاذا آمنا للإرهابيين مرة أخرى”، وأضاف أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يكن ليحدث إلا بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر.

فلسطينيون يحتفلون بالإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في دير البلح، وسط قطاع غزة، 15 يناير 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

وبعد الإعلان عن الاتفاق، قال مسؤول عربي كبير لتايمز أوف إسرائيل إن هناك عددا من القضايا “الثانوية” التي لا تزال بحاجة إلى حلها، لكنها لن تعرقل الاتفاق.

وتشمل هذه القضايا قيام إسرائيل بإكمال عملية التحقق من نحو ألف أسير أمني فلسطيني من المقرر إطلاق سراحهم. وقال المسؤول العربي من إحدى الدول الوسيطة إن العديد من هؤلاء الأسرى من سكان غزة الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ بدء الحرب.

وأضاف المسؤول أنه لم يتم تحديد عدد الأسرى الفلسطينيين الذين يقضون أحكاما بالسجن المؤبد والذين سيتم الإفراج عنهم كجزء من الصفقة بعد، لكن الأمر على وشك الانتهاء.

فلسطينيون يحتفلون في أحد شوارع خان يونس في جنوب قطاع غزة، مع انتشار الأخبار عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس، 15 يناير 2025. (Bashar Taleb / AFP)

وقال المسؤول إن حماس وافقت على إطلاق سراح من يقضون أحكاما بالسجن المؤبد إلى دولة ثالثة متفق عليها، لكن إسرائيل تطلب إرسال عدد آخر من الأسرى المفرج عنهم إلى الخارج أيضا، مضيفا أنه سيتم حل هذه القضية في الأيام المقبلة.

وقرر الوسطاء أن هذه القضايا ليست مهمة بما يكفي لتأخير الإعلان عن الاتفاق والبدء في تنفيذه.

إذا سارت الأمور بسلاسة، فلا يزال يتعين على الفلسطينيين والدول العربية وإسرائيل الاتفاق على رؤية لغزة ما بعد الحرب، وهو التحدي الهائل الذي ينطوي على ضمانات أمنية لإسرائيل واستثمار مليارات الدولارات لإعادة إعمار القطاع.

ولكن السؤال الذي لم تتم الإجابة عليه بعد هو من سيتولى إدارة غزة بعد الحرب. لقد رفضت إسرائيل أي مشاركة من جانب حماس، التي تحكم غزة منذ عام 2007 والتي تعهدت رسمياً بتدمير إسرائيل. ولكن إسرائيل تعارض بنفس القدر تقريباً حكم السلطة الفلسطينية، التي تتمها بدعم الإرهاب.

اندلعت الحرب في غزة بعد أن اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز 251 رهينة.

وقد أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني في غزة، وفقاً للسلطات الصحية التي تسيطر عليها حركة حماس في القطاع. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام، كما أنها لا تميز بين المقاتلين والمدنيين.

أقارب وأصدقاء الرهائن المحتجزين في غزة بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، أثناء مشاركتهم في مظاهرة في تل أبيب، إسرائيل، 15 يناير 2025. (AP Photo/Ohad Zwigenberg)

ويعتقد أن 94 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 شخصاً أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

أطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر، كما أطلقت سراح أربعة رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات ثمانية رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث أربعين رهينة، بما في ذلك ثلاثة قتلتهم القوات الإسرائيلية بالخطأ أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم.

وتحتجز حماس أيضًا مدنيين إسرائيليين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قتلا في عام 2014.

اقرأ المزيد عن