إسرائيل في حالة حرب - اليوم 527

بحث

بعد هجوم إطلاق نار مميت في الضفة الغربية، سموتريتش يحث الجيش الإسرائيلي على “الانتقال إلى الهجوم”

كما دعا وزير المالية إلى تعزيز البناء في المستوطنات بعد مقتل شاي سيلاس نيجريكير (60 عامًا)، وابنه أفيعاد نير (28 عامًا) بالرصاص في حوارة

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في مؤتمر صحفي في القدس، 9 أغسطس 2023 (Chaim Goldberg / Flash90)
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في مؤتمر صحفي في القدس، 9 أغسطس 2023 (Chaim Goldberg / Flash90)

حث وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الجيش الإسرائيلي على “الانتقال إلى الهجوم” ودعا إلى تعزيز البناء في المستوطنات يوم السبت، بعد هجوم أسفر عن مقتل إسرائيليين اثنين في الضفة الغربية.

قُتل شاي سيلاس نيجريكير (60 عاما)، وابنه أفيعاد نير (28 عاما) بالرصاص في بلدة حوارة بالضفة الغربية، التي شهدت سلسلة من الحوادث العنيفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الأشهر الأخيرة. وقام مسلح يحمل مسدسا بإطلاق النار على القتلى عند مغسلة سيارات، ثم فر من مكان الحادث.

وقال سموتريتش في بيان، مستخدما الاسم التوراتي للضفة الغربية، “على الجيش الإسرائيلي أن ينتقل إلى الهجوم في يهودا والسامرة وأن يعيد الردع والأمن، بينما نعمل على تكثيف البناء وتعزيز المستوطنات في المنطقة… الإرهاب لن يحقق أبدا هدفه في اقتلاعنا من أرضنا”.

في وقت سابق من هذا العام، أثار سموتريتش غضبا واسع النطاق في إسرائيل والخارج عندما دعا إلى تدمير حوارة بعد مقتل شقيقين إسرائيليين في هجوم في البلدة. وبعد هذا الهجوم، اقتحم مستوطنون متطرفون حوارة ودمروا ممتلكات وأرهبوا السكان وقتلوا فلسطينيًا في ظروف غامضة.

“يجب محو قرية حوارة. أعتقد أن دولة إسرائيل يجب أن تفعل ذلك”، قال سموتريتش في شهر مارس بعد الهجوم الفلسطيني واقتحام المستوطنين للبلدة. وسعى لاحقًا إلى التراجع عن التصريحات.

ويتولى سموتريتش، الذي يرأس حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، منصب وزير في وزارة الدفاع المسؤول عن الهيئة التي تسمح ببناء المستوطنات وهدم منازل الفلسطينيين في معظم أنحاء الضفة الغربية. وتنطبق سلطته على أجزاء كبيرة من حوارة في شمال الضفة الغربية، حيث يعيش حوالي 7000 فلسطيني.

وذكر تقرير يوم الجمعة أن سموتريتش يدفع بخطة لإضفاء الشرعية على 155 بؤرة استيطانية غير قانونية في جميع أنحاء الضفة الغربية.

صورة غير مؤرخة لشاي سيلاس نيغريكار (60 عاما، على يمين الصورة، وابنه أفيعاد نير، 28 عاما، اللذان قُتلا في هجوم في بلدة حوارة بالضفة الغربية، 19 أغسطس، 2023. (Courtesy)

وتدفقت التعازي لضحايا الهجوم والتعهدات بالقبض على المعتدي من سياسيين آخرين مساء السبت. وأطلق الجيش الإسرائيلي عملية لملاحقة المسلح وأغلق عددًا من الطرق في المنطقة.

وقدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعازيه لعائلات القتلى “الذين قُتلوا بهذه الطريقة القاسية والإجرامية خلال يوم السبت”.

وقال نتنياهو في بيان إن “قوات الأمن تعمل بجد من أجل العثور على القاتل ومحاسبته”.

وأعرب الرئيس إسحاق هرتسوغ عن أسفه لـ”يوم سبت حزين انتهى بألم شديد”، مضيفا أنه “يجب ألا نسمح للإرهاب بالانتصار”.

وقال زعيم المعارضة يائير لبيد: “القلب ينفطر… عائلة أخرى تنضم إلى دائرة الفجيعة المأساوية. أبعث بالتعازي للعائلة والأصدقاء في هذه الساعة العصيبة”.

وقالت وزيرة المستوطنات أوريت ستروك من حزب “الصهيونية الدينية” بزعامة سموتريتش إن الهجوم “يتطلب محاسبة ليس فقط لمن دفع الزناد، ولكن للبيئة الداعمة للإرهاب بأكملها”.

وانتقدت ميراف ميخائيلي، رئيسة حزب العمل اليساري المعارض، الحكومة لتصاعد الهجمات هذا العام. وادعت ميخائيلي أنه أحزاب الائتلاف ألقت باللوم على الحكومة في أعمال العنف عندما كانت في المعارضة العام الماضي، لكنها الآن تتهرب من المسؤولية.

وقالت ميخائيلي في بيان “في كل هجوم ارهابي وقع خلال ولاية الحكومة السابقة، كان اعضاء هذه الحكومة يأتون الى مكان الهجوم للرقص على دماء الضحايا”. وكثيرا ما كان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي كان آنذاك نائبا من المعارضة، يظهر في موقع الهجمات في ذلك الوقت.

“أتوا إلى مواقع الجريمة برفقة مشجعين، وغنوا وصرخوا بمكبرات الصوت على وزراء الحكومات السابقة. لم ينته العام بعد وهناك بالفعل أكثر من 30 ضحية قتل في ظل الحكومة الحالية، لكنهم يبقون صامتون. الآن، يلتزم بعضهم الصمت، بينما يلوم البعض المعارضة على الهجمات الإرهابية. المسؤولية لا تقع عليهم أبدا”.

قوات الأمن الإسرائيلية في موقع هجوم إطلاق نار في بلدة حوارة بالضفة الغربية، 19 أغسطس 2023 (Flash90)

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: “إننا ندين بشكل قاطع الهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم في الضفة الغربية”.

واضافت في بيان إن “الولايات المتحدة تعرب عن تعازيها للأسر وتدعو إلى اتخاذ خطوات فورية لإنهاء العنف والتحريض على العنف”.

وأشادت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بالهجوم ووصفته بأنه “بطولي” و”رد طبيعي على جرائم الاحتلال”.

ولطالما شهدت حوارة توترات شديدة في الضفة الغربية، وذلك بفضل الطريق الرئيسي الذي يمر عبر البلدة والذي يستخدمه الإسرائيليون بانتظام للسفر من وإلى المستوطنات.

تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية خلال العام والنصف الأخيرين، مع ارتفاع في عدد هجمات إطلاق النار الفلسطينية على جنود ومواطنين إسرائيليين، ومداهمات اعتقال ليلية شبه يومية للجيش الإسرائيلي، وتصاعد الهجمات التي يشنها المستوطنون اليهود المتطرفون ضد الفلسطينيين.

خلفت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية 28 قتيلا وعدة إصابات خطيرة منذ بداية العام، بما في ذلك إطلاق النار يوم السبت.

وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل 173 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة، بما في ذلك على أيدي مستوطنين مسلحين.

اقرأ المزيد عن