إسرائيل في حالة حرب - اليوم 395

بحث

بعد منعهم من الوصول إلى جبل ميرون، يهود يحتفلون بـ”لاغ بعومر” في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية

احتشد الآلاف في موقع خارج قبر شمعون هتسديك بينما تقوم الشرطة بإغلاق الحي الذي يُعتبر بؤرة توتر؛ الحاخام السفاردي الأكبر يترأس مراسم اشعال النيران ويتحدث أمام الجمهور المتحمس

  • الحاخام الأكبر يتسحاق يوسف يتحدث بينما يحتفل رجال يهود حريديم  بعيد لاغ بعومر في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، 25 مايو، 2024. (Ahmad Gharabli/AFP)
    الحاخام الأكبر يتسحاق يوسف يتحدث بينما يحتفل رجال يهود حريديم بعيد لاغ بعومر في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، 25 مايو، 2024. (Ahmad Gharabli/AFP)
  • رجال يهود متشددون يراقبون النار المشتعلة أثناء احتفالهم بعيد لاغ بعومر اليهودية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، 25 مايو، 2024. (Ahmad Gharabli/AFP)
    رجال يهود متشددون يراقبون النار المشتعلة أثناء احتفالهم بعيد لاغ بعومر اليهودية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، 25 مايو، 2024. (Ahmad Gharabli/AFP)
  • محتفلون عند قبر رئيس الكهنة من فترة الهيكل الثاني، شمعون هتساديك، في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية في لاغ بعومر، 25 مايو، 2024. (Charlie Summers/Times of Israel)
    محتفلون عند قبر رئيس الكهنة من فترة الهيكل الثاني، شمعون هتساديك، في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية في لاغ بعومر، 25 مايو، 2024. (Charlie Summers/Times of Israel)
  • مواطن يهودي من سكان الشيخ جراح في القدس الشرقية يشعل النار في ليلة عيد لاغ بعومر، 25 مايو، 2024. (Charlie Summers/Times of Israel)
    مواطن يهودي من سكان الشيخ جراح في القدس الشرقية يشعل النار في ليلة عيد لاغ بعومر، 25 مايو، 2024. (Charlie Summers/Times of Israel)
  • مصلون يهود يجتمعون في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية للاحتفال بـ”لاغ بعومر” في 25 مايو، 2024. (Charlie Summers/Times of Israel)
    مصلون يهود يجتمعون في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية للاحتفال بـ”لاغ بعومر” في 25 مايو، 2024. (Charlie Summers/Times of Israel)
  • مصلون يهود من جميع أنحاء البلاد يجتمعون في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية للاحتفال بعيد لاغ بعومر في 25 مايو، 2024. (Charlie Summers/Times of Israel)
    مصلون يهود من جميع أنحاء البلاد يجتمعون في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية للاحتفال بعيد لاغ بعومر في 25 مايو، 2024. (Charlie Summers/Times of Israel)

توافد آلاف اليهود ليلة السبت إلى حي الشيخ جراح المتوتر في القدس الشرقية للاحتفال بعيد “لاغ بعومر” اليهودي، بعد أن قلصت الحكومة بشكل كبير الاحتفالات التقليدية في جبل ميرون خوفا من الصواريخ من لبنان، وسط هجمات يومية على الحدود من قبل مسلحي حزب الله.

قام مئات من عناصر الشرطة بإغلاق المنطقة القريبة من قبر شمعون هتساديك في القدس الشرقية، وبتوجيه حركة المرور من خلال حواجز وُضعت لإغلاق مداخل الحي ذي الأغلبية الفلسطينية، مع احتشاد إسرائيليين متدينين من جميع أنحاء البلاد في المكان – داخل ملعب كبير بمداخل منفصلة للرجال والنساء.

حوالي منتصف الليل، وصل الحاخام السفاردي الأكبر يتسحاق يوسف إلى الحدث وألقى خطابا أمام الآلاف المتجمعين على العشب. وتحدث إلى قسم الرجال في المكان، فيما شاهدت الحضور من النساء على الجانب الآخر بثا مباشرا لخطابه عبر شاشة كبيرة.

يشير لاغ بعومر إلى استراحة في فترة شبه الحداد اليهودية التي تستمر 49 يوما والتي تمتد من بداية عيد الفصح اليهودي إلى عيد “شفوعوت”، ويترجم اسمه حرفيا إلى “الثالث والثلاثين من عومر”.

عادة، يتجمع حوالي 100 ألف شخص في جبل ميرون في الجليل، وهو موقع حج شعبي يُعتقد أنه موقع دفن الحاخام شمعون بار يوحاي من القرن الثاني. ومع ذلك، ألغت الحكومة الحدث الجماهيري هذا العام وسط الحرب المستمرة، مما دفع الكثيرين إلى السفر جنوبا للاحتفال بالعيد في كل من بيت شيمش والقدس، بما في ذلك عند حائط المبكى.

فرضت الشرطة حظرا كاملا على السفر في محيط جبل ميرون، الذي تم إعلانه منطقة عسكرية مغلقة، حيث اقتصرت الاحتفالات على ثلاث مراسم لإشعال النيران يحضرها ما لا يزيد عن 30 شخصا في كل مرة.

ومع ذلك، حاول المئات من الرجال والصبية الحريديم الوصول إلى المنطقة، وقام العديد منهم بإلقاء الزجاجات على عناصر الشرطة في مرحلة معينة. وشوهدت الشرطة وهم يصطحبون رجلين اثنين على الأقل بعيدا عن المجمع.

بدأت مراسم إشعال النيران الثلاث التقليدية حوالي الساعة الخامسة صباحا فقط – واحدة بقيادة زعيم سلالة بويان الحسيدية ناحوم دوف براير، وواحدة بقيادة حاخام القدس الأكبر شلومو عمار، وواحدة بقيادة حاخام صفد شموئيل إلياهو.

يُعتبر العيد مناسبة مركزية لليهود الحريديم في بعض النواحي. العيد لا يصادف ذكرى وفاة الحاخام شمعون بار يوحاي فحسب، بل يُعتقد أيضا أنه يمثل اليوم الذي انتهى فيه الطاعون، وفقا للتقاليد التلمودية، والذي قتل الآلاف من طلاب حكيم عصر الميشنايين، الحاخام عكيفا.

معظم المحتفلين في الشيخ جراح ليلة السبت كانوا من الحريديم – طلاب معاهد دينية وحاخامات وآباء مع أطفالهم. وجاء العديد منهم من خارج القدس، وخاصة من شمال إسرائيل والضفة الغربية.

وقال شمعون غولدشتاين، وهو من سكان طبريا الذي سافر إلى القدس لحضور الحدث، لـ”تايمز أوف إسرائيل” أنه ليس قلقا بشأن احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العيد بسبب الوجود المكثف للشرطة.

اختار غولدشتاين الاحتفال في قبر شمعون هتساديك وليس في بيت شيمش، ليس فقط لمشاهدة خطاب الحاخام يتسحاق يوسف، ولكن أيضا بسبب تصميم المكان.

وقال غولدشتاين: “في بيت شيمش، لا يوجد هناك مكان يمكن الجلوس فيه. أنا رجل كبير في السن، وهنا سيكون لدي مكان أجلس فيه”.

ولم توافق سلطات بلدية القدس على إشعال النيران، وهي عادة منتشرة على نطاق واسع خلال عيد لاغ بعومر، في المنطقة، لكن سُمح للحاخام يوسف بإشعال فتيل كبير على خشبة المسرح أمام الحشد الراقص حوالي منتصف الليل.

رجال يهود متشددون يراقبون النار المشتعلة أثناء احتفالهم بعيد لاغ بعومر اليهودية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، 25 مايو، 2024. (Ahmad Gharabli/AFP)

ثم ألقى الحاخام كلمة مختصرة للحاضرين، مقتبسا شمعون هتساديك.

وقال يوسف: “في بيركي آفوت، قال شمعون هتساديك إن العالم يقوم على ثلاثة أشياء: التوراة وخدمة الهيكل وأعمال التقوى”، مضيفا أن إشارة الكاهن الأكبر إلى التوراة أولا وقبل كل شيء تثبت القيمة الجوهرية لدراسة التوراة .

وتابع يوسف قائلا: “ينبغي علينا أن نصلي وأن ندرس بجد من أجل الجنود الذين يخدمون في جيش الدفاع ومن أجل عودة جميع الرهائن إلى الوطن بسرعة. سنبارك أولئك الذين سيعودون إلى منازلهم قريبا، وسوف ننتصر بعون الله في الحملة [العسكرية]”.

وقد تم تنظيم الحدث في الشيخ جراح من قبل وزارة شؤون القدس والتراث برئاسة الوزير مئير بوروش من حزب “يهدوت هتوراة”. الهدف من الحدث في القدس كان تقديم بديل للحدث في ميرون، حسبما أكد متحدث باسم الوزارة لتايمز أوف إسرائيل.

ويستقبل قبر شمعون هتساديك، وهو موقع حج أقل شعبية ولكن لا يزال يرتاده الناس في لاغ بعومر، عادة حوالي 10 آلاف من المصلين خلال العيد، لكن الوزارة توقعت قبل الحدث أن يتضاعف هذا العدد ثلاث مرات هذا العام.

محتفلون عند قبر رئيس الكهنة من فترة الهيكل الثاني، شمعون هتساديك، في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية في لاغ بعومر، 25 مايو، 2024. (Charlie Summers/Times of Israel)

كان قبر شمعون هتساديك في الشيخ جراح، وهو حي تسكنه أغلبية فلسطينية، نقطة توتر في الصراع منذ أوائل العقد الأول لسنوات الألفين، وكان بمثابة موقع حج لطائفة اليشوف القديم اليهودي في القدس في الفترة العثمانية، ووفر حلا محليا للعديد من اليهود غير القادرين على القيام برحلة طويلة وشاقة إلى الشمال.

في أواخر القرن التاسع عشر، بدأ اليهود في السكن في المنطقة المحيطة بشمعون هتساديك، وشكلوا حيين – “شمعون هتساديك” و”نحالات شمعون”. ومع ذلك، فقد اضطروا إلى الفرار من منازلهم تحت تهديد الجيش الأردني خلال حرب الاستقلال الإسرائيلية عام 1948.

ثم قامت السلطات الأردنية، التي سيطرت على القدس الشرقية من عام 1948 إلى عام 1967، بإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر في الشيخ جراح، حيث لا تزال العديد من عائلاتهم تعيش هناك.

أصبح الحي تحت السيطرة الإسرائيلية في عام 1967 وأصبح نقطة محورية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في أوائل العقد الأول من سنوات الألفين، عندما بدأت المنظمات اليهودية الخاصة التي لا علاقة لها بالمالكين السابقين في شراء المنازل التي تسكنها عائلات فلسطينية لتسليمها إلى سكان يهود محتملين.

مواطن يهودي من سكان الشيخ جراح في القدس الشرقية يشعل النار في ليلة عيد لاغ بعومر، 25 مايو، 2024. (Charlie Summers/Times of Israel)

خارج المكان ليلة السبت، قام السكان اليهود في الشيخ جراح بتنظيم مراسم إشعال النيران الخاصة بهم، لكنهم رفضوا إجراء مقابلات مسجلة. وأكد أحد السكان، الذي لم يذكر اسمه، أن إشعال النار كان بموافقة الشرطة.

وكانت منظمة “عير عميم”، وهي منظمة حمائمية تتابع سياسات الحكومة في القدس الشرقية، قد حذرت في بيان لها يوم الأربعاء من وصول العديد من المصلين إلى قبر الحاخام اليهودي في ذلك الحي بالقدس.

وكتبت عير عميم في البيان “إن قيام السلطات برعاية هذا الحدث في سياق تشجع فيه أيضا على إخلاء وتهجير الفلسطينيين من الشيخ جراح ليس بادرة للتعددية بل محاولة لأسرلة القدس الشرقية”.

ساهم في هذا التقرير كنعان ليدور

اقرأ المزيد عن