بعد مؤامرة قبرص، إسرائيل تتعهد بإحباط الإرهاب الإيراني “أينما يظهر”
قال مكتب رئيس الوزراء إن إسرائيل تعمل على نطاق واسع و"في كل مكان لحماية اليهود والإسرائيليين"، بعد أن أحبطت نيقوسيا عملية إرهابية إيرانية مزعومة
أقرت إسرائيل رسميا مساء الأحد بأنه قد تم احباط هجوما إيرانيا يستهدف أهدافا إسرائيلية ويهودية في قبرص مؤخرا، وحذرت من أن عناصرها سيستمرون في إحباط “الإرهاب الإيراني أينما يظهر”، بما في ذلك في إيران.
وأفادت وسائل الإعلام القبرصية عن المؤامرة المشتبه بها في وقت سابق يوم الأحد، والتي يعتقد أنها مرتبطة بالحرس الثوري الإسلامي الإيراني، وهو فرع من الجيش الإيراني تعتبره عدة دول منظمة إرهابية، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وأفاد موقع Phile News إن أجهزة المخابرات القبرصية أحبطت المؤامرة، بالتعاون مع وكالات أجنبية أخرى، قيل إنها من إسرائيل والولايات المتحدة.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء مساء الأحد بيانا صحفيا جاء فيه أن “دولة إسرائيل تعمل بأساليب متنوعة في كل مكان لحماية اليهود والإسرائيليين، وستواصل العمل لتدمير الإرهاب الإيراني أينما يظهر، بما في ذلك في الأراضي الإيرانية”.
وذكر البيان إن إسرائيل “ترحب” بعملية إحباط المؤامرة واتهمت طهران بأنها “المصدر” الرئيسي للإرهاب في العالم.
وحذر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في وقت سابق من هذا العام من أنه من المحتمل أن تستهدف إيران اليهود والإسرائيليين في دولتي قبرص واليونان. هذه الدول هي وجهات سفر شعبية لدى السياح الإسرائيليين، بالإضافة إلى وجود جاليات مغتربة كبيرة نسبيا.
في شهر مارس، ألقت الشرطة اليونانية القبض على مواطنين باكستانيين زُعم أنهما كانا يخططان لهجمات إرهابية كبيرة نيابة عن إيران ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في البلاد. وقال الموساد، الذي ساعد في التحقيق اليوناني، في بيان إن الاثنين كانا جزءًا من شبكة إرهابية إيرانية.
وقال مسؤول حكومي يوناني لوكالة أسوشيتيد برس في ذلك الوقت أن أحد الأهداف كان مطعم كوشير في وسط أثينا، وهو جزء من “بيت حاباد” في العاصمة. وأشارت تقارير أخرى إلى أن الهدف كان “بيت حاباد” نفسه.
وقالت وسائل إعلام قبرصية يوم الأحد إن المهاجمين المشتبه بهم في المؤامرة الجديدة التي تم إحباطها استخدموا الجزء الشمالي من الجزيرة كنقطة إنطلاق للهجوم المحتمل وأن أجهزة المخابرات القبرصية تابعت الخلية عن كثب لعدة أشهر.
وتكهنت وسائل الإعلام الإسرائيلية العبرية بأن الأهداف المحتملة في قبرص ربما كانت أيضًا “بيت حاباد” أو مطعم كوشير. وأفادت القناة 13، دون الاستشهاد بمصادر، أن المسؤولين في إسرائيل يقيمون ما إذا كانت المؤامرة تنطوي على اغتيال رجل أعمال إسرائيلي – على غرار مؤامرة 2021 الفاشلة – أو قتل سياح إسرائيليين.
وقال مسؤول قبرصي لم يذكر اسمه لموقع Phile News إن إحباط المخطط أظهر أن قبرص لن تسمح لنزاعها الإقليمي بإحداث “فجوة أمنية” يمكن من خلالها تنفيذ هجمات.
تم تقسيم قبرص منذ عام 1974، عندما اجتاح الجيش التركي الثلث الشمالي للجزيرة ردا على انقلاب سعى لتوحيد الجزيرة بأكملها مع اليونان. وتركيا هي الوحيدة التي تعترف بحكم زعيم الجزء الشمالي من الجزيرة .
في أكتوبر 2021، قالت إسرائيل ل إنه تم إحباط مخطط إيراني ضد رجال أعمال إسرائيليين في قبرص. وبحسب التقارير، فإن القاتل المأجور من أصل أذربيجاني وصل إلى قبرص على متن رحلة جوية من روسيا بجواز سفر روسي.
بعد أن حط في لارنكا على الجانب الجنوبي القبرصي من الجزيرة، توجه بحسب التقارير إلى مدينة باراليمني التي تسيطر عليها تركيا في الشمال حيث استأجر غرفة ومركبتين. وبحسب ما ورد عبر الحدود القبرصية التركية ذهابا وإيابا عدة مرات على دراجة.
ووجهت قبرص التهم إلى ستة أشخاص في المؤامرة، من بينهم المشتبه به الرئيسي وثلاثة باكستانيين.
وتم أيضا إحباط مخططات إيرانية ضد إسرائيليين في عدة دول أخرى خلال العام الماضي.
في نوفمبر، أحبط مسؤولو الأمن الجورجيون محاولة مواطن باكستاني لقتل إسرائيلي في جورجيا بأوامر من عميل إيراني.
وفي الصيف الماضي، أحبطت القوات التركية محاولات عملاء إيرانيين لقتل إسرائيليين في إسطنبول، واعتقلت ثلاثة رجال. جاءت الأنباء بعد شهر من نجاح جهاز الموساد ونظرائه المحليين بإحباط ثلاث هجمات إيرانية استهدفت مواطنين إسرائيليين في إسطنبول. ولقد نفت إيران هذه المزاعم.
تخوض إيران وإسرائيل منذ عقود حرب ظلال في أنحاء الشرق الأوسط وخارجه.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير