بعد عودته إلى المعارضة، غانتس يقول إن إطلاق سراح الرهائن هي الأولوية على القتال في غزة
وزير المجلس الحربي السابق يتهم نتنياهو بالسماح للاعتبارات السياسية بالتأثير على مفاوضات صفقة الرهائن، ويقول إن على إسرائيل تحويل التركيز إلى حزب الله على الحدود الشمالية
قال بيني غانتس رئيس حزب الوحدة الوطنية يوم الخميس أنه يتعين على إسرائيل الموافقة على سحب الجيش من قطاع غزة ووقف حربها ضد حماس طالما كان ذلك ضروريا لضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين هناك.
وبدا أن غانتس، الذي انسحب من الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي بسبب إدارة الحرب، يلمح في مقابلات مع القنوات 12 و13 ووقناة “كان”، إلى أن رضيعا وطفلا صغيران تم اختطافهما في 7 أكتوبر قُتلا في الأسر، إلى جانب والديهما.
وقال غانتس ردا على سؤال القناة 12 عما إذا كان طلب حماس بوقف دائم لإطلاق النار هو ثمن سيكون على استعداد لدفعه: “أريد أن يعود الرهائن إلى ديارهم. إذا حدث تغيير في القتال وتمت إعادة رهائننا، وقمنا بما يجب القيام به في قطاع غزة بعد عام أو عامين، فهذه ليست مشكلة”.
“أريد أن يعود الرهائن إلى ديارهم، وأريد أن يكون لدي أمن قوي، وبعد ذلك يمكننا مواصلة ما يجب مواصلته”.
وقال غانتس للقناة 13 أنه “كلما طال انتظار إسرائيل لصفقة الرهائن، كلما ارتفعت التكلفة… السنوار يجلس في الأنفاق ولا يهتم حقًا بشعبه، والضغط على إسرائيل فقط يزيد”.
وردا على سؤال قناة “كان” عما إذا كانت إسرائيل تعرف مصير شيري وياردين بيباس وطفليهما الصغيرين أرييل وكفير، اللذين كانا يبلغان من العمر 4 سنوات و- 9 أشهر عندما تم اختطافهما من منزلهما في كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس، قال غانتس “أعتقد ذلك”.
وقال إن الجمهور سيعرف مصيرهم “في الوقت المناسب” لذلك.

وبعد المقطع، انتقد ممثلو عائلة بيباس غانتس وقناة “كان” بسبب تصريحاتهم “غير المسؤولة”، التي فاجأت العائلة.
وقالوا: “الليلة شهدنا عدم مسؤولية سياسي وإعلام اختار نشر قصة دون مراعاة الأسرة الجالسة في المنزل والتي يتعين عليها التعامل معها، ودون أي تجهيز مسبق أو قدرة على إيقافها”.
وأضافوا أن “العائلة على تواصل مستمر مع المخابرات، وما زلنا على يقين بأننا سنسمع أخباراً جيدة”.
وأكد وزير المجلس الحربي السابق خلال المقابلة مع القناة 12 على أن الحرب في غزة – الجارية منذ أكثر من ثمانية أشهر في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل – لا ينبغي أن تتصدر أولويات إسرائيل الآن.
وأوضح أن اهتمام الحكومة والجيش يجب أن يركز بدلا من ذلك على الرهائن، الذين يعتقد أن 116 منهم ما زالوا محتجزين في غزة، وعلى الشمال، حيث تشن جماعة حزب الله المدعومة من إيران هجمات شبه يومية على شمال إسرائيل منذ 8 أكتوبر.
وقال غانتس: “لقد وصل الوضع الأمني في الجنوب بالفعل إلى حالة حاسمة، ولا يوجد مكان يريد الجيش الإسرائيلي أن يعمل فيه ولا يمكنه العمل فيه في الجنوب. ما لدينا في الجنوب هو التزام أخلاقي وأسمى بإعادة رهائننا”.
وأوضح: “النصر الكامل على ثلاث كتائب ليس المشكلة الحقيقية لدولة إسرائيل”، رافضاً ادعاءات نتنياهو المتكررة بأن إسرائيل ستحقق “النصر الكامل” في قطاع غزة.
وقال غانتس إن النصر الحقيقي سيكون الوحدة في المجتمع الإسرائيلي، حتى في مواجهة القرارات الصعبة. “إعادة بناء البلدات التي دمرت في الشمال والجنوب ستكون نصراً حقيقياً”.
“من الناحية العسكرية، ينبغي تركيز الجهود في الشمال. إما من خلال اتفاق أو من خلال التصعيد إذا لزم الأمر، لكننا بحاجة إلى التنظيم”.
وتم بث المقابلات في الوقت الذي اشتعلت فيه النيران في شمال إسرائيل نتيجة إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة مكثف من لبنان طوال يوم الخميس. وكثف حزب الله هجماته منذ يوم الأربعاء في أعقاب غارة أسفرت عن مقتل قيادي في الحزب، وأطلق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل. وقد دفعت الهجمات، بعد ثمانية أشهر من الأعمال العدائية المتصاعدة ببطء، الجانبين إلى حافة الحرب.
وقال غانتس للقناة 12: “لا أحد يريد أن يرى لبنان يحترق، ولا حتى حزب الله. ولكن هذا ما سيحدث إذا لم يتوقف عما يفعله”.

وحث غانتس الحكومة على التصرف حسب الحاجة لتمكين سكان البلدات التي تم إخلاؤها من العودة إلى ديارهم بحلول 1 سبتمبر 2024، في بداية العام الدراسي الجديد.
وقال: “تحتاج المجتمعات إلى العودة، وتحتاج إلى التعافي، وعلى نظام التعليم أن يعمل، ويحتاج الناس إلى النوم في الليل والاستيقاظ في الصباح بشكل صحيح”، معترفا بأن القرار – الذي شارك في اتخاذه – بإخلاء البلدات الشمالية غير المتاخمة للحدود اللبنانية كان خطأ.
وفيما يتعلق بقراره سحب حزبه من ائتلاف الطوارئ الذي تم تشكيله في أعقاب 7 أكتوبر، أوضح غانتس أنه وزميله النائب عن حزب الوحدة الوطنية غادي آيزنكوت، الذي كان مراقبا في المجلس الحربي، أدركا أنه لا يوجد شيء آخر يمكنهم القيام به من داخل الحكومة وأنه يمكنهما أن يكونا أكثر فائدة لإسرائيل في المعارضة.
وأكد غانتس أنه فقط من خلال تجديد الثقة بين الشعب والحكومة ستتمكن إسرائيل من بناء مسار جديد في أعقاب الدمار الذي أحدثته حماس في 7 أكتوبر وبعد عام من التشققات المدنية غير المسبوقة التي سبقته.
وقال غانتس: “لقد تلاشت الثقة في الحكومة طوال عام 2023، ووصلت إلى الحضيض في 7 أكتوبر”، مشيرا إلى خطط الحكومة المثيرة للجدل لإصلاح النظام القضائي وحركة الاحتجاج الجماهيرية التي أشعلتها. “لقد دخلنا [الائتلاف] رغم كل ذلك، ورغم معرفتنا بأن هذه حكومة سيئة، ولأننا نعرف أنها حكومة سيئة… فعلنا كل ما في وسعنا”.
وقال إن حزب الوحدة الوطنية يمكن أن يستمر في دعم الحكومة في القضايا المتعلقة بالحرب من أجل تخفيف النفوذ المتزايد لعناصر اليمين المتطرف في الائتلاف في أعقاب انسحابه.
وقال: “لقد أخبرت نتنياهو والحكومة بما يجب عليهم فعله، وهم يعرفون ما يجب عليهم فعله”.
ولكن حتى عندما كان لا يزال لديه مقعد على طاولة المجلس الحربي، فإن عملية صنع القرار لم تكن محصنة من الضغوط القومية المتطرفة، كما اعترف غانتس للقناة 12.

وقال إنه في إحدى الحالات، وافق نتنياهو بالفعل على المعايير التي يمكن للوفد الإسرائيلي إجراء المفاوضات ضمنها، لكنه قلصها بعد طلب من وزير المالية بتسلئيل سموتريش، الذي عارض بشدة عقد أي صفقة مع حماس.
وأعلن غانتس أن “نتنياهو محاصر بالضغوط السياسية التي يتعرض لها، وبالتالي فهو لا يجرؤ على القيام بما يعرف أنه يجب القيام به”.
واتهم حزب الليكود غانتس بفبركة القصة.
وجاء في البيان أن “رئيس الوزراء نتنياهو أعطى فريق التفاوض تفويضا كاملا للتوصل إلى اتفاق خمس مرات، لكن حماس هي التي رفضت وطالبت بوقف الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها”. وأضاف: “اليوم، يعلم الجميع أن حماس كانت ولا تزال العقبة الوحيدة أمام إطلاق سراح رهائننا”.
كما انتقد زعيم الوحدة الوطنية رفض نتنياهو تحمل المسؤولية عن الإخفاقات المحيطة بـ 7 أكتوبر، وكذلك “ما حدث قبله، طوال عام 2023”.
وقال ببساطة: “نتنياهو، بعد 7 أكتوبر، لا يمكنه في رأيي أن يكون رئيس وزراء دولة إسرائيل”، مؤكدا للقناة 12 أنه لو كان رئيسا للوزراء بدلا من نتنياهو، لربما لم تكن حماس قد شنت هجوم 7 أكتوبر على الإطلاق، لأن “السنوار وجد نقطة ضعف إسرائيل”.
وأضاف أن إسرائيل أصبحت ضعيفة فقط “بسبب ما يسمى بالحكومة اليمينية بالكامل”، في إشارة إلى ائتلاف نتنياهو الذي يضم الأحزاب اليمينية والحريدية، بما في ذلك حزب “عوتسما يهوديت” المتطرف.
وقال غانتس، الذي طالب نتنياهو بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في خطاب استقالته في 6 يونيو، إن ذلك يجب أن يحدث “في أقرب وقت ممكن، بعد ثلاثة أشهر من اليوم”.
وأعلن غانتس “سأكون رئيسًا للوزراء. أريد أن أكون رئيسا للوزراء لأنني أفهم ما تحتاجه إسرائيل وأين يجب أن تذهب”.