بعد عودتهم من إسرائيل، 6 نواب ديمقراطيين يتهمون نتياهو بـ”التجاهل التام” لحياة الفلسطينيين
المشرعون الستة، العديد منهم لديه سجلات مؤيدة لإسرائيل، الذين زاروا إسرائيل في إطار وفد لمنظمة J Street يلقون باللائمة على نتنياهو في الفشل في ايصال المساعدات إلى الغزيين
واشنطن (جيه تي ايه) – عاد ستة أعضاء ديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي من زيارة إلى إسرائيل واتهموا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ”التجاهل التام لحياة الفلسطينيين” وأعربوا عن خشيتهم من أنه يتجه نحو “التدمير الكامل” لقطاع غزة.
وأدلى الديمقراطيون – بما في ذلك أكبر عضو ديمقراطي في لجنة المخصصات بمجلس النواب، روزا ديلاورو من ولاية كونيتيكت – بهذه التعليقات في بيان صدر يوم الجمعة، وهم يمثلون اتساع إيديولوجيات الحزب، ولدى العديد منهم سجلات مؤيدة لإسرائيل.
وجاء هذا البيان في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن إن بلاده ستقوم بإسقاط المساعدات الإنسانية جوا إلى قطاع غزة في أعقاب حادث التدافع المميت الذي وقع يوم الخميس والذي زعمت حماس أن أكثر من 100 شخص قُتلوا فيه خلال عملية فوضوية لتسليم مساعدات في ظل ظروف مختلف عليها. وقالت إسرائيل إن عشرات من الضحايا سقطوا خلال تدافع حشد من الناس على قافلة المساعدات.
وفي حديث مقتضب يوم الجمعة مع الصحفيين في المكتب البيضاوي، وصف بايدن الحدث بأنه “مأساوي ومثير للقلق”.
وقال بايدن: “علينا القيام بالمزيد، والولايات المتحدة ستفعل المزيد”، مضيفا “في الأيام القريبة، سننضم إلى أصدقائنا في الأردن وغيرهم في توفير عمليات إسقاط جوي لأغذية وإمدادات إضافية”.
وكانت التوصيات الواردة في البيان المشترك الذي وقّعه ديلاورو، وشون كاستن من إلينوي، ومادلين دين من بنسلفانيا، وبيكا بالينت من فيرمونت، وسالود كارفاخال ومارك تاكانو من كاليفورنيا، متوافقة مع سياسات بايدن، بما في ذلك الدعوة إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع من أجل تسهيل إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس ودخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى قطاع غزة.
لكن اللهجة كانت إستثنائية، ولا يمكن النظر إليها إلا على أنها تحذير من أن الديمقراطيين في مجلس النواب سوف يستمرون في الابتعاد بشكل حاد عن إسرائيل طالما ظل نتنياهو رئيسا للوزراء.
وألقى الديمقراطيون الستة باللوم بشكل مباشر على نتنياهو في الفشل في تقديم الإغاثة للفلسطينيين.
وجاء في البيان: “نشعر بقلق عميق من أن رئيس الوزراء نتنياهو يتجه نحو التدمير الكامل لغزة ويظهر تجاهلا تاما لحياة الفلسطينيين. قُتل ما يقرب من 30 ألف فلسطيني، وأصيب ما يقارب من 70 ألف آخرين، والآلاف مفقودون. لم يبد [نتنياهو] بشكل مخجل استعدادا للسماح بوصول الخدمات الإنسانية بالمستوى المطلوب”.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 30 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في القتال حتى الآن، وهو عدد لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل، ولا يميز بين المقاتلين والمدنيين، ويشمل حوالي 13 ألف من مسلحي حماس تقول إسرائيل إنهم قُتلوا خلال المعارك. وتقول إسرائيل أيضا إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر، عندما داهم الآلاف من المسلحين بقيادة حماس بلدات في جنوب إسرائيل، وقتلوا حوالي 1200 شخص واختطفوا 253 آخرين كرهائن.
وبدا بايدن أيضا أكثر استعدادا مما كان عليه في الماضي لإلقاء مسؤولية توصيل المساعدات بشكل مباشر إلى إسرائيل.
وقال: “سنصر على أن تقوم إسرائيل بتسهيل المزيد من الشاحنات والمزيد من الطرق لمنح المزيد من الناس المساعدة التي يحتاجون إليها. لا توجد أعذار، لأن الحقيقة هي أن المساعدات المتدفقة إلى غزة ليست كافية على الإطلاق. حياة الأبرياء على المحك وحياة الأطفال على المحك”.
لقد دافعت إدارة بايدن عن إسرائيل ضد اتهامات لها بأنها ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة، وقبلت حتى الآن، إلى حد ما، ادعاءات إسرائيل بأنها ليست وحدها المسؤولة عن فشل دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني.
وتقول إسرائيل إن حماس تسرق المساعدات وإنها تواجه أيضا واقعا فوضويا مع استمرار الحرب.
وألقت إسرائيل، التي تقوم بتفتيش جميع الشاحنات التي تدخل غزة من كلا المعبرين، باللوم على الأمم المتحدة لعدم تسليم المساعدات بالسرعة الكافية بعد السماح لها بالدخول، ولأنها تسببت بانخفاض عام في عمليات التسليم خلال الشهر الماضي.
وعرقل مبعوثو بايدن لدى الأمم المتحدة يوم الخميس قرارا لمجلس الأمن كان من شأنه أن يلقي باللوم على إسرائيل في كارثة حادث التدافع على المساعدات الإنسانية يوم الخميس.
وتزعم إسرائيل أن الغالبية العظمى من الوفيات نتجت عن التدافع، في حين تزعم حماس أن النيران التي أطلقها الجنود الإسرائيليون هي السبب الرئيسي.
وأدان بيان أعضاء الكونغرس الستة في بدايته هجوم 7 أكتوبر، ودعا إلى الإفراج الفوري عن أكثر من 130 رهينة إسرائيلي ما زالوا محتجزين، يُعتقد أن حوالي 100 منهم ما زالوا على قيد الحياة.
زار المشرعون الستة إسرائيل كجزء من وفد نظمته منظمة جيه ستريت ( J Street)، وهي المجموعة اليهودية الليبرالية المعنية بسياسة الشرق الأوسط والتي تضم لجان عمل سياسي تابعة لها.
تبرز بين أعضاء الوفد ديلاورو، التي ترأست الوفد: بالإضافة إلى كونها أكبر عضو ديمقراطي في لجنة المخصصات القوية، فهي عضو في القيادة الديمقراطية بمجلس النواب وكانت في الماضي مقربة من لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك)، وهي مجموعة لوبي بارزة مؤيدة لإسرائيل. وقد دعمتها لجنة العمل السياسي التابعة لايباك. وهي متزوجة من خبير استطلاعات الرأي ستانلي غرينبيرغ، وهو ناشط في الأنشطة المؤيدة لإسرائيل.
لكن النواب الآخرون بارزون أيضا: فقد أطاح كاستن في عام 2022 بماري نيومان في الانتخابات التمهيدية، وهو انتصار مدفوع في جزء منه بغضب المؤيدين لإسرائيل من سياساتها. كارباخال هو عضو في كتلة حل المشكلات، التي تجمع المعتدلين من كلا الحزبين. بالينت هو يهودي وعضو في كتلة الكونغرس التقدمية. في حين تضم منطقة دين في فيلادلفيا عددا كبيرا من السكان اليهود.
وقال جيريمي بن عامي، رئيس جي ستريت الذي رافق الوفد، إن المشرعين تأثروا بالطريقة التي رأى بها المسؤولون من مختلف الأطياف – في حكومة نتنياهو وفي المعارضة وفي السلطة الفلسطينية – أن الدور الأمريكي “لا غنى عنه”.
وأضاف: “إذا لم تقم الولايات المتحدة بقيادة مبادرة كبيرة من نوع ما للخروج من هذا الوضع إلى مكان أفضل، فلن يحدث شيء”.
وأضاف أن النواب الستة رأوا عن كثب الدمار الذي أحدثته هجمات 7 أكتوبر وتداعياتها، وأقاموا في فندق يأوي الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الحدود الشمالية لإسرائيل، حيث تطلق منظمة حزب الله صواريخ على إسرائيل دعما لحماس، وكلا المنظمتين مدعومتين من إيران.
وقال: “لعب الأطفال على الأرائك بجانب الأعضاء في الردهة بينما كنا نستعد للذهاب في جولة. في قاعة الإفطار في الصباح، كانت العائلات تستعد للمدرسة والأعضاء تواجدوا هناك، وتناولوا الطعام بجوارهم مباشرة”.
ساهم في التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل.