بعد سقوط نظام الأسد، رئيس الوزراء نتنياهو يقول إن إسرائيل “تغير وجه الشرق الأوسط”
في أول مؤتمر صحفي له منذ 99 يومًا، قال نتنياهو إن الأسد كان عنصرًا مركزيًا في المحور الإيراني، الذي "تفككه إسرائيل خطوة بخطوة"، وتباهى بمقاومته للضغوط لإنهاء الحرب
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين في مؤتمر صحفي في القدس، وهو الأول له منذ 99 يوما، إن فصلا جديدا قد بدأ في الشرق الأوسط مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
وفي حديثه للصحافيين، زعم نتنياهو أن إسرائيل تهزم أعداءها “خطوة بخطوة” في “حرب وجودية فرضت علينا”، واصفا سوريا الأسد بأنها “عنصر مركزي في محور الشر الإيراني”.
سيطرت قوات المعارضة السورية صباح الأحد على دمشق بعد هجوم خاطف استمر أسبوعين، منهين بذلك 13 عاما من الحرب الأهلية ضد الحكومة السورية وأكثر من 50 عاما من حكم عائلة الأسد.
وسلط نتنياهو الضوء على المليارات من الدولارات التي استثمرتها إيران في إبقاء الأسد في السلطة وقسوة النظام ضد مواطنيه، مشيرا إلى أنه “ذبح مئات الآلاف من شعبه”.
وأضاف أن سوريا الأسد “عززت العداء والكراهية” تجاه إسرائيل، وهاجمتها في حرب يوم الغفران عام 1973، وكانت “موقعا متقدما للإرهاب الإيراني” وممر للأسلحة من إيران إلى حزب الله.
وفي إشارة إلى سيطرة إسرائيل على مرتفعات الجولان عام 1967 وضمها اللاحق، قال نتنياهو: “اليوم، يدرك الجميع الأهمية الكبرى لوجودنا هناك على (قمة) الجولان، وليس على سفوح الجولان”، وأن سيطرة إسرائيل على الجولان تضمن أمنها وسيادتها.
وشكر نتنياهو أيضا الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على “الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية” على الجولان في عام 2019.
وأضاف أن “مرتفعات الجولان ستظل إلى الأبد جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل”.
وكرر نتنياهو تأكيده السابق بأن سقوط الأسد كان “نتيجة مباشرة للضربات الثقيلة التي وجهناها لحماس وحزب الله وإيران”، وقال إنه منذ هجمات السابع من أكتوبر، تعمل إسرائيل “بطريقة منهجية ومدروسة ومنظمة” لتفكيك المحور الإيراني.
كما قال إن إسرائيل تعمل الآن في غزة “على هدم ما تبقى من القدرات العسكرية لحماس، وكل قدرات حماس الحاكمة”، وإعادة كل الرهائن.
وتخوض إسرائيل صراع مباشر مع وكلاء إيران منذ اندلاع الحرب العام الماضي عندما هاجم مسلحون بقيادة حماس البلدات الجنوبية في 7 أكتوبر 2023، في هجوم أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واحتجاز 251 رهينة في غزة.
وبالنسبة للبنان، أكد نتنياهو أن زعيم حزب الله حسن نصر الله كان بمثابة حلقة الوصل الرئيسية بين حزب الله وسوريا وإيران قبل أن تقتله إسرائيل. وقال إنه كان “محور المحور ــ إن تضربه تضرب المحور بشدة”.
وأضاف أن “القضاء على نصر الله كان نقطة تحول في انهيار المحور”، وأن “نصر الله لم يعد معنا والمحور لم يعد كما كان”، مشيرا إلى أن إسرائيل “تفككه خطوة بخطوة”.
بدأ حزب الله في شن هجمات عبر الحدود على إسرائيل في اليوم التالي لهجوم حماس العام الماضي، حيث أطلق الصواريخ والطائرات المسيّرة على البلدات والمواقع العسكرية الحدودية، مما أدى إلى نزوح حوالي 60 ألف إسرائيلي من منازلهم في شمال البلاد. وقُتل نصر الله في أواخر سبتمبر 2024 في غارة جوية إسرائيلية على بيروت، عندما صعدت إسرائيل حملتها ضد حزب الله، وأطلقت في النهاية توغلًا بريًا في جنوب لبنان.
واتفق الجانبان على وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر، والذي صمد على نطاق واسع، على الرغم من بعض الغارات الجوية الإسرائيلية ضد عناصر حزب الله وسط انتهاكات مزعومة للهدنة.
وقال نتنياهو إن “إيران أنشأت طريقا إرهابيا يمتد من الخليج الفارسي إلى البحر الأبيض المتوسط، ومن إيران إلى العراق، ومن العراق إلى سوريا، ومن سوريا إلى لبنان. وفي الجنوب، سلحوا حماس. وفي الجنوب أيضا الحوثيون، الذين ضربناهم بشدة”، لكنه أضاف أن “المحور لم يختف بعد”.
وأضاف نتنياهو: “كما وعدت، فإننا نعمل على تغيير وجه الشرق الأوسط. دولة إسرائيل تعمل على ترسيخ مكانتها كمركز للقوة في منطقتنا، وهو ما لم يحدث منذ عقود”.
“من يتعاون معنا يجني فوائد كبيرة، ومن يهاجمنا يخسر كثيرا”، مضيفا أنه يريد أن يرى سوريا مختلفة لمصلحة كل من إسرائيل والسوريين.
“لقد أثبتنا ذلك في بداية الحرب الأهلية عندما بنينا مستشفى ميدانيا على الحدود – وعالجنا الآلاف من الجرحى السوريين [المدنيين]. وُلد مئات الأطفال السوريين في إسرائيل. وحتى اليوم، نمد يدنا لمن يريد أن يعيش معنا في سلام، وسنقطع يد من يحاول إيذاءنا”.
وفيما يتعلق بالمواقع الجديدة التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان، أشار نتنياهو إلى أنه أصدر تعليماته للجيش بالسيطرة على المنطقة العازلة ونقاط الوصول “بما في ذلك ما يسمى جبل الشيخ السوري”.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن هذه الخطوة، التي شهدت تمركز القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة لأول مرة منذ اتفاق فك الاشتباك عام 1974، هي خطوة مؤقتة، لكنه أقر بأن القوات ستبقى على الأرجح داخل الأراضي السورية في المستقبل المنظور.
ةقال نتنياهو إن الحرب التي خاضتها إسرائيل على عدة جبهات كانت ناجحة بفضل ثلاثة عناصر ــ شجاعة الجنود، ومرونة الجبهة الداخلية، واستعداده واستعداد حكومته للوقوف في وجه الضغوط المحلية والدولية المكثفة “لوقف الحرب قبل أن نحقق كل أهدافنا”.
وأضاف أن “أفعالنا تفكك المحور حجر حجر، وكل هذا لأننا قاومنا، أنا قاومت، الضغوط” لوقف الحرب قبل الأوان، مضيفا أنه ملتزم “بأهداف الحرب حتى النصر الكامل”.
وقال إن هدف النصر الكامل – الذي “سخر منه الناس” – “أصبح اليوم حقيقة واقعة”.
وفي حديثه عن حماس، قال إن الحركة التي تتخذ من غزة مقرا لها أصبحت “أكثر عزلة من أي وقت مضى” بعد سقوط الأسد في سوريا. وأضاف “كانت تأمل في توحيد الجبهات. ولكن بدلاً من ذلك، شهدت انهيار الجبهات. كانت تتوقع المساعدة من حزب الله ــ وقد انتزعناها منها. وكانت تتوقع المساعدة من إيران ــ وقد انتزعناها منها أيضاً. وكانت تتوقع المساعدة من نظام الأسد ــ هذا لن يحدث الآن”.
وقال نتنياهو إن “عزل حماس يفتح فرصة أخرى لتحقيق تقدم بشأن صفقة من شأنها إعادة رهائننا”، ووعد بأن حكومته “ستبذل كل ما في وسعها” لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم – “الأحياء والقتلى”.
وقد تعثرت المفاوضات بشأن صفقة الرهائن وفشلت عدة مرات خلال العام الماضي، ولكنها تجددت مؤخرا في أعقاب وقف إطلاق النار في لبنان وتطورات إقليمية أخرى، إلى جانب تهديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيكون هناك “جحيم” إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه في 20 يناير.
وتعتقد إسرائيل أن 96 من أصل 251 رهينة اختطفوا في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 34 شخصاً على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. وعلى مدى الأشهر الأربعة عشر الماضية، أنقذت القوات الإسرائيلية ثمانية رهائن واستعادت جثث 38 آخرين.
واختتم نتنياهو حديثه قائلا: “كنا هنا قبل أعدائنا، وسنكون هنا بعد أعدائنا”، محذرا من أن إسرائيل لا تزال تواجه “تحديات كبيرة” لكنه واثق من أن الدولة اليهودية سوف تنتصر.