بعد دقائق من الهجوم، شرطي أدخل أحد منفذي الهجوم إلى شقته
من دون أن يدرك الشرطي ترك منفذ عملية تل أبيب مع زوجته، واعتقله فقط بعد أن أدرك خطأه؛ وأصيب برصاصة عند وصول الدعم
قام شرطي خارج الخدمة بتقديم مأوى في شقته وكأس ماء لأحد منفذي هجوم إطلاق النار في مجمع “سارونا” في تل أبيب ليلة الأربعاء، وتركه لوحده لبضعة دقائق مع زوجته قبل أن يدرك هويته ويعود مسرعا إلى شقته لإعتقاله.
المشتبه به كان واحدا من بين مسلحين اثنين، خالد ومحمود مخامرة من قرية يطا الفلسطينية، اللذين نفذا هجوم إطلاق النار الذي أسفر عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 16 آخرين.واستخدم الإثنان بندقتي “كارلو” مرتجلتين، وبحسب بعض الشهادات حملا معهم سكاكين أيضا.
منفذ الهجوم، الذي كان مرتديا بدلة سوداء، ألقى بسلحه وفر من مكان الهجوم مع المدنيين الذين فروا من الموقع، ولم يُعرف على الفور بأنه أحد منفذيْ الهجوم.
الشرطي، الذي يعيش في مكان قريب، التقى مع منفذ الهجوم، الذي بدا مضطربا جدا، بالقرب من المكان وعرض عليه المأوى والشراب، وأدخله إلى شقته وتركه وهو يشرب كأس ماء مع زوجته في المطبخ وأفراد آخرين من الأسرة ليعود إلى موقع الهجوم.
وأدرك الشرطي خطأه عندما وصل إلى مكان الهجوم ولاحظ المشتبه به الثاني، الذي كان مصابا جراء إطلاق النار عليه ومكبلا، والذي كان يرتدي بدلة شبيهة بتلك التي يرتديها الرجل الذي يجلس في مطبخه.
عندما أدرك الشرطي الخطأ الذي اقترفه سارع إلى شقته للقبض على الرجل – وخشية على أرواح أبناء عائلته – طلب الدعم.
ولكن عندما وصل أفراد الشرطة الآخرين إلى الشقة، أطلق أحدهم النار عن طريق الخطأ من سلاحه ما أدى إلى إصابة الشرطي في الفخذ جراء إرتداد الرصاصة. وتم تقديم العلاج له ووُصفت إصابته بالطفيفة.
زوجة الشرطي، وهي ابنة المفوض العام الأسبق للشرطة أساف حيفتس، قالت للقناة الثانية بأن منفذ الهجوم بقي صامتا لمنعها من التعرف على هويته.
وقالت: “ركضنا إلى داخل الشقة وركض هو معنا. سألته عن هويته. لم يجب وطلب فقط كأس ماء. حمل زوجي سلاحه على الفور وركض خارجا”.
وأضافت أن منفذ الهجوم لم ينطق بكملة، وعندما سألته إذا كان يعرف الإنجليزية أو العبرية، كانت إجابته “لا، لا” بالإنجليزية قبل أن يعود إلى صمته.
وقالت: “لقد ظننأ أنه مثل كل الأشخاص الذي فروا من مكان الهجوم”، مشيرة إلى أنه بدا مذعورا جدا.
والدها، المفوض العام الأسبق للشرطة أساف حيفتس، قال إن زوج ابنته يتعافى من الإصابة التي تعرض إليها.
وقال لإذاعة الجيش أن إصابته “خفيفة”.
هجوم يوم الأربعاء كان هجوم إطلاق النار الدامي الثاني خلال ستة أشهر.
في الأول من يناير، قام نشأت ملحم (29 عاما) من بلدة عرعرة العربية التي تقع شمال إسرائيلي، بفتح النار خارج حانة في تل أبيب في شارع ديزينغوف المزدحم، ما أسفر عن مقتل إسرائيليين إثنين. بعد فراره من المكان، قتل ملحم سائق سيارة أجرة بدوي يُدعى أيمن شعبان بعد حوالي 60 دقيقة. وقُتل ملحم خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بعد أيام من الهجوم عندما كام مختبأ في مبنى في بلدته.
في هجوم طعن دام آخر في مدينة يافا في شهر مارس، قتل الشاب الفلسطيني بشار مصالحة (22 عاما) مواطنا أمريكيا يُدعى تايلور فورس وأصاب 10 آخرين. وقُتل منفذ الهجوم بيد قوات الأمن خلال الهجوم.
منذ أكتوبر، قُتل 33 إسرائيليا و4 أجانب وأصيب المئات في موجة من الهجمات، على الرغم من الإنخفاض الملحوظ في العنف مؤخرا. في الفترة نفسها قُتل 200 فلسطينيا، حوالي الثلثين منهم خلال تنفيذهم لهجمات والبقية في مواجهات مع القوات الإسرائيلية، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل.