بعد خضوعه لعملية زرع جهاز ضبط نبضات القلب، أطباء يكشفون أن نتنياهو عانى من “إحصار قلبي عابر” وأن جهاز المراقبة أنقذ حياته
متخصصون يقرون بأن نتنياهو تعرض لحالة إغماء في الأسبوع الماضي، وكان يعاني من مشاكل في التوصيل الكهربائي للقلب، رئيس الوزراء لم ينشر تقريرا طبيا بشأن صحته منذ عام 2016؛ انتقادات متزايدة لمحاولات حجب الصورة الكاملة عن الجمهور
كشف الأطباء الذين سارعوا إلى زرع جهاز لضبط نبضات القلب في جسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فجر الأحد أنه عانى من “إحصار قلبي عابر” هدد حياته. وقالوا إن جهاز مراقبة نبضات القلب، الذي تم زرعه قبل أسبوع، سجل وجود خطر وأصدر إنذارا، مما تطلب دخول نتنياهو إلى المستشفى على الفور وتركيب جهاز ضبط نبضات القلب.
كما أقر الأطباء بأنهم رصدوا اضطرابات في اختبار مخطط كهربية القلب عندما تم إدخال نتنياهو إلى المستشفى الأسبوع الماضي، لكنهم مع ذلك أكدوا للجمهور أن قلب رئيس الوزراء “طبيعي تماما”.
أفادت النتائج الرسمية الصادرة عن المستشفى ومكتب رئيس الوزراء في ذلك الوقت أن حالة جفاف كانت سبب دخوله المستشفى وذكر البيان على وجه التحديد أنه “لم يتم العثور على أي اضطراب في ضربات القلب في أي وقت”، ومع ذلك، في بيان مصور نشره مركز شيبا الطبي صباح الأحد، تم الكشف عن أن رئيس الوزراء لديه تاريخ من المشاكل في التوصيل الكهربائي للقلب.
في بيان، قال الأطباء أيضا أنه أغمي على نتنياهو في نهاية الأسبوع الماضي، وهي معلومات لم يكشف عنها مكتب رئيس الوزراء في ذلك الوقت.
في حديث مع أخبار القناة 12 وفي بيان مصور، وصف البروفسوران روي بينارت وإيال نوف من مركز شيبا الطبي الأحداث التي سبقت عملية زرع جهاز ضبط نبضات القلب، التي قالا إنها “عاجلة”.
وقال نوف إن نتنياهو أدخل المستشفى في 15 يوليو، وإن اختبار تخطيط القلب كشف عن وجود خلل، لكن المزيد من الفحوصات المكثفة لم تكشف عن وجود أي مشاكل. وقال الأطباء إن الخلل كان مشكلة في التوصيل الكهربائي للقلب التي كان معروفا أن نتنياهو يعاني منها منذ سنوات، بحسب الطبيبين، اللذين أضافا أنه ظهرت عليه أعراض جفاف.
وقال نوف: “في الأسبوع الماضي كان هناك اضطراب في مخطط كهربية القلب. في أعقاب الاضطراب، خضع [نتنياهو] لفحص جراحي، لم يبرر وضع جهاز لضبط نبضات القلب، ولكن كإجراء متبع في مثل هذه الحالات، تم زرع جهاز مراقبة تحت الجلد”.
ثم أوضح بينارت (الرابط باللغة العبرية) أنه بدون تنبيه جهاز المراقبة لوجود مشكلة في نبض نتنياهو يوم السبت، التي أشارت إلى إحصار إذيني بطيني، كان من الممكن أن تكون حياته في خطر. “كان الاضطراب لبضع ثوان فقط. لو لم يمر الاضطراب ولم يتعاف معدل نبضات القلب، فكنا سنصل إلى معدل نبضات قلب بطيء، لدرجة فقدان الوعي، ولا سمح الله، سكتة قلبية”.
وقال نوف إن جهاز المراقبة أشار إلى “إحصار قلبي عابر”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان جهاز المراقبة قد أنقذ حياة نتنياهو، قال نوف: “بالتأكيد”.
عادة ما تنجم مشكلات نظام التوصيل الكهربائي للقلب عن تلف عضلة القلب أو عوامل وراثية أو تأثيرات بعض الأدوية.
في حين أن بعض الأطباء والمسؤولين ربما كانوا على علم بمشاكل التوصيل الكهربائي لقلب لنتنياهو، إلا أن هذه المعلومات لم تُنشر.
وقال مراسل الصحة في القناة 12 يوآف ايفن، متحدثا من شيبا يوم الأحد، أنه تم الكشف الآن عن أن نتنياهو يعاني من مشكلة في التوصيل الكهربائي للقلب “منذ عشرين عاما… ليست حالة تهدد الحياة ولكنها مزمنة”. لقد تطلب الأمر مراقبة مستمرة “ووفقا لخبراء شيبا، فقد خضع للمراقبة بالفعل”.
وجاءت جراحة نتنياهو وسط انتقادات متزايدة بشأن انعدام الشفافية فيما يتعلق بالحالة الطبية لرئيس الوزراء وحقيقة أنه خلال مكوثه في المستشفى الأسبوع الماضي، لم يكشف المستشفى عن معلومات إلا بالتنسيق مع مكتب رئيس الوزراء، أو من قبل المكتب نفسه، وتبين أنها جزئية وغير دقيقة.
وأشار إيفن إلى أنه “حتى كشفنا عن خضوعه للعلاج في وحدة القسطرة، لم يتكلف أحد عناء إخبار الجمهور. وبعد يومين عندما كشفنا عن خضوعه لعملية قسطرة [تشخيصية] للقلب [لفحص التوصيل الكهربائي للقلب]، مع إدخال أنبوب القسطرة في القلب… استمروا في الإصرار على أن سبب دخوله المستشفى هو الجفاف”. (ذكر تايمز أوف إسرائيل الأسبوع الماضي أن نتنياهو خضع لدراسة فسيولوجية كهربائية، والتي تتضمن قسطرة للقلب تدخل الجانب الأيمن من القلب وتقيس فترات التوصيل الكهربائي بين نقاط محددة في نظام التوصيل الكهربائي للقلب).
وأضاف ايفن “يواصل المستشفى إصراره على أنه [نتنياهو] نُقل إلى المستشفى [الأسبوع الماضي] بسبب الجفاف، ولكن المزيد والمزيد من الحقائق التي تم إخفاؤها عنا تثير الشك مع ذلك في أنه كانت هناك مشكلة تتعلق بالقلب. نفى شيبا ذلك، لكنهم نفوا أنه خضع لفحوصات في وحدة القسطرة؛ لقد أخفوا أنه قد خضع لعملية قسطرة تشخيصية…”
على الرغم من البروتوكولات التي تتطلب من رؤساء الوزراء إصدار تقرير صحي سنوي، لم ينشر نتنياهو أي تقرير منذ عام 2016. من غير الممكن إجباره قانونيا على مشاركة هذه المعلومات الصحية، حيث لم يتم تكريس البروتوكولات في القانون.
قال الأطباء إنه بشكل عام عندما يصل المرضى إلى المستشفى وهو يعانون من أعراض حالة معينة – سواء كان ذلك الجفاف أو أي مرض آخر – ويتم رصد شذوذ في مخطط كهربية القلب، يتم إرسالهم بعد ذلك لإجراء فحوصات أكثر شمولا.
تلك الفحوصات التي خضع لها نتنياهو في الأسبوع الماضي لم تكشف عن وجود مشكلة معينة في القلب.
قال بينارت: “عندما غادر رئيس الوزراء المستشفى يوم الأحد [16 يوليو] كان لدينا شعور بأن حادثة [القلب] كانت جانبية للجفاف… لم نتمكن من استبعاد أنه لم يكن هناك أي اضطراب… لذلك تصرفنا بالطريقة التي نتصرف بها مع كل مريض يصل بهذه الحالة”.
وقال الأطباء إن جهاز المراقبة التي تم زرعة تحت الجلد في جسم رئيس الوزراء أرسل تنبيها بوجود إحصار أذيني بطيني ليل السبت، مما دفعهم إلى اتخاذ قرار بزرع جهاز لضبط نبضات القلب.
وأضاف الأطباء أن نتنياهو يتعافى من عملية زرع جهاز ضبط نبضات القلب وأن عائلته – وفريقه الأمني – يتواجدون معه في الغرفة.
حوالي الساعة الرابعة من عصر يوم الأربعاء، نشر نتنياهو مقطع فيديو من المستشفى شكر فيه الأطباء في شيبا وكل من تمنى له الشفاء.
وقال: “كما ترون، أنا في صحة جيدة”.
كما أشار إلى المداولات حول مشروع قانون “المعقولية” المثير للجدل الذي يدفع به الإئتلاف الحاكم، قبل التصويت النهائي المتوقع الاثنين أو الثلاثاء.
وقال: “إننا نواصل الجهود لاستكمال التشريع – والجهود المبذولة للقيام بذلك باتفاق”.
وأضاف نتنياهو: “على أي حال، أريدكم أن تعرفوا أنني سألتحق صباح الغد بأصدقائي في الكنيست”، دون أن يحدد ما إذا كان سيغادر المستشفى ليلة الأحد أو الاثنين.
قبل أسبوع، تم نقل نتنياهو (73 عاما) إلى المستشفى حيث رقد فيها من السبت إلى الأحد بعد أن اشتكى من الدوار بعد رحلة قام بها يوم الجمعة إلى بحيرة طبريا، حيث أقر بقضاء عدة ساعات في الشمس وفي أجواء شديدة الحرارة “بدون قبعة وبدون ماء”.
في ذلك الوقت، قال شيبا إن الأطباء أكملوا سلسلة من الفحوصات ووجدوا أن قلب رئيس الوزراء “طبيعي تماما”، وأنه “لم يتم اكتشاف أي اضطراب في نظم القلب في أي وقت”، ومع ذلك، أضاف المركز الطبي أن الأطباء “قرروا استخدام هولتر تحت الجلد، كما هو متبع” – وهو جهاز يراقب القلب ويحذر من وجود اضطرابات.
ولم يتطرق شيبا في ذلك الوقت للتقارير بشأن تعرض نتنياهو للإغماء في منزله. وذكرت بعض التقارير في وسائل الإعلام العبرية في ذلك الوقت أنه سقط وأصيب في رأسه. هذه التقارير أيضا لم يتم التطرق اليها من قبل المستشفى أو من قبل مكتب نتنياهو.
وقال نتنياهو في رسالة بالفيديو قبيل الساعة الواحدة فجرا: “قبل أسبوع وضعوا جهاز مراقبة. هذا الجهاز أطلق صفيرا هذا المساء وقال إنني بحاجة إلى جهاز لتنظيم ضربات القلب. ينبغي علي القيام بهذا الإجراء هذه الليلة بالفعل. أشعر أنني بحالة ممتازة، لكنني أستمع إلى أطبائي”.
الجهاز لضبط نبضات القلب هو جهاز يحفز القلب على التحكم في نبضات القلب أو زيادتها إذا كانت بطيئة للغاية أو غير منتظمة. تستغرق عملية الزرع عادة من ساعة إلى ساعتين أثناء تخدير المريض. لا يتم إجراء العملية عادة تحت التخدير العام، وعادة ما يكون المريض في وعيه ولكن مشوشا.
ساهم في هذا التقرير ميخائيل باخنر ورينيه غيرت زند