بعد حادث قافلة المساعدات المميت، إسرائيل ستحاول تجربة طرق جديدة لإيصال المساعدات إلى شمال غزة هذا الأسبوع
مسؤول يقول إن الجيش الإسرائيلي يمكن أن يقوم بتأمين القوافل ودخولها من الحدود الشمالية بين إسرائيل وغزة، بعد أيام من مقتل العشرات جراء تجمهر الحشود حول شاحنات توصيل المساعدات والأدوية
في أعقاب الحادث المأساوي الذي وقع يوم الخميس في مدينة غزة خلال تدافع على قافلة مساعدات، ستحاول إسرائيل تجربة حلول جديدة لتوصيل الإمدادات الإنسانية إلى شمال غزة هذا الأسبوع، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأحد.
أحد الخيارات هو أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتأمين القوافل دون تسليمها لحراس محليين، بحسب المسؤول.
دخول قطاع غزة عبر الحدود الشمالية مع إسرائيل، بدلا من إرسال القافلة عبر معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) في الشمال، هو خيار أيضا. حتى هذه اللحظة، يتم فحص الشاحنات عند المعابر الجنوبية، ومن هناك يتعين عليها السير عبر منطقة حرب نشطة للوصول إلى الجزء الشمالي من القطاع.
وقال المسؤول “نتوقع رؤية وصول مساعدات انسانية أكثر إلى شمال غزة”.
لقي عشرات الفلسطينيين مصرعهم وأصيب مئات آخرون وسط الفوضى التي أحاطت بقافلة مساعدات في شمال غزة يوم الخميس، في حادث أثار إدانات ودعوات لإجراء تحقيق دولي.
وتقول حماس إن 118 شخصا على الأقل قُتلوا، واتهمت الحركة القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على الحشد الذي ضم آلاف الأشخاص، في حين أكد الجيش الإسرائيلي أن العديد من الضحايا تعرضوا للسحق تحت الأقدام في تدافع فوضوي للحصول على المساعدات، وأن القوات أطلقت النار فقط على عدد قليل من الأفراد الذين اندفعوا نحوها بطريقة شكلت تهديدا.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري في مؤتمر صحفي يوم السبت: “نحن نحقق في هذا الحادث، لدينا كل اللقطات المصورة التي نحتاجها لاستكمال تحقيق شامل ومعرفة حقيقة وقائع هذا الحادث، وسنقدم النتائج”.
وأضاف “كانت هذه عملية إنسانية قمنا بها، والادعاء بأننا استهدفنا القافلة عمدا وألحقنا الأذى بالناس عمدا لا أساس له من الصحة”.
وقال هغاري إن تسليم المساعدات يوم الخميس هو العملية الرابعة من نوعها في تلك المنطقة في مدينة غزة.
يوم السبت، قامت طائرات شحن عسكرية أمريكية من طراز C-130 بإسقاط مواد غذائية جوا على ألواح تحميل فوق غزة.
أسقطت ثلاث طائرات 66 حزمة تحتوي على حوالي 38 ألف وجبة على غزة الساعة 3:30 بعد الظهر بالتوقيت المحلي.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن عملية الإسقاط الجوي، وقالت إنها قامت بالتعاون مع القوات الجوية الملكية الأردنية “بتنفيذ عملية إسقاط جوي مشتركة للمساعدات الإنسانية في غزة… لتوفير الإغاثة الأساسية للمدنيين المتضررين من الصراع المستمر”.
ومن المتوقع أن تكون هذه العملية هي الأولى من بين العديد من عمليات الإسقاط الجوي التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة في أعقاب الحادث المميت الذي وقع في اليوم السابق. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إنها تخطط لمزيد من عمليات الإسقاط الجوي “كجزء من جهد متواصل لإيصال المزيد من المساعدات إلى غزة، بما في ذلك من خلال توسيع تدفق المساعدات عبر الممرات والطرق البرية”.
وتلقي إسرائيل، التي تقوم بفحص جميع الشاحنات التي تدخل غزة من معبري كيرم شالوم ورفح، باللوم على الأمم المتحدة لعدم تسليم المساعدات بالسرعة الكافية بعد السماح لها بالدخول، ولأنها تسببت في انخفاض عام في عمليات التسليم خلال الشهر الماضي.
وقالت الأمم المتحدة إن توزيع المساعدات داخل غزة أصبح أكثر صعوبة. وقد توقف تدفق المساعدات من مصر تقريبا خلال الأسبوعين الماضيين، كما أدى انهيار الأمن إلى زيادة صعوبة توزيع المواد الغذائية التي تصل، وفقا لبيانات الأمم المتحدة ومسؤولين.
وفي حين وصلت المزيد من الشاحنات عبر معبر كيرم شالوم الإسرائيلي، فقد تم تعطيلها في الآونة الأخيرة من قبل أقارب الرهائن الإسرائيليين ومتظاهرين الذين يسعون إلى منع دخولها. وقالت إسرائيل مرارا إنها مستعدة لتسريع عملية منح الأذونات للمساعدات.
وتقول الأمم المتحدة إن ربع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون المجاعة. وقال مسؤولو الإغاثة إن عمليات الإسقاط الجوي ليست وسيلة فعالة لتوزيع المساعدات، بل هي الخيار الأخير.
قبل الحرب مع حماس، كانت غزة تعتمد على 500 شاحنة محملة بالإمدادات التي تدخل يوميا.