بعد تهديدات حزب الله “غير المقبولة”، يخشى الوزراء الأوروبيون من التصعيد في الشرق الأوسط
وزير الخارجية اليوناني يقول إن أثينا تقف إلى جانب قبرص بعد أن حذر نصر الله من إمكانية استهداف الجزيرة؛ مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: نحن على أعتاب حرب يتسع نطاقها

قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يوم الاثنين إن الشرق الأوسط على أعتاب امتداد رقعة الصراع إلى لبنان، وذلك بعد أيام قليلة من تهديد حزب الله المدعوم من إيران لقبرص العضو في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف بوريل للصحفيين قبل اجتماع وزراء خارجية التكتل في لوكسمبورج: “يتزايد خطر تأثير هذه الحرب على جنوب لبنان وامتدادها يوما بعد يوم”. ولم يتضح ما إذا كان قد ذكر التأثير المحتمل على إسرائيل.
وتابع: “نحن على أعتاب حرب يتسع نطاقها”.
بدأت جماعة حزب الله في مهاجمة إسرائيل بعد فترة وجيزة من هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر والذي أشعل فتيل أحدث حرب في غزة. وقال حزب الله أنه لن يوقف هجماته إلا بالتوصل لوقف لإطلاق نار في غزة.
وقال حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله الأسبوع الماضي أنه في حال اندلاع الحرب “لن يكون هناك مكان في الكيان (إسرائيل) بمنأى عن صواريخنا ومسيراتنا”، وهدد أيضا قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى ومناطق أخرى بمنطقة البحر المتوسط.
وقال وزير الخارجية اليوناني جورج جيرابيتريتيس: ”من غير المقبول على الإطلاق توجيه تهديدات لدولة ذات سيادة في الاتحاد الأوروبي… نقف إلى جانب قبرص وسنتصدى جميعا لكل أنواع التهديدات العالمية من المنظمات الإرهابية”.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن الوضع بين إسرائيل وحزب الله مقلق للغاية وإنها تعتزم زيارة لبنان قريبا.
وأضافت: “أي تصعيد آخر سيكون كارثيا بالنسبة لشعوب المنطقة”.
منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر، يطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل تضامنا مع حركة حماس مما أجبر عشرات الآلاف على ترك منازلهم في إسرائيل وأدى لتصاعد الضغوط السياسية هناك لاتخاذ إجراءات أكثر قوة.
ونزح أيضا عشرات الآلاف من اللبنانيين من منازلهم بعد غارات إسرائيلية على جنوب لبنان.
وفي الأسبوع الماضي، قال نصر الله إن قبرص تسمح لإسرائيل باستخدام مطاراتها وقواعدها لإجراء تدريبات عسكرية، وأن حزب الله يمكن أن يعتبرها “على أنها جزء من الحرب” إذا سمحت للجيش الإسرائيلي باستخدام البنية التحتية اللوجستية في البلاد لمهاجمة لبنان.
وأضاف أن “فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الإسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أن الحكومة القبرصية أصبحت جزءا من الحرب وستتعاطى معها المقاومة على أنها جزء من الحرب”.
ومن غير المعروف أن قبرص تتيح للجيش الإسرائيلي استخدام أي مرافق برية أو قواعد عسكرية، لكنها سمحت في الماضي لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي لإجراء تدريبات جوية من حين لآخر، ولكن لم يحدث ذلك مطلقا في أثناء الصراع.
واستخدمت بريطانيا قاعدتان عسكريتان خاضعتان لسيادتها داخل قبرص في عمليات بسوريا، وفي الآونة الأخيرة في اليمن. ولم يكن للحكومة القبرصية رأي في هذا الشأن. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام العبرية، أقلعت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني وطائرات للتزود بالوقود من قواعد في قبرص للمساعدة في إحباط هجوم الطائرات المسيرة والصواريخ الضخم الذي شنته إيران ضد إسرائيل في منتصف أبريل.
منذ 8 أكتوبر، هاجمت قوات بقيادة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، وفي الأسابيع الأخيرة شنت هجمات أعمق داخل إسرائيل بينما هددت البنية التحتية الحساسة في مدينة حيفا. وأدت الهجمات إلى ضربات جوية إسرائيلية محدودة ضد الحركة في جنوب لبنان.

حتى الآن، أسفرت المناوشات على الحدود عن مقتل 10 مدنيين على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى 15 جنديا واحتياطيا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا، دون وقوع أي إصابات.
وأعلن حزب الله أسماء 349 من أعضائه الذين قُتلوا في المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا أيضا. كما قُتل 63 عنصرا إضافيا من الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، وجنديا لبنانيا، بالإضافة إلى عشرات المدنيين، ثلاثة منهم صحفيون.