إسرائيل في حالة حرب - اليوم 648

بحث

بعد تكرار حوادث إطلاق النار، مؤسسة غزة الإنسانية تعلن إغلاق مواقعها يوم الأربعاء

منظمة الإغاثة تقول إنها تعمل على استيعاب أعداد أكبر من الناس وإنها قدمت سلسلة من الطلبات إلى الجيش الإسرائيلي بهدف تعزيز إجراءات الأمن بعد ثلاثة أيام متتالية من الحوادث التي أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى

فلسطينيون يحملون أكياسا مليئة بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية التي قدمتها مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة وموافق عليها من قبل إسرائيل، في خان يونس، جنوب قطاع غزة، يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)
فلسطينيون يحملون أكياسا مليئة بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية التي قدمتها مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة وموافق عليها من قبل إسرائيل، في خان يونس، جنوب قطاع غزة، يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) أن مواقع توزيع المساعدات التابعة لها لن تعمل يوم الأربعاء من أجل إعطاء الوقت للمنظمة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل للقيام بالأعمال اللوجستية اللازمة لاستيعاب أعداد أكبر من الناس.

وقال متحدث باسم المؤسسة إن اليوم الإضافي سيتيح للجيش الإسرائيلي الوقت لإعداد طرق وصول أكثر أمانا إلى مواقع التوزيع قبل استئناف العمليات يوم الخميس، بعد أن شهد اليوم الثالث على التوالي حادثا أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى بين الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الحصول على صناديق الطعام.

كما أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية بيانا حذر فيه الفلسطينيين من أن السير على الطرق المؤدية إلى مواقع المساعدات سيكون محظورا في هذه الأثناء، لأنها تعتبر مناطق قتال.

وقال متحدث آخر باسم GHF لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن المنظمة تشارك بشكل فعلي في محادثات مع الجيش الإسرائيلي لتعزيز الإجراءات الأمنية للجيش خارج النطاق المباشر لمواقع GHF.

ولدعم سلامة المدنيين خارج مواقع التوزيع، قال المتحدث باسم GHF إن المنظمة طلبت من الجيش الإسرائيلي اتخاذ تدابير لتوجيه حركة المشاة بطريقة تقلل من احتمالات حدوث ارتباك أو تصعيد بالقرب من المنطقة التي يديرها الجيش حول المواقع؛ ووضع إرشادات أوضح صادرة عن الجيش لمساعدة الفلسطينيين على الوصول بأمان إلى مواقع التوزيع؛ وتعزيز تدريب الجيش الإسرائيلي وتحسين الإجراءات الداخلية لضمان سلامة الفلسطينيين.

يوم الأحد والاثنين والثلاثاء، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على فلسطينيين اقتربوا من القوات بعد أن انحرفوا عن مسار محدد مسبقا للوصول إلى موقع توزيع المساعدات في رفح.

صبي يحمل بطانيات على ظهره يسير على طول طريق يستخدمه النازحون الفارون من خان يونس غربا إلى المواصي في جنوب قطاع غزة في 3 يونيو 2025 بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء في اليوم السابق. (Photo by AFP)

وأعلنت سلطات حماس الصحية أن 31 شخصا قُتلوا وأصيب 170 آخرون في حادث الأحد؛ وأن ثلاثة أشخاص قُتلوا وأصيب 35 آخرون في حادث الاثنين؛ وأن 27 شخصا قُتلوا وأصيب 90 آخرون في حادث الثلاثاء.

ولم يتم التحقق من هذه الأرقام، وأكد الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء أن حماس تضخمها.

وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لأسابيع من أن مثل هذه الحوادث ستنتج عن إجبار سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة على السفر لمسافات طويلة والمرور عبر خطوط الجيش الإسرائيلي للوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التابعة لـ GHF.

وقد روجت إسرائيل والولايات المتحدة لنموذج GHF، بدعوى أنه يمكن أن يستبعد حماس بشكل فعلي من عملية توزيع المساعدات بعد أن تمكنت الحركة من تحويل مسار جزء كبير من المساعدات التي كانت تصل عبر الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى – وهي اتهامات نفتها تلك المنظمات.

تعمل منظمة GHF في ما بين موقع واحد وثلاثة مواقع يوميا منذ بدء عملياتها في 26 مايو. يقع اثنان من هذه المواقع في مدينة رفح جنوب غزة، بينما يقع الموقع الثالث بجوار محور نتساريم في وسط غزة.

أشخاص يحملون صناديق إغاثة من مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، وهي منظمة إغاثة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة تجاوزت النظام القديم بقيادة الأمم المتحدة في القطاع، بينما يعود فلسطينيون نازحون من مركز لتوزيع المساعدات في وسط قطاع غزة في 29 مايو 2025. (Eyad BABA / AFP)

وفي حين أن معظم سكان غزة البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة يعيشون في جنوب غزة، فإن مخيماتهم لا تقع بجوار مواقع التوزيع التابعة لـ GHF، وقد أفاد سكان شمال ووسط غزة أنهم يضطرون إلى السير عشرات الكيلومترات، أحيانا تحت نيران الجيش الإسرائيلي، من أجل الحصول على صندوق من الطعام.

وقالت GHF إنها تعمل على فتح مواقع توزيع جديدة، بما في ذلك في شمال غزة، لكنها لم تحدد أي جدول زمني، حيث يشير تجمع عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مواقع التوزيع إلى أن الحاجة إلى الغذاء في غزة لا تزال ماسة.

منعت إسرائيل دخول أي مساعدات إلى القطاع طوال أشهر مارس وأبريل ومايو تقريبا في محاولة للضغط على حماس في المفاوضات الجارية بشأن إطلاق الرهائن، لكن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي أقروا سرا بأن الحصار وضع القطاع على شفا المجاعة.

قصف إسرائيلي يضرب منطقة في شمال قطاع غزة كما يظهر من جنوب إسرائيل، 3 يونيو 2025. (AP Photo/Leo Correa)

من جانبها، تفاخرت GHF بقدرتها على توزيع أكثر من 7 ملايين وجبة من أكثر من 100 ألف صندوق تم توزيعها على مدار تسعة أيام. ومع ذلك، تحتوي الصناديق في الغالب على منتجات غذائية جافة تتطلب معدات طهي ومطابخ مجتمعية، وهي محدودة للغاية في القطاع، حيث لا يزال الوقود شحيحا للغاية.

بشكل منفصل، قال دبلوماسيون أمميون لوكالة “رويترز” يوم الثلاثاء إن 10 أعضاء في مجلس الأمن طلبوا من المجلس المكون من 15 عضوا التصويت الأربعاء على مشروع قرار يطالب “بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، تحترمه جميع الأطراف”.

صبي يحمل صندوقا من مواد الإغاثة من مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، وهي منظمة إغاثة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة تجاوزت النظام القديم بقيادة الأمم المتحدة في القطاع، بينما يعود فلسطينيون نازحون من مركز لتوزيع المساعدات في وسط قطاع غزة في 29 مايو 2025. (Eyad BABA / AFP)

ويطالب نص مشروع القرار، الذي اطلعت عليه رويترز، أيضا بالإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس وغيرها، والرفع الفوري لجميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها بشكل آمن ودون عوائق، بما في ذلك بواسطة الأمم المتحدة في جميع أنحاء القطاع.

ويحتاج تمرير القرار إلى تسعة أصوات مؤيدة وعدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، لحق النقض (الفيتو).

ومع ذلك، من المرجح أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد هذا القرار، حيث دأبت على الدفاع بشدة عن إسرائيل في الأمم المتحدة، بينما تلقي باللوم كليا على حماس في الصراع.

ساهم إيمانويل فابيان ورويترز في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن