إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

بعد تسعه أشهر من نشر تسجيل لحادثة قيام مستوطن بإطلاق النار على فلسطيني، لم يتم توجيه أي تهم ضده

قاضية تصدر أمر ابعاد ضد مطلق النار يمنعه من حمل سلاح ناري بعد أن استمر في حمل بندقية هجومية عقب إلغاء ترخيص سلاحه

نير يتسحاق، أحد سكان بؤرة ماعون الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، يطلق النار على زكريا العدرا بعد دخول المستوطن الإسرائيلي إلى قرية التواني الفلسطينية في الضفة الغربية، 13 أكتوبر 2023. (Courtesy B'tselem)
نير يتسحاق، أحد سكان بؤرة ماعون الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، يطلق النار على زكريا العدرا بعد دخول المستوطن الإسرائيلي إلى قرية التواني الفلسطينية في الضفة الغربية، 13 أكتوبر 2023. (Courtesy B'tselem)

لم يتم حتى الآن توجيه تهم لمستوطن من الضفة الغربية كان دخل قرية فلسطينية وأطلق النار على فلسطيني من مسافة قريبة، مما أسفر عن إصابة الضحية بجروح خطيرة، رغم أنه تم توثيق الحادثة بالفيديو وشهادة العديد من شهود العيان.

وقالت النيابة العامة لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأربعاء إن القضية كانت قد أغلقت سابقا بسبب “نقص الأدلة” وكذلك “عدم تعاون” الضحية، الذي لم يتمكن من تقديم شكوى بسبب خطورة إصاباته.

ومع ذلك، قالت النيابة العامة إن القضية أعيد فتحها الآن بعد أن تقدم الضحية بشكوى يوم الثلاثاء في مركز شرطة كريات أربع. وكانت الشرطة قد حققت بالفعل في الحادث في إجراءات استمرت حوالي ستة أشهر بعد الحادث الذي وقع في 13 أكتوبر.

وقد تم نقل التفاصيل إلى تايمز أوف إسرائيل في أعقاب طلب للحصول على معلومات حول وضع القضية، والتي تم نقل نتائج التحقيق فيها إلى النيابة العمة من قبل الشرطة لاتخاذ قرار في أواخر مارس.

وظهرت معلومات جديدة حول الحادث بسبب طلب الضحية، زكريا العدرا، لإصدار أمر تقييدي ضد مطلق النار، والذي يمكن الآن نشر اسمه، وهو نير يتسحاق، من سكان بؤرة مزرعة ماعون الاستيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، والتي تقع مباشرة فوق قرية العدرا، التواني.

ولم يتضح حتى الآن سبب دخول يتسحاق، وهو أحد أفراد فرقة الأمن المدنية لمزرعة ماعون، إلى قرية التواني.

زكريا العدرا، الذي أصيب برصاص مستوطن إسرائيلي وأصيب بجروح خطيرة في أكتوبر 2023، يعرض إصاباته في منزله في قرية التواني بالضفة الغربية، 31 مارس، 2024. (Jeremy Sharon/Times of Israel)

وأشارت القاضية موريا تشاركا من محكمة الصلح في القدس، التي استمعت لطلب العدرا بإصدار أمر تقييدي يوم الأربعاء، بشكل واضح في قرارها بمنح الأمر، إلى أن يتسحاق اعترف بأنه دخل عمدا إلى قرية التواني وانخرط بشكل نشط في المواجهة مع العدرا، مما يعني أن العدرا لم يكن هو من بدأ الحادث.

يظهر مقطع الفيديو للحادث، الذي التقطته منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية “بتسيلم،” يتسحاق مسلحا ببندقية هجومية وهو ينزل من منطقة حرجية إلى قرية التواني ويقترب من العدرا، الذي بقي ثابتا مكانه.

يضرب يتسحاق الجزء العلوي من جسم العدرا بفوهة بندقيته، مما أدى إلى تعثر الأخير ورجوعه إلى الوراء؛ ويرفع العدرا يده اليمنى لوقت قصير ردا على ذلك، ويبدو أنه كان يحمل حجرا، لكنه يخفض يده بعد ذلك؛ وفي اللحظة التالية يطلق يتسحاق رصاصة من مسافة قريبة على بطن العدرا.

وقد أشارت القاضية إلى ادعاء يتسحاق بأن العدرا “سعى إلى إلقاء الحجارة”، وأنه على خلفية اندلاع الحرب في أعقاب مذبحة حماس في السابع من أكتوبر قبل أيام قليلة من الحادث، فمن المحتمل أن يكون يتسحاق قد تصرف دفاعا عن النفس.

لكنها أشارت أيضا في قرارها إلى حقيقة مفادها أن يتسحاق لم يطلق رصاصة تحذيرية، وأنه استمر في حمل بندقيته الهجومية والقيام بدوريات لصالح فرقة أمن مزرعة ماعون على الرغم من إلغاء ترخيص سلاحه بعد الحادث.

وبناء على ذلك، قبلت القاضية طلب العدرا بإصدار أمر قضائي ضد يتسحاق يمنعه من دخول قرية التواني لمدة 180 يوما، ويمنعه من حمل السلاح، سواء بندقية هجومية من الجيش الإسرائيلي أو سلاح شخصي، طالما أن هناك قضية جنائية مفتوحة ضده.

وقالت إنها أصدرت هذا الحظر “على وجه الخصوص” لأن يتسحاق هو الذي بدأ المواجهة مع العدرا.

واستدعي العدرا يوم الثلاثاء إلى مركز شرطة كريات أربع لتقديم شكوى ضد يتسحاق، رغم أن والده وقريب آخر تقدما بشكوى باسمه في أكتوبر وقدما شهادتها كشاهدي عيان.

وقد أمضى العدرا 82 يوما في المستشفى بعد تعرضه لإطلاق النار، 60 منها في العناية المركزة، وهو يعاني من ضعف جسدي وألم نتيجة لإصاباته.

وأشار المحامي إيتان بيليغ الذي يمثل العدرا إلى أنه طلب من الشرطة الحضور إلى منزل العدرا في التواني لأخذ شكواه وشهادته هناك، لكنها لم تفعل ذلك.

ولم تصل الشرطة إلى مكان الحادث لجمع الأدلة، كما قال أحد أقارب العدرا لتايمز أوف إسرائيل في أبريل.

وعندما جاء العدرا إلى مركز الشرطة يوم الثلاثاء لتقديم الشكوى، تم استجوابه تحت طائلة التحذير بتهمة “رمي الحجارة” في حادثة 13 أكتوبر، وهو الآن قيد التحقيق.

كنيس يهودي في مستوطنة مزرعة ماعون غير القانونية في الضفة الغربية، 31 مارس، 2024. (Jeremy Sharon / The Times of Israel)

متحدث باسم منطقة يهودا بجنوب الضفة الغربية قال إن العدرا كان “أحد الذين قاموا بأعمال شغب وقام برشق الحجارة وبعد ذلك أطلق المواطن النار”.

وعندما أشير إلى أن العدرا لم يُشاهد وهو يرمي حجرا خلال الحادثة، قال المتحدث إنه “كان ينوي إلقاء حجر”.

وقالت النيابة العامة في بيان لتايمز أوف إسرائيل: “لقد تم إغلاق القضية منذ فترة طويلة بسبب نقص الأدلة، والذي نشأ جزء منه عن حقيقة أن الضحية الذي تم إطلاق النار عليه لم يتعاون مع الشرطة ولم يتوجه [إلى مركز الشرطة] للإدلاء بشهادته”.

وأضاف البيان “مؤخرا، طلب من خلال محاميه الإدلاء بأقواله. ولهذا السبب، تم فتح الملف وهو الآن في وضع تحقيق”.

وتابعة النيابة العامة “بعد أن تنتهي الشرطة من تحقيقها، سيتم إعادته إلينا لإجراء تقييم جديد واتخاذ قرار”.

لقد عانى العدرا من إصابات غيرت حياته نتيجة لإطلاق النار، وتم تركيب كيس فغر القولون له بسبب إصابات في أمعائه، وكان قد قال لتايمز أوف إسرائيل في شهر أبريل إنه يحتاج للمساعدة للوقوف بسبب الألم، وأن التحدث أو الضحك بصوت عال يسببان له الألم نتيجة الإصابات التي لحقت ببطنه وأضلاعه.

اقرأ المزيد عن