إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

بعد تأخير، الفلسطينيون يقولون إن المساعدات الغذائية الأولى بدأت توزع في غزة

يُتوقع أن يبدأ توزيع الخبز، حسبما يقول عامل إغاثة في غزة، لكن "الكميات الحالية هي نقطة في محيط" من الاحتياجات؛ الجيش الإسرائيلي يصدر أمر إخلاء واسع لشمال غزة

عمال يعملون داخل مخبز في دير البلح في وسط قطاع غزة، بعد أن سمحت إسرائيل بدخول مساعدات إنسانية محدودة إلى الأراضي الفلسطينية، 22 مايو 2025. (Eyad BABA / AFP)
عمال يعملون داخل مخبز في دير البلح في وسط قطاع غزة، بعد أن سمحت إسرائيل بدخول مساعدات إنسانية محدودة إلى الأراضي الفلسطينية، 22 مايو 2025. (Eyad BABA / AFP)

قال عمال إغاثة إن الدقيق والمساعدات الغذائية الأخرى ستبدأ في الوصول إلى بعض السكان الأكثر ضعفا في غزة يوم الخميس، حيث أكدت الأمم المتحدة أن منظمات الإغاثة ”جمعت وأرسلت“ حوالي 90 شاحنة من أصل 200 سمحت إسرائيل بدخولها هذا الأسبوع، لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن هذا العدد لا يكفي على الإطلاق لتعويض النقص الناجم عن الحصار المستمر منذ 11 أسبوعا.

وسمحت إسرائيل بدخول 100 شاحنة تحمل أغذية للأطفال ومعدات طبية إلى القطاع يوم الأربعاء، و90 شاحنة أخرى يوم الثلاثاء، وخمس شاحنات يوم الاثنين، بعد أن أعلنت عن أول تخفيف للقيود تحت ضغط دولي متزايد.

وقال ينس ليركي، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن الشاحنات التي دخلت تحمل أدوية ودقيق قمح ومواد غذائية.

وأضاف ليركي أن منظمات الإغاثة واجهت تحديات كبيرة في توزيع المساعدات بسبب انعدام الأمن ومخاطر النهب ومشاكل في التنسيق مع السلطات الإسرائيلية.

وقد بقيت معظم الإمدادات على الجانب الغزي من معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) مع إسرائيل، وأعلنت الأمم المتحدة يوم الأربعاء أن الطريق الذي عرضه عليها الجيش الإسرائيلي غير آمن وأنها تخشى من حدوث عمليات نهب، مما أدى إلى تأخير التوزيع.

منعت إسرائيل دخول جميع المساعدات إلى غزة منذ 2 مارس، بدعوى أن مساعدات إنسانية كافية دخلت القطاع خلال وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع قبل ذلك، وأن حماس تقوم بسرقة المساعدات، وقالت إن الحصار جزء من جهود للضغط على الحركة لإطلاق سراح العشرات من الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم.

فلسطينيون يتجمعون لتلقي وجبة ساخنة في مركز لتوزيع الطعام في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، 21 مايو 2025. (Eyad BABA / AFP)

وقالت الأمم المتحدة إن ربع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة معرضون لخطر المجاعة، وحذر بعض المسؤولين في الجيش الإسرائيلي القيادة السياسية من أن القطاع على شفا المجاعة.

وقال أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة لرويترز “بعض المخابز راح تستلم طحين اليوم لتبدأ في إنتاج الخبز، والتوزيع راح يبدأ بعدها خلال اليوم”.

وذكر أنه لم يدخل القطاع إلا 90 شاحنة فقط. وأوضح “أثناء وقف إطلاق النار كان في 600 شاحنة بيدخلوا غزة كل يوم، وهذا معناه إنه الكميات الحالية هي نقطة في محيط أو فعليا لاشيء”.

وأضاف أن المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ستتولى إنتاج الخبز ويقوم موظفو البرنامج بتوزيعه، وهو نظام محكم أكثر من ذي قبل عندما كانت المخابز تبيعه مباشرة للسكان بسعر أقل.

واستطرد الشوا يقول “الفكرة هي محاولة الوصول للعائلات الأكثر احتياجا والأمس حاجة للطعام، هذه فقط البداية”.

وقالت أم طلال المصري البالغة 53 عاما، وهي نازحة فلسطينية تعيش في أحد أحياء مدينة غزة، إن “الوضع لا يُحتمل”.

وأضافت لوكالة فرانس برس “لم يوزع علينا أحد أي شيء. الجميع ينتظرون المساعدات، لكننا لم نتلقَّ أي شيء”، مضيفة “بالكاد نتمكن من إعداد وجبة واحدة يوميا”.

فلسطينيون نازحون يمرون عبر وادي غزة في منطقة النصيرات في شارع الرشيد في 21 مايو 2025، في طريقهم من الشمال إلى الجنوب. (Ali Hassan/Flash90)

غارات وأوامر إخلاء جديدة

مع وصول أولى المساعدات منذ بدء الحصار، قالت السلطات الصحية المحلية التابعة لحركة حماس إن الغارات الإسرائيلية على غزة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 35 فلسطينيا في أنحاء القطاع يوم الخميس.

ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على هذه التقارير. وقد أكد الجيش مرارا وتكرارا أنه يستهدف البنية التحتية العسكرية والعناصر المسلحة ويسعى إلى تجنب سقوط ضحايا بين المدنيين.

وفي منتصف نهار الخميس، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا واسعا بإخلاء شمال قطاع غزة، في إطار هجومه الجديد ضد حماس.

في منشور على منصة X، دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، العقيد أفيخاي أدرعي، السكان الفلسطينيين في الشيخ زايد والسلاطين وبيت لاهيا وجباليا والبلدات القريبة إلى الإخلاء والتوجه جنوبا.

وحذر من أن الجيش يعمل “بقوة شديدة” في هذه المناطق، وأنها تُعتبر “مناطق قتال خطيرة”.

وأصدر الجيش تحذيرا مشابها لأجزاء من شمال غزة مساء الأربعاء، في ما وصفه بأنه رد على إطلاق صواريخ.

وقال إن ”قذيفة تم تحديدها وهي تعبر إلى إسرائيل من شمال قطاع غزة تم اعتراضها“ من قبل سلاح الجو. وأعلن لاحقا عن إطلاق ثلاث قذائف أخرى من شمال غزة، لكنه قال إن القذائف سقطت داخل القطاع الفلسطيني.

دبابات الجيش الإسرائيلي تتخذ مواقعها على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، 22 مايو 2025. (Jack GUEZ / AFP)

في بيت لاهيا على الطرف الشمالي من القطاع، أصابت قذيفة مدفعية مستودع أدوية داخل مستشفى العودة وأشعلت فيه النيران، حسبما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس يوم الخميس. وأضافت أن عمال الإنقاذ حاولوا إخماد الحرائق لساعات.

وقال مسعفون إن دبابات تمركزت خارج المستشفى، مما أدى بشكل فعلي إلى منع الوصول إلى المرفق.

نظام الرعاية الصحية في غزة بالكاد يعمل في خضم الحرب، مع تعطل معظم المرافق الطبية.

بدأت الحرب في غزة عندما اقتحم مسلحون بقيادة حركة حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وقتلوا نحو 1200 شخص واختطفوا 251 آخرين إلى قطاع غزة. ولا يزال 58 رهينة في الأسر، منهم 35 على الأقل لم يعودوا على قيد الحياة، وفقا لتقديرات إسرائيلية.

صورة ملتقطة من الجانب الإسرائيلي للحدود مع قطاع غزة تظهر مبانٍ مدمرة في الجزء الشمالي من القطاع الفلسطيني المحاصر، 22 مايو 2025. (Jack GUEZ / AFP)

وأفادت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس أن أكثر من 53 ألف فلسطيني قُتلوا في الحرب. ويشمل هذا العدد مئات القتلى من سكان غزة الذين قُتلوا في غارات شنتها إسرائيل منذ أن بدأت عملية عسكرية مكثفة جديدة الأسبوع الماضي.

ونشرت وزارة الصحة التي تديرها حماس يوم الخميس قائمة تضم 16,503 طفل ومراهق حتى سن 18 عاما تزعم أنهم قُتلوا كنتيجة مباشرة للحرب في غزة، أي نتيجة لإطلاق النار والقصف.

وتتضمن القائمة الكاملة الأسماء وأرقام الهوية وتواريخ الميلاد ومعلومات عن كيفية جمع البيانات المتعلقة بوفاتهم – إما من قوائم الضحايا في المستشفيات أو من المعلومات التي قدمتها أسرهم إلى الوزارة.

ولا يوجد تحقق مستقل من صحة هذه البيانات. وقد أشارت دراسات سابقة إلى وجود أخطاء ومغالطات في القوائم والأرقام التي نشرتها السلطات التي تسيطر عليها حماس في غزة، والتي لا تميز عادة بين المقاتلين والمدنيين، وتشمل، حسبما يُزعم، بعض القتلى الذين لقوا حتفهم جراء صواريخ فلسطينية أخطأت هدفها أو توفوا لأسباب طبيعية.

بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن حماس وجماعات مسلحة أخرى تستخدم بانتظام المراهقين الأكبر سنا كمقاتلين.

اقرأ المزيد عن