بعد الإفراج عنه، أقدم سجين أمني فلسطيني ينتقد حماس والثمن الذي دفعه الفلسطينيون في أعقاب 7 أكتوبر
مشيرا إلى عدد القتلى الفلسطينيين الكبير في الحرب، محمد الطوس (67 عاما) يقول لوسائل إعلام عربية إنه يحذر أحفاده من المقاومة المسلحة

تحدث السجين الأمني الفلسطيني المفرج عنه مؤخرا محمد الطوس عن مذبحة 7 أكتوبر التي نفذتها حماس في غزة في مقابلتين منفصلتين أجرتها معه وسيلتان إعلاميتان عربيتان في الأسبوع الماضي، مشيرا إلى التكلفة البشرية لحرب غزة التي تلت ذلك.
وقال السجين السابق (69 عاما) يوم الجمعة في مقابلة مع قناة “العربية” السعودية “اليوم، أقول لأحفادي ألا يسلكوا طريق الهجمات والمقاومة”، مضيفا “لا نريد أن تأتي حريتنا على حساب حياة أطفالنا”.
الطوس هو أكبر سجين أمني تم إطلاق سراحه حتى الآن في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
تم اعتقال الطوس، وهو عضو في حركة فتح الحاكمة في السلطة الفلسطينية، في عام 1985 بتهمة تنظيم هجمات ضد إسرائيليين في القدس ومحيطها. وقضى 40 عاما في السجن.
وقامت السلطات الإسرائيلية بترحيل الطوس إلى مصر بعد إطلاق سراحه في الجولة الثانية من صفقة التبادل، التي شهدت إطلاق سراح 200 سجين أمني فلسطيني مقابل الافراج عن أربع رهائن إسرائيليات. وكان واحدا من بين 121 سجينا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد تم إطلاق سراحهم في ذلك اليوم.
وكان الطوس من القلائل الذين اعتُقلوا قبل اتفاقية أوسلو عام 1993 ولم يتم الإفراج عنهم ضمن تلك الاتفاقية.
يوم الأربعاء، أجرت قناة “المشهد” الإخبارية الإماراتية مقابلة مع الطوس، انتقد فيها قيادة حماس عندما سئل عن هجوم 7 أكتوبر الذي أدى في النهاية إلى إطلاق سراحه.
وقال: “لو كنت أعرف ثمن حريتي، لكنت بقيت في السجن… يجب أن يكون القائد الذي يفكر في تنفيذ هجوم كبير مدركا للتكلفة. من غير المقبول أن يكون ثمن إطلاق سراحنا من السجن قطرة دم من طفل فلسطيني”.
وأضاف الطوس أنه التقى بالقيادي من الانتفاضة الثانية المسجون في إسرائيل مروان البرغوثي عدة مرات أثناء وجوده في السجن.
وقال لقناة “المشهد”: “التقيت بمروان البرغوثي أكثر من مرة، آخرها قبل عامين، وكان في حالة جيدة”.
البرغوثي، أحد الشخصيات البارزة في حركة فتح والذي يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد لتخطيطه لهجمات خلال الانتفاضة الثانية، يعتبره العديد من الفلسطينيين خليفة محتملا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وفي مقابلة أخرى أجرته معه يوم الجمعة صحيفة “ذي إندبندنت”، تحدث الطوس لصالح المفاوضات السياسية نحو حل الدولتين من أجل “منع إراقة الدماء على الجانبين”.
وحث على الوحدة داخل الحركة الوطنية الفلسطينية، داعيا حماس إلى المصالحة مع فتح وقبول قيادة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يبلغ من العمر الآن 89 عاما.