بعد إقالته من منصبه، غالانت يقول لعائلات الرهائن إن نتنياهو يبقي الجنود في غزة بلا داع
مع دخول الإقالة حيز التنفيذ، الولايات المتحدة تعرب عن قلقها من العواقب على التنسيق، وإدارة بايدن تشكك في تأكيدات نتنياهو بأنه لا يخطط لتطهير أوسع لرؤساء أجهزة الأمن
ذكرت تقارير أن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت أبلغ عائلات الرهائن المحتجزين في غزة أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه سبب للبقاء في القطاع، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يبقي الجنود في غزة “بسبب رغبته في البقاء هناك”.
وجاءت المحادثة قبل ساعات من دخول إقالته حيز التنفيذ مساء الخميس وتصويت الكنيست للموافقة على تعيين يسرائيل كاتس وزيرا جديدا للدفاع.
وبحسب تقرير للقناة 12، قال غالانت، الذي أقاله نتنياهو فجأة من منصبه ليلة الثلاثاء، للعائلات إن رئيس الوزراء هو الوحيد الذي يمكنه أن يقرر ما إذا كان سيوافق على صفقة الرهائن أم لا، وإنه “حاول وفشل” في التأثير على نتنياهو في هذا الشأن.
وقال غالانت إن “رئيس (جهاز الأمن العام) الشاباك ورئيس الأركان، وأعتقد رئيس الموساد، اتفقوا معي أيضًا”، وأوضح أنه أخبر نتنياهو أن “الظروف كانت مناسبة” للتوصل إلى اتفاق في يوليو، وأنه ورئيس الوزراء كانا في صراع حول شروط الاقتراح منذ ذلك الحين.
وقال وزير الدفاع المقال أنه ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يشككان في الادعاءات عن وجود مبررات أمنية أو دبلوماسية لإبقاء القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.
“أستطيع أن أخبركم بما لم يكن موجودا: الاعتبارات الأمنية. لقد قلت أنا ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي إنه لا يوجد سبب أمني للبقاء في محور فيلادلفيا”، قال حسبما ورد، في إشارة إلى الشريط الذي يمتد على طول الحدود بين غزة ومصر، والذي زعم نتنياهو إنه أحد المكاسب الاستراتيجية الرئيسية للحرب.
وأضاف، بحسب التقرير التلفزيوني الذي استند إلى روايات من عائلات حضرت الاجتماع: “قال نتنياهو إن [الاحتفاظ به] كان اعتبارًا دبلوماسيًا؛ وأنا أقول لكم إنه لم يكن هناك أي اعتبار دبلوماسي”. ونشرت وسائل إعلام عبرية أخرى روايات مماثلة عن الاجتماع وتعليقات غالانت.
ونقل عنه قوله “لم يتبق شيء يمكن فعله في غزة. لقد تحققت الإنجازات الكبرى”. وأضاف “أخشى أن نبقى هناك فقط لأن هناك رغبة في البقاء هناك”، في إشارة محتملة إلى إصرار نتنياهو المعلن على تحقيق النصر المطلق على حماس، وربما إلى دعوات اليمين المتطرف لاحتلال القطاع وإنشاء المستوطنات الإسرائيلية.
وقال غالانت أيضا إن فكرة أن إسرائيل يجب أن تبقى في غزة لخلق الاستقرار هي “فكرة غير مناسبة للمخاطرة بحياة الجنود من أجلها”.
أما فيما يتعلق بـ”اليوم التالي” للحرب، فقد أوضح غالانت لعائلات الرهائن أنه يعتقد أن “حكم إسرائيل لغزة سيكون سيئا”، وأن إسرائيل يجب أن تنشئ هيئة حاكمة “لا هي حماس ولا إسرائيل، وإلا فإننا سندفع ثمنا باهظا”.
وأضاف أنه “إذا لم يحدث هذا، فإن العملية ستستمر”، وستعرض المزيد من الجنود للخطر إذا أدت إلى بقاء إسرائيل لفترة طويلة في غزة.
وتسلط هذه التعليقات الضوء على الاختلافات بين غالانت، الذي أيد اتفاق وقف إطلاق النار لإعادة الرهائن إلى ديارهم، ونتنياهو، الذي رفض إنهاء الحرب كجزء من أي اتفاق.
الشراكة مع الولايات المتحدة
مع دخول إقالته حيز التنفيذ مساء الخميس، نشر غالانت رسالة وداع قال فيها إنه تحدث إلى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ليشكره “على شراكته والتزامه العميق بالتعاون الدفاعي بين بلدينا، وأمن دولة إسرائيل”.
وأشاد بواشنطن على “دعمها الاستثنائي” في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل.
“يشرفني أن أخدم بلدي والعمل معا على تعزيز الروابط بين بلدينا. علاقاتنا حيوية لأمن وازدهار دولة إسرائيل والشعب اليهودي”، كتب على (إكس).
As I complete my role as Israel’s Minister of Defense, I spoke this evening with my friend, U.S. @secdef Lloyd Austin. I expressed my deep appreciation to the Secretary for his partnership and deep commitment to the defense cooperation between our countries, and to the security… pic.twitter.com/SHJBHOynAk
— יואב גלנט – Yoav Gallant (@yoavgallant) November 7, 2024
وكان غالانت يعتبر قناة التواصل الرئيسية بين إدارة بايدن وإسرائيل في ظل التوترات المتكررة مع نتنياهو.
وفي أعقاب إقالة غالانت، أبلغ نتنياهو إدارة بايدن أنه لا يخطط لتطهير أوسع للقيادات الأمنية الإسرائيلية، حسبما قال مسؤولان أمريكيان لموقع “أكسيوس” الإخباري.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن نتنياهو يخطط لإقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار.
وذكر تقرير “أكسيوس” أن المسؤولين الأميركيين غير واثقين من صدق تصريحات نتنياهو.
وأعربوا أيضا عن قلقهم من أن التنسيق بشأن الحروب في غزة ولبنان، ومواجهة الهجوم الإيراني المتوقع، قد يتعطل بسبب قرار إقالة غالانت.
وقال مسؤول في إدارة بايدن لوكالة أكسيوس: “لا يزال أمامنا الكثير من الأمور التي يتعين علينا القيام بها في الشهرين المقبلين. ليس لدينا علاقة مع كاتس، ونحن قلقون من أن الأمر سيكون أكثر صعوبة الآن”.
وأعلن نتنياهو الثلاثاء إقالة غالانت، الذي أقاله في مارس 2023 فقط ليتراجع عن هذه الخطوة في ظل احتجاجات حاشدة.
وأعلن رئيس الوزراء نتنياهو أن وزير الخارجية يسرائيل كاتس سيحل محل غالانت في منصب وزير الدفاع، فيما سيصبح جدعون ساعر وزيرا للخارجية.
ومن المقرر أن يقام حفل متواضع لتسليم منصب وزير الدفاع صباح الجمعة.
واتهم سياسيون معارضون رئيس الوزراء بالتركيز على السياسة على حساب أمن إسرائيل. لكن المنتقدين اعتبروا هذه الخطوة إلى حد كبير مدفوعة باعتبارات سياسية، بما في ذلك الجهود الرامية إلى تمرير تشريع يعفي الذكور الحريديم من الخدمة العسكرية الإلزامية، والذي عارضه غالانت.
وشهدت ليلة الأربعاء اليوم الثاني على التوالي من الاحتجاجات في القدس ومناطق أخرى في أنحاء البلاد ضد إقالة غالانت.