بعد أن ردت حماس على عرض الهدنة بمطالب جديدة، ويتكوف يصف الرد بأنه ”غير مقبول على الإطلاق“
الحركة تطالب بهدنة لمدة تصل إلى 7 سنوات، وتعديلات بشأن ”الضمانات الأمريكية، وتوقيت إطلاق سراح الرهائن، وتسليم المساعدات، وانسحاب القوات الإسرائيلية“؛ إسرائيل تعتبر التعديلات رفضا

ردت حركة حماس يوم السبت على أحدث مقترح قدمه المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، بتعديلات ومطالب، مما دفع الوسيط إلى انتقاد الموقف ووصفه بأنه ”غير مقبول على الإطلاق ولا يؤدي إلا إلى إعادة الأمور إلى الوراء“.
وقال مسؤول في حماس، تحدث إلى وكالة “أسوشيتد برس” شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المحادثات، إن التعديلات المقترحة تركز على ”الضمانات الأمريكية، وتوقيت إطلاق سراح الرهائن، وتسليم المساعدات، وانسحاب القوات الإسرائيلية“.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات لـ” تايمز أوف إسرائيل” إن رد حماس تضمن مطلبا من شأنه أن يجعل من الصعب على إسرائيل استئناف القتال إذا لم تكتمل المحادثات حول وقف إطلاق نار دائم بحلول نهاية الهدنة التي تستمر 60 يوما. وتتصور المقترحات المحدثة التي قدمتها حماس الإفراج عن الرهائن العشرة على مدار فترة الهدنة البالغة 60 يوما، بدلا من الإفراج عنهم على دفعتين في اليوم الأول والسابع، كما توخى العرض الأمريكي.
وقال المصدر إن هذا التغيير يهدف إلى منع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من التخلي عن محادثات وقف إطلاق النار الدائم بعد إطلاق سراح الرهائن العشرة أو رفض المشاركة في المحادثات تماما، كما فعل خلال وقف إطلاق النار السابق في يناير.
وقال المسؤول الإسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن حماس طالبت أيضا بوقف إطلاق نار يستمر لمدة تصل إلى سبع سنوات.
وقال ويتكوف: ”على حماس أن تقبل الاقتراح الإطاري الذي طرحناه كأساس للمحادثات غير المباشرة، والتي يمكن أن نبدأها على الفور في الأسبوع المقبل“.
@POTUS @VP @SecRubio @SecDef @CIADirector @DNIGabbard @SusieWiles @USAmbIsrael @StephenM @PressSec @StevenCheung47 @lightstonea @LindseyGrahamSC
I received the Hamas response to the United States’ proposal. It is totally unacceptable and only takes us backward.
Hamas should…
— Office of the Special Envoy to the Middle East (@SE_MiddleEast) May 31, 2025
وأضاف: ”هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما في الأيام المقبلة، بحيث يعود نصف الرهائن الأحياء ونصف المتوفين إلى عائلاتهم، ويمكننا إجراء مفاوضات جوهرية بحسن نية في محادثات تقريب في محاولة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار“.
ينص اقتراح ويتكوف على أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق بشأن معايير الانسحاب الجزئي لإسرائيل من غزة خلال الهدنة التي تستمر 60 يوما. كما ينص على إجراء مفاوضات أخرى خلال الهدنة حول تسوية محتملة لإنهاء الحرب.
وقال مسؤول إسرائيلي للصحفيين، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن القدس تعتبر رد حماس على الاقتراح ”رفضا فعليا“.

وقال باسم نعيم، أحد كبار مسؤولي حماس، لوكالة “رويترز” إن الحركة لم ترفض الاقتراح، زاعما أن رد إسرائيل يتعارض مع ما وافقت عليه الحركة.
وأضاف أن موقف ويتكوف تجاه الحركة ”يخالف العدالة“ ويظهر ”انحيازا كاملا“ تجاه إسرائيل.
وقد تم إرسال أحدث اقتراح أمريكي إلى حماس في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن وقّع عليه كبير المفاوضين الإسرائيليين، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وقال مصدر مطلع على العملية لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ إن الوسطاء العرب لا يزالون يعملون مع الحركة لتخفيف بعض التعديلات التي طالبت بها.
في بيان صدر يوم السبت، قالت حماس إنها تسعى إلى وقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي شامل من غزة – وهي مطالب رفضتها الحكومة الإسرائيلية إلى حد كبير في هذه المرحلة – وضمان تدفق المساعدات.
وفي رده على حماس، قال مكتب رئيس الوزراء: ”بينما وافقت إسرائيل على إطار ويتكوف المحدث لإطلاق سراح مختطفينا، تواصل حماس التمسك برفضها“.
وكرر مكتب رئيس الوزراء ما جاء في بيان ويتكوف، قائلا: ”هذا أمر غير مقبول ويؤدي إلى تراجع العملية“.
وقال: ”ستواصل إسرائيل جهودها لإعادة مختطفينا إلى الوطن وهزيمة حماس“.
وأفادت القناة 12 أن مسؤولين إسرائيليين مشاركين في المحادثات أبلغوا عائلات الرهائن يوم السبت أن اقتراح ويتكوف، إذا تم تنفيذه، سيؤدي في النهاية إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس، ولن يكون مجرد اتفاق جزئي لبعض الرهائن.
يوجد حاليا 58 رهينة محتجزين في غزة، بما في ذلك جثث 35 على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم، و20 رهينة يُعتقد أنهم على قيد الحياة. وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم البالغ إزاء سلامة ثلاثة آخرين.
يوم الجمعة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الوسطاء ”قريبون جدا“ من التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس. وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: ”سنبلغكم بذلك خلال اليوم أو ربما غدا، ولدينا فرصة لتحقيق ذلك“.
وعندما سئل في وقت لاحق يوم الجمعة عما إذا كان يعتقد أن حماس ستقبل الاقتراح، قال ترامب: ”أعتقد أنهم يريدون ذلك – يريدون الخروج من هذه الفوضى“.
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ إن حماس تشعر بخيبة أمل من الاقتراح، لأنه لا يزال يمنح إسرائيل خيار استئناف القتال في نهاية الهدنة المؤقتة.
وفي حين أبلغ نتنياهو عائلات الرهائن يوم الخميس أنه يؤيد بشكل مبدئي الاتفاق المطروح، إلا أنه لم يعرضه بعد على مجلس الوزراء للموافقة عليه، كما أبدى عدة أعضاء من اليمين المتطرف في ائتلافه معارضتهم له.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الجمعة إن حماس يجب أن توافق على الاقتراح أو أنها ستُدمر. ”سيُجبر قتلة حماس الآن على الاختيار: إما قبول شروط ’اتفاق ويتكوف‘ لإطلاق سراح المختطفين، أو الفناء“، على حد تعبيره.
وقد أكدت إسرائيل مرارا وتكرارا أن تدمير الحركة هو أحد الأهداف الرئيسية للحرب.
ولم تحقق المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 20 شهرا في غزة أي تقدم يذكر حتى الآن، حيث استأنفت إسرائيل عملياتها في مارس بعد هدنة قصيرة. وتعد الأوضاع على الأرض بالنسبة للمدنيين في غزة مزرية، حيث حذرت الأمم المتحدة من أن جميع السكان معرضون لخطر المجاعة.
وفقا لنسخة من أحدث مقترحات ويتكوف، التي أكد مصدران مطلعان على المفاوضات صحتها لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ ، ستطلق حماس سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء محتجزين في غزة وتعيد جثث 18 رهينة متوفين خلال وقف إطلاق نار يستمر لمدة 60 يوما.
في المقابل، ستفرج إسرائيل عن 125 فلسطينيا مدانين بالإرهاب يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، و1111 فلسطينيا من سكان غزة المعتقلين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، و180 جثة لفلسطينيين تحتجزهم إسرائيل حاليا.
كما سينسحب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق التي ينتشر فيها حاليا، على أن يتم تحديد معايير الانسحاب ”خلال مفاوضات تقريب“.
وقال وزير الخارجية غدعون ساعر يوم السبت إن حماس هي المسؤولة عن استمرار الحرب.
وكتب ساعر في منشور باللغة الإنجليزية على منصة X: ”حماس هي التي بدأت هذه الحرب بمذبحة 7/10 وهي المسؤولة عن استمرارها برفضها الإفراج عن مختطفينا ونزع سلاحها“.
وأضاف: ”إذا أرادت فرنسا وبريطانيا التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فيجب الضغط على حماس التي تواصل رفضها، بدلا من مهاجمة إسرائيل التي ردت بالإيجاب“، في إشارة إلى الانتقادات المتزايدة من أوروبا بشأن الحرب.