بعد أسبوع من وقوع الحادثة، نتنياهو يصف مقتل إياد الحلاق برصاص الشرطة ’بالمأساة’
رئيس الوزراء يقول إنه تم الاشتباه بالشاب الفلسطيني الذي كان مصابا بالتوحد ’دون وجه حق’ عندما تعرض لإطلاق النار، وإنه يتوقع ’تدقيقا كاملا’ في الحادثة

تطرق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد لأول مرة لحادثة مقتل شاب فلسطيني مصاب بالتوحد برصاص الشرطة الإسرائيلية يوم الأحد الماضي، واصفا وفاة إياد الحلاق بالـ”مأساة”.
وقال نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة: “ما حدث مع إياد الحلاق كان مأساة. إنه شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، مصاب بالتوحد، تم الاشتباه به دون وجه حق، ونحن نتوقع تدقيق كاملا في الحادثة. إننا نشارك العائلة حزنها – ويشمل ذلك الجمهور الإسرائيلي بكامله وكذلك الحكومة الإسرائيلية بكاملها”.
في جلسة الحكومة التي عُقدت يوم الأحد الماضي، أعرب وزير الدفاع بيني غانتس عن أسفه على حادثة إطلاق النار على الحلاق وعن ثقته بإجراء تحقيق سريع في الحادثة، بينما التزم رئيس الوزراء الصمت في المسألة.
وقُتل الحلاق (32 عاما) بعد تعرضه لإطلاق النار في البلدة القديمة بمدينة القدس في نهاية الأسبوع الماضي عندما كان في طريقه إلى مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة كان يدرس فيها. وقالت الشرطة إنه بدا أنه يحمل سلاحا، لكن الحلاق كان يحمل هاتفه المحمول فقط – كما قال والده لوسائل الإعلام – ولم يفهم كما يبدو أوامر عناصر الشرطة له بالتوقف عند مروره بالقرب من باب الأسباط.
وقالت مرشدته، التي كانت شاهدة على الحادثة، للصحافيين إن الحلاق فر على الأقدام واختبأ، حيث أطلقت عليه النار سبع مرات على الأقل.

في الأسبوع الماضي وافقت محكمة الصلح في القدس على طلب الشرطة حظر نشر محضر من جلسة بشأن التماس تقدمت به عائلة الحلاق طلبت فيه نشر مقاطع التقطتها كاميرات المراقبة تظهر تعرضه لإطلاق النار من قبل الشرطة في البلدة القديمة.
وكانت عائلة الحلاق قد قدمت الالتماس في وقت سابق من الأسبوع، كما طلبت من القاضي إجبار وحدة التحقيقات مع أفراد الشرطة التابعة لوزارة العدل على تأكيد قيامها بجمع المقاطع التي التقطتها كاميرات المراقبة، حيث تخشى العائلة من عدم قيام سلطات تطبيق القانون باستخدام المقاطع في التحقيق في الحادثة التي وقعت في 30 مايو.
يوم الإثنين قالت عائلة الحلاق أنها لا تتوقع من إسرائيل اتخاذ أي إجراءات ضد رجال الشرطة المسؤولين عن مقتل ابنها لأن الضحية فلسطيني.
وأفادت تقارير في وسائل إعلام عبرية أن الشرطييّن المتورطيّن في الحادث قدما روايات متضاربة بشأن ما حدث، حيث قال القائد للمحققين إنه أمر مرؤوسه بوقف إطلاق النار، وهو أمر لم يتم اتباعه، كما قال، بحسب ما ذكرته تقارير في وسائل إعلام عبرية. ونفى الشرطي رواية قائده.
وخضع الإثنان للتحقيق تحت طائلة التحذير، وتم وضع الشرطي رهن الحبس المنزلي، وإطلاق سراح قائده تحت شروط تقييدية.

ويدرس المحققون فيما إذا كان الحلاق قد تعرض لإطلاق النار بعد أن لجأ إلى غرفة القمامة فقط، وليس خلال المطاردة. وقال شهود عيان إنه تم إطلاق سبع رصاصات على الأقل باتجاهه.
وقالت مرشدة الحلاق لوسائل إعلام إسرائيلية إنها أبلغت رجال الشرطة بأن الشاب معاق ولا يفهم أوامرهم، لكنهم تجاهلوا نداءاتها كما قالت على الرغم من صراخه المتكرر “أنا معها، أنا معها”.
وقد أعرب أمير أوحانا، وزير الأمن العام الجديد الذي يشرف على الشرطة، عن أسفه على مقتل الحلاق وتعهد بالتحقيق في الحادثة، ولكن قال إنه من السابق لأوانه “إصدار حكم” على رجال الشرطة المتورطين فيها، مشيرا إلى أنهم “مطالبون باتخاذ قرارات مصيرية في غضون ثوان في منطقة غارقة بالهجمات الإرهابية، والتي يوجد فيها خطر مستمر على الأرواح”.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد.