بعد أسابيع من الأمل، المحادثات بشأن الرهائن تصل إلى طريق مسدود دون وجود مسار واضح للمضي قدما
لا يتواجد مفاوضون إسرائيليون في القاهرة أو الدوحة، بينما يلقي مسؤولون باللائمة على حماس لرفضها تسليم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء؛ إلغاء جلسة للمجلس الوزاري الأمني المصغر بينما يتعافى رئيس الوزراء من جراحة خضع لها
بعد أسابيع من التفاؤل بشأن فرص التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى قيام حماس بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين قطاع غزة، وصلت المحادثات إلى طريق مسدود، وفقا لعدد من المسؤولين الإسرائيليين.
وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي ل”تايمز أوف إسرائيل” إنه لا توجد حاليا مجموعات عمل إسرائيلية في قطر أو مصر، ولا توجد خطط لإرسال مجموعات كهذه.
قبل أسبوع، عاد فريق التفاوض الإسرائيلي متوسط المستوى الذي كان في قطر لعدة أيام إلى إسرائيل. وتحدث مكتب رئيس الوزراء آنذاك عن “أسبوع مفيد” من المحادثات، ولكن لم تكن هناك مؤشرات تذكر على إحراز تقدم منذ ذلك الحين.
وبينما يتعافى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من جراحة خضع لها في وقت سابق من هذا الأسبوع، تم إلغاء اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) الذي كان من المقرر عقده ليلة الخميس، حسبما قال مساعدان لاثنين من الوزراء في المنتدى لتايمز أوف إسرائيل. وقال أحد المساعدين إن اجتماعا كان من المقرر أن يناقش “اليوم التالي” لحماس في غزة من المرجح أن يلغى.
وتواصل حماس رفضها تزويد إسرائيل بقائمة بأسماء الرهائن الأحياء المحتجزين في غزة، وفقا لعدد من المسؤولين الإسرائيليين.
وقالت الحركة إنها لا تستطيع جمع القائمة مع استمرار القتال، واقترحت بحسب تقارير أن توافق إسرائيل على وقف لإطلاق النار لمدة سبعة أيام يسمح لها بتجميع أسماء الرهائن الذين يمكنها إطلاق سراحهم في صفقة محتملة.
خلال وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يستمر لمدة أسبوع، لن يتم إطلاق سراح أي رهائن، ولكن سيسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة وسيظل النازحون من غزة ممنوعين من العودة إلى الجزء الشمالي من القطاع، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، التي استبعدت أن توافق إسرائيل على الاقتراح.
متحدثا يوم الأربعاء خلال زيارة إلى مدينة نتيفوت في جنوب البلاد، هدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس حماس بـ “”ضربات بقوة لم تشهدها غزة منذ فترة طويلة” إذا لم تطلق الحركة سراح الرهائن وواصلت إطلاق النار على البلدات الإسرائيلية.
في منتصف ليلة رأس السنة الميلادية، أطلقت حماس صاروخين على مدينة نتيفوت، دون التسبب في وقوع أضرار أو إصابات.
وقال كاتس إن “جيش الدفاع سيكثف أنشطته ضد أوكار الإرهاب في غزة حتى إطلاق سراح المختطفين والقضاء على حماس”، وناشد سكان غزة “الانتفاض ضد منظمة حماس القاتلة، التي تستخدمكم أيضا كدروع بشرية، وإطلاق سراح المختطفين، لمنع المعاناة وإنهاء الحرب”.
يوم الأربعاء أيضا، أغلق أقارب الرهائن طريق أيالون السريع في تل أبيب للمطالبة بالتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار والافراج عن الرهائن. وعرضت العائلات لافتة كبيرة كُتب عليها “أبدا مرة أخرى الآن” ورفعت صور أحبائها.
وفي ما يتعلق بالمفاوضات، فإن إسرائيل لا تقبل ادعاء حماس بعدم قدرتها على تقديم القائمة. وأشار المسؤولون إلى حقيقة أن حماس تمكنت من تحديد موقع رهائن محددين وتصوير مقاطع فيديو لهم مؤخرا عندما كان ذلك مناسبا لأغراضها.
في الشهر الماضي، نشرت حماس مقطع فيديو لماتان تسانغاوكر (25 عاما)، يدعو فيه الجمهور الإسرائيلي إلى مواصلة الاحتجاجات دعما للاتفاق مع حماس. والدته، عيناف تسانغاوكر، هي شخصية بارزة في عائلات الرهائن وتضغط علنا على نتنياهو لإبرام صفقة مع حماس.
وكانت حماس قد نشرت الأسبوع الماضي شريط فيديو دعائي يظهر علامات حياة من الرهينة عيدان ألكسندر (20 عاما) وهو مواطن أميركي. وقال مسؤولون إسرائيليون لتايمز أوف إسرائيل إنهم لا يرون أن نشر مقطع فيديو يظهر مواطنا أميركيا هو محض صدفة، مجادلين بأن حماس تحاول ممارسة ضغوط إضافية على إسرائيل من واشنطن.
ويأتي الركود في المحادثات بعد أسابيع من الإشارات الإيجابية من إسرائيل ودول الوساطة. وجاءت الكثير من التوقعات بإحراز تقدم من الافتراض بأن تخلي حزب الله عن هجماته على إسرائيل في الشمال وقبوله بوقف إطلاق النار من شأنه أن يترك حماس معزولة؛ وأن انتخاب دونالد ترامب سيدفع الجانبين إلى إتمام الصفقة قبل عودته إلى البيت الأبيض؛ وأن مقتل العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر يحيى السنوار سيسمح للقادة الأقل تعصبا في حماس بالتوصل إلى اتفاق.
وفي منتصف ديسمبر، أفادت تقارير أن كاتس أخبر مشرعين في الكنيست أن إسرائيل “أقرب من أي وقت مضى” من التوصل إلى اتفاق. كما نقلت قناة “الشرق” الإخبارية السعودية عن قيادي في حماس لم يذكر اسمه قوله إن الجانبين “أقرب من أي وقت مضى” من التوصل إلى اتفاق – “إذا لم يعرقله نتنياهو”.
وقال مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه لصحيفة “يسرائيل هيوم” إن اتفاقا لوقف إطلاق النار والافراج عن الرهائن من المرجح أن يتم الانتهاء منه بحلول عيد الحانوكا، الذي بدأ في 25 ديسمبر.
وقد زار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إسرائيل في 12 ديسمبر للدفع نحو التوصل إلى اتفاق، وأدلى بأقوال مماثلة: “لقد شعرت اليوم من رئيس الوزراء بأنه مستعد للتوصل إلى اتفاق. وعندما أذهب إلى الدوحة والقاهرة، سيكون هدفي هو أن نضع أنفسنا في وضع يمكننا من إتمام هذه الصفقة هذا الشهر، وليس في وقت لاحق”.
وأضاف سوليفان “بإمكاننا القول إن هناك المزيد من التفاؤل في الأجواء”.
وقال “لم أكن لأكون هنا اليوم إذا اعتقدت أن هذا الأمر سينتظر إلى ما بعد 20 يناير”.
لكن وسطاء عرب قالوا لصحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الثلاثاء إن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود حيث يصر الجانبان على مطالب لن يقبلها الطرف الآخر، ومن غير المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن.
ووفقا للتقرير، تصر إسرائيل على إطلاق سراح الرهائن الأحياء فقط في المرحلة الأولى من صفقة محتملة، في حين تصرت حماس على أن يشمل الرهائن الثلاثين الأوائل الذي سيتم إعادتهم جثثا. كما عادت الحركة أيضا إلى مطالبتها بأن يؤدي الاتفاق إلى وقف دائم للقتال، وهو ما ترفض إسرائيل الالتزام به.
وفي ليلة الثلاثاء، كرر الرئيس الأميركي المنتخب ترامب تحذيره لحماس بإطلاق سراح الرهائن وقال “من الأفضل أن يسمحوا للرهائن بالعودة قريبا”.
وتعتقد إسرائيل أن الضغط الذي يمارسه ترامب قد يكون له تأثير على المحادثات المتعثرة. ويأمل المسؤولون أن يوضح ترامب لقطر وتركيا – الدولتين اللتين تستضيفان قادة حماس السياسيين – أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فسوف تدفعان الثمن.
تعتقد إسرائيل أن 96 من أصل 251 رهينة اختطفهم مسلحو حماس في 7 أكتوبر 2023، ما زالوا في القطاع، وهو رقم يشمل جثث 34 رهينة على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وأفرجت حماس عن 105 مدنيين خلال هدنة نوفمبر الماضي، كما أفرجت عن أربع رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات الإسرائيلية ثماني رهائن أحياء، وتم استعادة جثث 38 من المختطفين، من بينهم ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.
وتحتجز حماس أيضا مدنييّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جندييّن إسرائيلييّن قُتلا في عام 2014.