نبيه بري يرفض خطة الجيش الإسرائيلي للبقاء في 5 مواقع في لبنان بعد موعد الانسحاب، بينما تدعمها الولايات المتحدة
رئيس البرلمان يقول إنه ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء يصرون على الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي بحلول يوم الثلاثاء، لكن مسؤول ترامب يشير إلى أن إسرائيل قد تبقى في خمسة مواقع حاسمة لمحاربة حزب الله
قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الخميس إن بيروت رفضت طلب إسرائيل البقاء في خمسة مواقع في جنوب لبنان بعد الموعد النهائي للانسحاب في 18 فبراير، في حين بدا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدعم طلب القدس.
تصاعدت المخاوف قبل الموعد النهائي للهدنة الهشة، التي تم التوصل إليها في نوفمبر 2024، والتي أنهت أكثر من عام من القتال، بما في ذلك حرب شاملة قصيرة، بين إسرائيل وحزب الله، بعد أن بدأت المنظمة في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على اسرائيل في 8 أكتوبر 2023 تضامناً مع حركة حماس، التي هاجمت إسرائيل في اليوم السابق.
وبموجب الاتفاق، كان من المقرر أن ينتشر الجيش اللبناني في الجنوب إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مع انسحاب الجيش الإسرائيلي خلال فترة 60 يوما، والتي تم تمديدها حتى 18 فبراير. وكان من المفترض أيضا أن يغادر حزب الله المدعوم من إيران مواقعه في الجنوب، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، خلال تلك الفترة.
واتهمت إسرائيل لبنان بالفشل في الوفاء بالتزاماته بالانتشار في المنطقة، مما سمح لحزب الله بالحفاظ على وجوده هناك أو تجديده، وقدمت طلبا للحفاظ على وجودها هناك ردا على ذلك.
بعد استقباله الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز والسفيرة الاميركية لدى بيروت ليزا جونسون، قال بري: “الاميركيون أبلغوني أن الاحتلال الإسرائيلي سينسحب في 18 شباط (فبراير) من القرى التي ما زال يحتلها، ولكنه سيبقى في خمس نقاط”.
وأضاف في حديث لصحافيين، وفق ما نقل مكتبه الاعلامي: “أبلغتهم باسمي وباسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة رفضنا المطلق لذلك… رفضت الحديث عن أي مهلة لتمديد فترة الإنسحاب ومسؤولية الأميركيين أن يفرضوا الانسحاب”.

وتشرف الولايات المتحدة وفرنسا على آلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار في إطار لجنة خماسية تضم كذلك لبنان وإسرائيل وقوة الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل).
من جهتها، أشارت إدارة ترامب الخميس إلى أنها تدعم بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في خمسة مواقع استراتيجية في جنوب لبنان بعد الموعد النهائي للانسحاب في 18 فبراير.
وقال مسؤول في إدارة ترامب في بيان لصحيفة تايمز أوف إسرائيل: “ترى الولايات المتحدة أن لدى الرئيس جوزيف عون فرصة فريدة من نوعها لقيادة لبنان بعيدًا عن قبضة حزب الله وإيران، ونحن نعتقد أن الرئيس عون لديه التفويض للقيام بذلك”.
وأضاف أن “الاختبار الأول لذلك هو ما إذا كانت القوات المسلحة اللبنانية تنفذ فعليا نص اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه لبنان في نوفمبر 2024 لمواجهة جهود حزب الله لإعادة فرض نفسه”.
وقال المسؤول في إدارة ترامب إن “الوجود الإسرائيلي في النقاط الخمس يؤثر بشكل مباشر على ما إذا كانت حكومة لبنان ستفعل في نهاية المطاف ما وعدت به”، مشيرا إلى أن الوجود الإسرائيلي المستمر في تلك المواقع الخمس سيساعد في الجهود المبذولة لمنع إعادة تنظيم صفوف حزب الله في جنوب لبنان.
وأضاف: “على عكس إدارة بايدن، لن نجري تقييم على منحنى”، في إشارة إلى أن البيت الأبيض السابق كان متساهلاً للغاية فيما يتعلق بالجهود المبذولة لمكافحة حزب الله.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أكد وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في مقابلة مع وكالة بلومبرغ نية إسرائيل البقاء في النقاط الخمس.
ولم يذكر ديرمر، المقرب من نتنياهو، المدة التي ستبقى فيها القوات، لكنه “أشار إلى أن القوات الإسرائيلية لن تُسحب في الأمد القريب”.
وجاءت تعليقاته بعد تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة وافقت على هذه الخطوة، على الرغم من رفضها في البداية لتمديد الموعد.
“الوفاء بالالتزامات”
أعلن رئيس الوزراء اللبناني السبت تشكيل حكومة جديدة، مع إضعاف حزب الله المدعوم من إيران الذي هيمن على البلاد لفترة طويلة، منهيًا أكثر من عامين تحت حكومة تصريف أعمال.
وفي نيويورك، قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الخميس، خلال ايجاز صحافي “نواصل حضّ اسرائيل ولبنان على الوفاء بالتزاماتهما في ما يتعلق بتفاهم وقف الأعمال العدائية”.
وشدّد على أن “التقدم المستمر في إعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية وانسحاب القوات الإسرائيلية أمر ملح”، معتبرا أنه “يتعين على الطرفين تجنب أي عمل من شأنه أن يزيد من التوترات ويعرض المدنيين للخطر ويزيد من تأخير عودتهم إلى مدنهم وقراهم” على جانبي الحدود.
وأضاف: “تواصل الأمم المتحدة حضّ الجانبين على التنفيذ الكامل للقرار 1701 كمسار شامل نحو السلام والأمن والاستقرار على المدى الطويل على جانبي الخط الأزرق”.
وكان يشير إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي أنهى حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
وبموجب القرار 1701، لا يجوز إلا للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الانتشار في جنوب لبنان، كما ينص القرار إلى إبعاد حزب الله شمال نهر الليطاني، على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية.
وفي وقت متأخر من مساء الخميس، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارات جوية استهدفت منشآت لحزب الله في جنوب لبنان، والتي ذكرت وسائل إعلام لبنانية أنها وقعت بالقرب من بلدتي يحمر ودير سريان.
غارتان اسرائيليتان استهدفتا مجرى نهر الليطاني بين بلدتي يحمر ودير سريان pic.twitter.com/kJwDn2DZIi
— هنا لبنان (@thisislebnews) February 13, 2025
وقال الجيش الإسرائيلي إن المواقع التي ضربتها الطائرات المقاتلة كانت تستخدم من قبل حزب الله لتخزين الأسلحة والقاذفات وكانت “تشكل تهديدا مباشرا للجبهة الداخلية الإسرائيلية”.
وقال الجيش أيضا إن عمليات حزب الله في المواقع “تشكل انتهاكا صارخا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”.