بريطانيا تشير إلى أنها قد تعتقل نتنياهو تماشيا مع المذكرة الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، والمجر تدعوه للزيارة
إيرلندا تتعهد هي أيضا باعتقال رئيس الوزراء إذا قام بالزيارة؛ ألمانيا وفرنسا تصدران بيانات تشير إلى القرار دون الإشارة إلى ما إذا كانتا ستلتزمان به؛ فريق ترامب يخطط بحسب تقرير لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
أشارت بريطانيا وإيرلندا يوم الجمعة إلى أنه قد يتم اعتقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تماشيا مع مذكرة اعتقال أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية إذا قام بزيارة إلى البلدين، في حين رفضت إسرائيل وحلفاؤها، بما في ذلك الولايات المتحدة والمجر، قرار المحكمة بإصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء ووزير دفاعه السابق.
وقالت دول غربية أخرى أيضا إنها ستلتزم بقرار المحكمة الجنائية الدولية، الذي أُعلن عنه يوم الخميس، بإصدار مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة في غزة.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الجمعة إن “بريطانيا ستحترم دائما التزاماتها القانونية على النحو المنصوص عليه في القانون المحلي والقانون الدولي”.
وردا على سؤال مباشر حول ما إذا كان سيتم اعتقال نتنياهو، قال المتحدث: “لن أتحدث عن حالات محددة”.
بريطانيا هي واحدة من الدول الأعضاء الـ 124 في المحكمة الجنائية الدولية التي يُحظر على نتنياهو وغالانت دخولها فعليا. وانتقدت إسرائيل والولايات المتحدة، وكلاهما ليستا عضوين في المحكمة، قرار إصدار مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قد أعلن في شهر مايو أنه يسعى لاعتقال نتنياهو وغالانت، بالإضافة إلى ثلاثة من قادة حركة حماس الذين قُتلوا منذ ذلك الحين. في ذلك الوقت، هاجمت الإدارة الأميركية خان، قائلة إنه فشل في منح إسرائيل الفرصة للتحقيق في هذه المزاعم.
في وقت سابق الجمعة، قال رئيس الوزراء الايرلندي سيمون هاريس إنه سيتم اعتقال نتنياهو إذا وصل إلى هناك.
وردا على سؤال لهيئة البث الإيرلندية الرسمية RTE عما إذا كانت أيرلندا ستعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي إذا جاء إلى أيرلندا، قال هاريس: “نعم، بالتأكيد”.
وأضاف: “نحن ندعم المحاكم الدولية ونطبق أوامرها”.
تدهورت العلاقات بين أيرلندا وإسرائيل منذ اعتراف دبلن بالدولة الفلسطينية في شهر مايو الماضي، وهي خطوة دفعت إسرائيل إلى استدعاء سفيرها.
وقال وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن يوم الجمعة إنه لا يتفق مع وصف الرئيس الأميركي جو بايدن لقرار إصدار مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت بأنه “شائن”، مؤكدا أن جرائم حرب ارتكبت في غزة.
وقال: “إنه عقاب جماعي للشعب… إنها إبادة جماعية”.
لكن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان انضم إلى الولايات المتحدة في التعبير عن دعمه لإسرائيل، ودعا نتنياهو إلى بودابست في زيارة رسمية في رسالة تعهد فيها بضمان “سلامة وحرية رئيس الوزراء”.
⚡️Netanyahu receives official invitation from Orban, the Hungarian president, to visit his country in defiance of the ICC ruling. pic.twitter.com/RMKDUtxkSy
— War Monitor (@WarMonitors) November 22, 2024
وقال أوربان في الرسالة إن المجر – وهي عضو في المحكمة الجنائية الدولية – “تدين بشدة هذا القرار المشين” الذي قال إنه “لن يكون له أي تأثير على الإطلاق” على العلاقات الثنائية.
وقال نتنياهو ردا على ذلك: “أمام الضعف المحرج لأولئك الذين وقفوا إلى جانب القرار الفظيع ضد حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، فإن المجر، مثل أصدقائنا في الولايات المتحدة، تظهر الوضوح الأخلاقي وتتخذ موقفا واضحا دعما للعدالة والحقيقة”.
في الوقت نفسه، ذكرت هية البث الإسرائيلية “كان” يوم الجمعة، نقلا عن مصادر في واشنطن، أن إدارة ترامب القادمة تضع خططا لاتخاذ إجراءات عقابية ضد الجنائية الدولية بسبب قرارها إصدار مذكرتي الاعتقال.
وقالت المصادر المجهولة لهيئة البث إن الفريق الانتقالي يبحث فرض عقوبات شخصية ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وكذلك القضاة الذين أصدروا مذكرتي الاعتقال.
يوم الخميس، كتب مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي مايك والتز على منصة “اكس”: “يمكنكم أن تتوقعوا ردا قويا على التحيز المعادي للسامية من قبل المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة في شهر يناير”.
وفي بيانات أكثر حيادية، علقت كل من ألمانيا وفرنسا على مذكرتي الاعتقال دون تأكيد أو نفي ما إذا كانتا ستلتزمان بتنفيذ حكم المحكمة الجنائية الدولية.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية يوم الجمعة إن برلين ستدرس بعناية مذكرتي الاعتقال لكنها لن تتخذ أي خطوات أخرى ما لم يتم التخطيط لزيارة.
وقال المتحدث إن “الحكومة الألمانية كانت شريكة في صياغة نظام الأساس للمحكمة الجنائية الدولية وهي واحدة من أكبر داعمي المحكمة الجنائية الدولية – هذا النهج هو أيضا نتيجة للتاريخ الألماني”، مضيفا “في الوقت نفسه، من نتائج التاريخ الألماني أننا نتقاسم علاقات فريدة ومسؤولية كبيرة مع إسرائيل”.
وقالت باريس إنها أحيطت علما بالقرار، دون أن تحدد أيضا ما إذا كان سيتم اعتقال نتنياهو أو غالانت إذا دخلا الأراضي الفرنسية.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن “فرنسا تأخذ علما بهذا القرار. وفاء لالتزامها منذ فترة طويلة بدعم العدالة الدولية، فإنها تؤكد مجددا تمسكها بالعمل المستقل للمحكمة”.
اندلعت الحرب في غزة بعد المذبحة التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام حوالي 3000 مسلح الحدود إلى إسرائيل عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن.
وأدى الهجوم الإسرائيلي المضاد إلى مقتل أكثر من 44 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس. ولا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين، الذين تقول إسرائيل إنها قتلت ما لا يقل عن 17 ألفا منهم في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل خلال الهجوم.
وتتهم المحكمة الجنائية الدولية نتنياهو وغالانت – الذي أقاله رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر – باستهداف المدنيين واستخدام التجويع كسلاح حرب. وأصدرت المحكمة يوم الخميس أيضا مذكرة اعتقال بحق القائد العسكري لحركة حماس محمد الضيف، الذي تقول إسرائيل إنه قُتل في غارة للجيش الإسرائيلي في غزة في يوليو.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد