وزير الاقتصاد نير بركات يتحدث عن السلام مع نظيره السعودي في الإمارات: “يمكننا صنع التاريخ معا”
على هامش اجتماع منظمة التجارة العالمية في أبو ظبي، الوزيران يتصافحان ويتبادلان أرقام الهواتف وسط حديث عن اتفاق إقليمي تاريخي محتمل يتضمن التطبيع
قال وزير الاقتصاد نير بركات لوزير التجارة السعودي ماجد بن عبد الله القصبي يوم الإثنين خلال مؤتمر منظمة التجارية العالمية الوزاري في أبو ظبي إن بإمكان البلدين “صنع التاريخ” معا.
وشوهد الوزيران يتصافحان ويجريان محادثة ودية على هامش المؤتمر. كما أنهما تبادلا بطاقات العمل.
وقال بركات لنظيره، بحسب بيان صادر عن وزارة الاقتصاد، إن “إسرائيل معنية بالسلام مع الدول التي تسعى للسلام، ويمكننا أن نصنع التاريخ معا”.
ويتواجد وزراء التجارة من 160 دولة في أبو ظبي لحضور اجتماع منظمة التجارة العالمية الذي يستمر أربعة أيام، والذي يهدف إلى وضع قواعد جديدة للتجارة العالمية على الرغم من التشاؤم بشأن احتمال تحقيق أي اختراقات كبيرة وسط الانقسامات الاقتصادية المتزايدة التي تعكس الكتل السياسية العالمية المتنافسة الناشئة.
وتعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على ضمان اتفاق تاريخي من شأنه تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. وتسعى المملكة ودول عربية أخرى إلى إقامة دولة فلسطينية في إطار الاتفاق المحتمل.
في عام 2020، وقّعت إسرائيل اتفاقيات تطبيع مع البحرين والمغرب والإمارات العربية المتحدة، الدولة المضيفة لمؤتمر منظمة التجارة العالمية.
من أجل خلق مساحة للمناورة في المحادثات بشأن الاعتراف بإسرائيل وإعادة المعاهدة التي تتوسط فيها الولايات المتحدة إلى مسارها، قال مسؤولون سعوديون لنظرائهم الأمريكيين إن الرياض لن تصر على أن تقوم إسرائيل باتخاذ خطوات ملموسة لإقامة دولة فلسطينية، وأنها ستقبل بدلا من ذلك بالتزام سياسي لحل الدولتين، حسبما قال مصدران إقليميان لوكالة “رويترز” للأنباء في وقت سابق من هذا الشهر.
تحرص الرياض بشكل متزايد على تعزيز أمنها ودرء التهديدات من الخصم إيران حتى تتمكن المملكة من المضي قدما في خطة طموحة لتحويل اقتصادها وجذب استثمارات أجنبية ضخمة.
بالإضافة إلى الضمانات الأمنية الملزمة من الولايات المتحدة مقابل التطبيع مع إسرائيل، تسعى الرياض أيضا إلى الحصول على معدات عسكرية أمريكية متطورة ودعم واشنطن لبرنامج نووي مدني، وفقا لمسؤولين أمريكيين وعرب. ويقول محللون إن السعودية عازمة على تأمين الصفقة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر، لأنه في حالة عدم إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيكون من غير المرجح أن يصدّق الديمقراطيون في الكونغرس على صفقة يوقعها بيت أبيض جمهوري.
في الشهر الماضي، قال مسؤولان أمريكيان ومسؤول عربي كبار لـ”تايمز أوف إسرائيل” إنه في حين أن المصالح الأوسع للبلاد المعنية لم تتغير منذ هجوم 7 أكتوبر، فإن الثمن المتمثل في “العنصر الفلسطيني المهم” قد ارتفع في الواقع.
وبينما طُلب من إسرائيل قبل الحرب اتخاذ خطوات محدودة لإبقاء حل الدولتين حيا، قال المسؤولون الكبار إنه سيكون عليها الآن الالتزام بمسار لا رجعة فيها نحو دولة فلسطينية في نهاية المطاف مع قبول عودة السلطة الفلسطينية أيضا لحكم قطاع غزة، وهو ما رفضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل شبه تام في الأشهر الأخيرة.
ويقول بعض الوزراء الإسرائيليين إن السلام مع السعودية ممكن بدون دولة فلسطينية.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد ووكالات