بدء وصول المساعدات إلى غزة عبر الرصيف الأمريكي المؤقت
من المتوقع أن يتمكن الرصيف من التعامل مع 150 شاحنة يوميًا؛ مجموعات الإغاثة تكرر تحذيرها من أن الرصيف العائم لا يمكن أن يحل محل أي معابر برية
بدأت شحنات المساعدات في الوصول إلى الرصيف البحري الذي أقامته الولايات المتحدة قبالة ساحل قطاع غزة اليوم الجمعة.
وذكرت القيادة المركزية أن الجيش الأمريكي جمع الرصيف العائم سلفا في ميناء أسدود الإسرائيلي ونقله الخميس إلى شاطئ قطاع غزة الذي يفتقر إلى بنية الموانئ التحتية، لكن لم تطأ أقدام جنود أمريكيين شاطئ القطاع.
وأضافت أن المساعدات التي تصل إلى الرصيف جزء من “جهود مستمرة ومتعددة الجنسيات لتقديم مساعدات إضافية للمدنيين الفلسطينيين”. وتشمل المساعدات مواد إغاثة تبرع بها عدد من الدول ومنظمات إنسانية.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة اليوم الجمعة إن المنظمة وافقت بعد أشهر من المناقشات “على تقديم الدعم في استقبال وتجهيز وإرسال المساعدات من الرصيف العائم إلى غزة”، بشرط احترام “حياد واستقلال العمليات الإنسانية”.
وأكدت الأمم المتحدة أن قوافل الشاحنات التي تصل عن طريق البر هي الوسيلة “الأكثر جدوى وفاعلية وكفاءة” لتوصيل المساعدات إلى غزة.
وقال فرحان حق “نظرا للاحتياجات الهائلة في غزة، يهدف الرصيف العائم إلى تكملة ما تقوم به المعابر البرية الحالية، بما في ذلك رفح وكرم أبو سالم وإيريز. ليس الهدف منه أن يحل محل أي معابر”.
ولكن نجاح العملية لا يزال غير مضمون بسبب خطر الهجمات، والعقبات اللوجستية، والنقص المتزايد في الوقود لشاحنات المساعدات بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة منذ مذبحة حماس في 7 أكتوبر، والتي شهدت تدفق حوالي 3000 مسلح عبر الحدود إلى إسرائيل عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 252 رهينة، معظمهم من المدنيين.
وقد أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية منذ ذلك الحين عن مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل المدنيين وأعضاء حماس الذين قتلوا في غزة.
وقُتل ما يقدر بنحو 15 ألف مقاتل في غزة خلال الحرب، بحسب مسؤولين إسرائيليين. ويقول الجيش الإسرائيلي أيضا إنه قتل حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر وأن 280 جنديا قتلوا خلال الهجوم البري ضد حماس ووسط العمليات على طول حدود غزة.
ومن المقرر أن تأتي المساعدات التي يتم تفريغها على الرصيف عبر ممر بحري من قبرص حيث يجري تفتيشها أولا من جانب إسرائيل. وذكرت بريطانيا نها سلمت أولى شحنات مساعداتها عبر الرصيف.
وطالبت جماعات الإغاثة والأمم المتحدة وأقرب حلفاء إسرائيل بأن تبذل الحكومة الإسرائيلية جهودا أكبر لتوصيل المساعدات إلى غزة التي دمرتها الحرب.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي ومصدر مطلع لرويترز إن تكلفة بناء الرصيف تقدر بنحو 320 مليون دولار وشارك فيها ألف جندي أمريكي.
أدت موجة جديدة من الاضطرابات إلى زيادة الاحتياجات مع نزوح مئات الآلاف من الأشخاص من مدينة رفح في جنوب قطاع غزة إلى مناطق في وسط القطاع تحسبا لهجوم إسرائيلي.
وتقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة لدخول ما لا يقل عن 500 شاحنة من المساعدات والسلع إلى غزة يوميا. وذكرت أنه خلال شهر أبريل دخلت 189 شاحنة يوميا في المتوسط، وهو أكبر حجم من الإمدادات يدخل إلى القطاع منذ اندلاع الحرب.
وقالت إسرائيل إنها تكثف جهودها لتوصيل المساعدات إلى غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن 365 شاحنة مساعدات محملة بالطحين (الدقيق) والوقود مرت من معبري كرم أبو سالم وإيريز أمس الخميس. كما تم تسليم مئات الخيام لمن تم إجلاؤهم من رفح إلى منطقة المواصي التي أعلنتها إسرائيل منطقة إنسانية.
كما بدأت إسرائيل في الآونة الأخيرة نقل الإمدادات عبر نقطة جديدة قريبة من معبر إيريز الحالي في شمال غزة. لكن معبري رفح وكرم أبو سالم الجنوبيين تعطلا بسبب العمليات العسكرية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الهلال الأحمر المصري ذكر أن 1574 شاحنة محملة بالأغذية الضرورية كانت عالقة في العريش بمصر أمس الخميس في انتظار دخول غزة عبر معبر رفح.
وأضاف المكتب اليوم الجمعة “دخلت كميات محدودة من الإمدادات إلى غزة منذ السادس من مايو، ولا تزال غير كافية إلى حد كبير لتلبية الاحتياجات المتزايدة”.
وأوضح المكتب أنه منذ 11 مايو، بلغ عدد الشاحنات التي تحمل المواد الغذائية أو الطحين (الدقيق) التي دخلت غزة 33 شاحنة من معبر كرم أبو سالم، و121 شاحنة من معبر إيريز، و156 شاحنة من غرب معبر إيريز في شمال غزة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الرصيف سيمكنه التعامل مع ما يقدر بحمولة 90 شاحنة من المساعدات الدولية إلى غزة يوميا، ومن المحتمل أن ترتفع هذه الكمية إلى 150 شاحنة يوميا.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أنه “سيواصل جهوده للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر البر والجو والبحر وفقا للقانون الدولي”.