بدء حملة تطعيم جديدة ضد شلل الأطفال في غزة
اكتشاف المرض شديد العدوى في مياه الصرف الصحي في القطاع الساحلي؛ منظمة الصحة العالمية - بمساعدة الأونروا - تخطط لتطعيم 591 ألف طفل بحلول 26 فبراير

بدأت حملة تطعيم ثالثة واسعة ضد شلل الأطفال في غزة السبت، بحسب ما أفاد مراسلو فرانس برس، بهدف إيصال أول جرعة لحوالى 600 ألف طفل في القطاع.
وتلقى عشرات الأطفال دون العاشرة الجرعة في مسجد في جباليا في شمال غزة حيث دمّرت العملية العسكرية الإسرائيلية العام الماضي العديد من الأبنية وحولتها إلى ركام.
تشارك عدة وكالات أممية في حملة التطعيم بينها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وتأتي في ظل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس والذي أدى إلى توقف القتال إلى حد كبير.
قطعت إسرائيل علاقاتها مع الأونروا بعد أن تبين أن حماس اخترقتها وشارك العشرات من موظفيها في هجمات، بما في ذلك في 7 أكتوبر 2023 عندما اقتحم آلاف المسلحين إسرائيل، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين رهائن.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الحملة تهدف إلى تطعيم أكثر من 591 ألف طفل بحلول 26 فبراير.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني على منصة “إكس” إن “أكثر من 1700 عضو من فريق الأونروا سيشاركون في هذه الحملة”.
وأضاف أن “هذه الحملة تأتي بعد رصد شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي، ما يعرض حياة الأطفال للخطر”.

وجلب بسام الحو، وهو من سكان جباليا، أطفاله لتلقي اللقاح.
وقال لفرانس برس: “آمل بالاستقرار من أجل أطفالنا الأبرياء ليكونوا في مأمن من العنف”.
نُظّمت الحملتان السابقتان أواخر العام 2024 بعدما ظهر المرض الشديد العدوى مجددا في غزة لأول مرة منذ 20 عاما.
تم تنفيذ حملة التطعيم الأولى في سبتمبر وأكتوبر الماضيين بعد تأكيد أول حالة إصابة بشلل الأطفال منذ 25 عاما في قطاع غزة. وقد حققت تلك الحملة التي أتاحها وقف إنساني موقت للقتال، أكثر من 95% من هدفها، وفق منظمة الصحة العالمية.
وبعد أكثر من 16 شهرا على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، فإن الوضع الإنساني في غزة خطير.
وحتى قبل بدء الأعمال العدائية، يعاني القطاع حصارا إسرائيليا مفروضا منذ أكثر من 15 عاما على المواد التي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية. وتم فرض الحصار بعد أن سيطرت حركة حماس على قطاع غزة.
ودُمّرت معظم البنى التحتية المخصصة للمياه، ما أدى إلى وصول مياه الصرف الصحي إلى برك مفتوحة قرب أحياء مكتظة بالسكان، وهي ظروف ساهمت في ظهور الفيروس مجددا الخريف الماضي.
وذكرت منظمة الصحة العالمية في 19 فبراير أنه تم رصد فيروس شلل الأطفال مجددا في عينات مياه الصرف الصحي.
يعد فيروس شلل الأطفال شديد العدوى ويمكن أن يؤدي إلى الشلل ويؤثر خصوصا على الأطفال في سن الخامسة. وتم القضاء تقريبا على المرض حول العالم.
وقالت المنظمة أنه “لم يتم الإبلاغ عن أي حالات إضافية لشلل الأطفال منذ إصابة طفل يبلغ عشرة أشهر بالشلل في أغسطس 2024”.
“لكن عينات بيئية جديدة أخذت في دير البلح وخان يونس، جمعت في ديسمبر 2024 ويناير 2025، تؤكد وجود انتقال لفيروس شلل الأطفال”، موضحة أن السلالة المكتشفة “مرتبطة وراثيا بفيروس شلل الأطفال المكتشف في قطاع غزة في يوليو 2024”.