بايدن ينتقد الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية ويقول إن سياساته بشأن الشرق الأوسط لم تتغير
الرئيس الأمريكي يقول إن الحق في حرية التعبير يجب ألا يأتي على حساب القانون والنظام، ويضيف أنه لن يرسل الحرس الوطني لتفريق المعسكرات في الجامعات
أدان الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل التي أحدثت فوضى في الجامعات الأمريكية.
وقال بايدن في أول تصريحات له معدة سلفا بشأن هذا الموضوع، والتي ألقاها من غرفة روزفلت بالبيت الأبيض: “هناك حق في الاحتجاج، ولكن ليس الحق في إثارة الفوضى”.
وأضاف إن “تدمير الممتلكات ليس احتجاجا سلميا – إنه مخالف للقانون. التخريب، والتعدي على ممتلكات الغير، وتحطيم النوافذ، وإغلاق الجامعات، والإجبار على إلغاء الفصول الدراسية وحفلات التخرج – لا شيء من هذا يعتبر احتجاجا سلميا”، في إشارة إلى مجموعة من الإجراءات التي اتخذها المتظاهرون المناهضون لإسرائيل في جامعة كولومبيا وجامعة واشنطن وجامعة جنوب كاليفورنيا وجامعة كاليفورنيا وجامعات أخرى.
وأضاف بايدن إن “تهديد الناس وترهيبهم وبث الخوف فيهم ليس احتجاجا سلميا – إنه مخالف للقانون”.
وتابع قائلا: “لا ينبغي أن يكون هناك مكان في أي حرم جامعي – لا مكان في أمريكا – لمعاداة السامية أو التهديد بالعنف ضد الطلاب اليهود”، في إشارة إلى التوثيق واسع النطاق للتعبيرات المعادية للسامية والمؤيدة للإرهاب خلال الاحتجاجات، قبل أن يدين لاحقا جميع أشكال التمييز.
“أنا أفهم أن لدى الناس مشاعر قوية وقناعات عميقة. في أمريكا، نحترم الحق ونحمي حقهم في التعبير عن ذلك، لكن هذا لا يعني أن كل شيء مسموح. يجب أن يتم ذلك دون عنف ودون تدمير ودون كراهية وفي إطار القانون”.
وقال: “تأكدوا بأنني كرئيس سأدافع دوما عن حرية التعبير، ولكن سأدافع بنفس القوة عن سيادة القانون”.
“لقد رأينا جميعا الصور، وهي تضع مبدأين أمريكيين أساسيين على المحك: الأول هو الحق في حرية التعبير – أن يتجمع الناس سلميا وجعل أصواتهم مسموعة. والثاني هو سيادة القانون. ويجب التمسك بكلاهما. نحن لسنا دولة استبدادية حيث نقوم بإسكات الناس أو سحق المعارضة. الشعب الأمريكي مسموع”.
وأردف قائلا: “في الواقع، الاحتجاج السلمي هو أفضل تقليد لكيفية استجابة الأمريكيين للقضايا ذات الأهمية. لكننا لسنا دولة خارجة عن القانون. نحن مجتمع مدني، ويجب أن يسود النظام”.
وتابع الرئيس الأمريكي أنه “على مدار تاريخنا، كثيرا ما واجهنا لحظات كهذه لأننا أمة كبيرة ومتنوعة وذات تفكير حر ومحبة للحرية… في مثل هذه اللحظات، هناك دائما من يندفع لتسجيل نقاط سياسية. لكن هذه ليست لحظة للسياسة. إنها لحظة وضوح”.
وأضاف بايدن: “لذا اسمحوا لي أن أكون واضحا، الاحتجاج العنيف ليس محميا، أما الاحتجاج السلمي فهو كذلك”.
وبعد الانتهاء من تصريحاته، سأل أحد المراسلين بايدن عما إذا كانت المظاهرات قد دفعته إلى إعادة النظر في أي من سياساته فيما يتعلق بالشرق الأوسط، فأجاب: “لا”.
وردا على سؤال عما إذا كان يفكر في نشر الحرس الوطني لاستعادة النظام في الجامعات، أجاب بايدن أيضا: “لا”.
وانتشرت الاحتجاجات في الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث تعهد المنظمون بالبقاء في الخيام في الجامعات حتى تقطع جامعاتهم جميع الروابط الأكاديمية والمالية مع إسرائيل. واضطر المسؤولون إلى الاختيار بين استدعاء الشرطة لكبح المخالفين، الأمر الذي يخاطر بلفت المزيد من الاهتمام إلى القضية، أو عقد صفقات معهم، مما أثار غضب المشرعين الأمريكيين والمنظمات اليهودية.
لقد أصبحت الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل أمرا شائعا في الجامعات الأمريكية منذ الهجوم الذي شنته حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل ما يقارب من 1200 شخص، واختطاف 253 آخرين. وتصاعدت حدة التظاهرات، وتحولت إلى مخيمات احتجاج في مختلف أنحاء البلاد، بعد أن أنشأ طلاب جامعة كولومبيا “منطقة محررة” داخل حرمهم الجامعي، ومنعوا الطلاب الذين يعتبرونهم صهاينة من الدخول.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل