بايدن يكرر تحذيره ويتوقع هجوما إيرانيا على إسرائيل “عاجلا وليس آجلا”
الرئيس الأمريكي: "سوف نساعد في الدفاع عن إسرائيل وإيران لن تنجح"؛ تقرير يحذر من أن طهران قد تش هجوما كبيرا بالطائرات المسيرة والصواريخ في غضون ساعات ردا على الغارة على الحرس الثوري الإيراني

مع وصول التوترات الإقليمية إلى ذروتها يوم الجمعة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يتوقع هجوما انتقاميا إيرانيا على إسرائيل “عاجلا وليس آجلا”.
متحدثا خلال مؤتمر صحفي، ألمح بايدن إلى أن تكهناته تستند إلى معلومات سرية التي قال أنه لن يخوض في تفاصيلها.
ردا على سؤال من الصحفيين حول رسالته إلى طهران، كرر بايدن التحذير الذي وجهه لإيران في أكتوبر الماضي: “إياكم”.
وشدد على التزام واشنطن بالدفاع عن إسرائيل وقال: “نحن ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل. سوف ندعم إسرائيل وسوف نساعد في الدفاع عن إسرائيل وإيران لن تنجح”.
وذكرت شبكة CBS نقلا عن مسؤولين أمريكيين يوم الجمعة قولهم إن هجوما كبيرا قد يكون وشيكا وقد يشمل أكثر من 100 طائرة مسيرة وعشرات الصواريخ الموجهة على أهداف عسكرية داخل البلاد. وحذروا من أن إسرائيل ستواجه تحديا لصد هجوم بهذا الحجم.
وقال المسؤولون أنه من الممكن أن تختار طهران توجيه ضربة أصغر حجما لتجنب حدوث تصعيد دراماتيكي.
#BREAKING: President Biden says he expects an attack by Iran "sooner rather than later."
Says Iran will not succeed and that the US is devoted to the defense of Israel.
In a message to Iran, Biden says, "Don't!" pic.twitter.com/XNEqXZslbn
— Moshe Schwartz (@YWNReporter) April 12, 2024
إسرائيل في حالة تأهب قصوى وسط تهديدات متعددة وتقييمات استخباراتية بأن إيران ستشن ضربة على أهداف إسرائيلية في محاولة للانتقام من الغارة الجوية التي وقعت في الأول من أبريل على مبنى في مجمع السفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، والتي أسفرت عن مقتل العديد من قادة الحرس الثوري الإيراني، من بينهم جنرالان.
وألقت كل من طهران ودمشق باللوم على إسرائيل في الهجوم وتعهدتا بالانتقام، إلا أن اسرائيل لم تعلق على المسألة.
في حين قالت مصادر إيرانية لوكالة “رويترز” يوم الخميس إن طهران أشارت إلى واشنطن بأنها سترد بطريقة تهدف إلى تجنب حدوث تصعيد كبير، أفاد موقع “أكسيوس” يوم الجمعة أن الجمهورية الإسلامية حذرت أيضا من تدخل أمريكي في أي صراع.
وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين للموقع الإخباري إن طهران نقلت الرسالة عبر بلدان عربية في الأيام الأخيرة، قائلة إن القوات الأمريكية قد تواجه هجوما إذا اتخذت واشنطن إجراءات ضد إيران.

وقال أحد المصادر للموقع: “كانت الرسالة الإيرانية هي أننا سنهاجم القوات التي تهاجمنا، لذا لا تعبثوا معنا ولن نعبث معكم”.
في الوقت نفسه، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن محللين استخباراتيين أمريكيين قولهم إنهم لا يتوقعون أن تستهدف إيران الأمريكيين في ردها الأولي على إسرائيل.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين يوم الجمعة إن الولايات المتحدة تدرس وضع قوتها في المنطقة في ضوء التهديدات من طهران وهي تراقب الوضع عن كثب. وقال مسؤول دفاعي أمريكي لم يذكر اسمه لقناة “فوكس نيوز” إن الولايات المتحدة تنقل “أصولا إضافية” إلى المنطقة “لتعزيز جهود الردع الإقليمية وزيادة حماية القوات الأمريكية”، دون تقديم تفاصيل.
وسط مخاوف من أن هجوما إيرانيا على إسرائيل قد يثير صراعا أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، التقى قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) الجنرال مايكل إريك كوريلا يوم الجمعة في إسرائيل بوزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل هرتسي هليفي. وقال مكتب غالانت إن الاثنين ناقشا “الاستعداد لهجوم إيراني ضد دولة إسرائيل، مما قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي”.

وقال غالانت في بيان بعد الاجتماع “يعتقد أعداؤنا أن بإمكانهم الفصل بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن العكس هو الصحيح، فهم يجمعوننا معا ويعززون علاقاتنا. إننا نقف متكاتفين”.
وأضاف: “أنا متأكد من أن العالم يرى وجه إيران الحقيقي، الكيان الإرهابي الذي يحرض على هجمات إرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويمول حماس وحزب الله وقوات إضافية، والآن يهدد أيضا دولة إسرائيل”.
“نحن على استعداد للدفاع عن أنفسنا على الأرض وفي الجو، في تعاون وثيق مع حلفائنا، وسنعرف كيف سنرد”.
قبل لقائه بكوريلا، قال الجيش الإسرائيلي إن هليفي أجرى تقييما “شاملا” لاستعداد الجيش “لجميع السيناريوهات”.
وقال هليفي عقب التقييم في تصريحات نشرها الجيش الإسرائيلي: “جيش الدفاع مستعد بشكل جيد للهجوم والدفاع ضد أي تهديد. نحن في حالة حرب وفي حالة تأهب قصوى منذ حوالي ستة أشهر تقريبا. يواصل جيش الدفاع مراقبة ما يحدث في إيران عن كثب وفي مختلف الساحات، بينما يستعد باستمرار للتعامل مع التهديدات القائمة والمحتملة بالتنسيق مع القوات المسلحة الأمريكية”.
وأضاف أن “قواتنا مستعدة وجاهزة في أي وقت وضد أي سيناريو”.

بعد المحادثات بين هليفي وكوريلا، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري إن الاثنين “أجريا تقييما مشتركا للوضع للتأكد من أن تنسيقنا وثيق”. وأضاف هغاري أنه لم تحدث حتى الآن أي تغييرات في التعليمات للمواطنين وسط حالة التأهب المتزايدة من هجوم إيراني محتمل.
وأضاف هليفي: “إذا كانت هناك أي تغييرات، سنقوم بإطلاع [الجمهور] على الفور”، مؤكدا على ضرورة التزام اليقظة بين المواطنين، لأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية “من بين الأفضل في العالم، ولكنها ليست محكَمة”.
وقال: “نحن في حالة حرب في الأشهر الستة الأخيرة، ولقد تعاملنا مع كل التهديدات القائمة. دفاعنا جاهز، ونحن نعرف كيفية التعامل مع كل تهديد على حدة. إننا مستعدون للهجوم، بمجموعة متنوعة من القدرات، لحماية مواطني إسرائيل”.
واتهم هغاري إيران بـ”تصعيد الوضع في الشرق الأوسط” في خضم الحرب في غزة، وقال “سنعرف كيفية العمل حيثما دعت الحاجة”.
وفي الوقت نفسه، نقلت قناة “الحدث” الإخبارية السعودية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن واشنطن سترد على أي هجوم إيراني يستهدف جنودا أو قواعد أو مصالح أمريكية.
وكرر المسؤولون، الذين لم تذكر أسماؤهم، تعليقات أمريكية سابقة مفادها أن واشنطن بعثت برسالة واضحة إلى طهران مفادها أنها لم تشارك في الغارة الجوية التي وقعت في الأول من أبريل في دمشق. وذكرت القناة السعودية أن المسؤولين الأمريكيين كانوا واثقين من أن إيران تلقت الرسالة، حيث قيل لها: “نحن لسنا إسرائيل وإسرائيل هي التي شنت الهجوم”.
يوم الجمعة أيضا، نصحت الهند مواطنيها بعدم السفر إلى إيران وإسرائيل حتى إشعار آخر في ضوء “الوضع السائد في المنطقة”.
وقالت وزارة الخارجية الهندية إنه يتعين على زوار البلدين مراعاة “أقصى الاحتياطات بشأن سلامتهم وتقييد تحركاتهم إلى الحد الأدنى”.
كما حذرت فرنسا الجمعة مواطنيها من “الامتناع بشكل حتمي عن السفر في الأيام المقبلة إلى إيران ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية”، بحسب ما صرح به الوفد المرافق لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورن لوكالة “فرانس برس”.
يوم الخميس، قالت الولايات المتحدة إنها منعت موظفيها في إسرائيل وأفراد عائلاتهم من السفر إلى خارج المناطق الكبرى لتل أبيب والقدس وبئر السبع في خضم التهديدات الإيرانية “من باب الحذر الشديد”.
ساهمت في هذا التقرير وكالات