إسرائيل في حالة حرب - اليوم 653

بحث

بايدن يقول إن إسرائيل ضربت على ما يبدو مواقع عسكرية إيرانية فقط: “آمل أن تكون هذه هي النهاية”

الولايات المتحدة تسعى إلى الحفاظ على التوازن بين دعم حق إسرائيل في الرد على الهجمات الإيرانية وتجنب التصعيد الإقليمي؛ هرتسوغ يشيد بالدعم الأمريكي بينما يبدو أن رئيس الوزراء يقلل من شأنه

الرئيس الأمريكي جو بايدن يسير لصعود طائرة الرئاسة بعد التحدث مع الصحفيين في مطار فيلادلفيا الدولي في فيلادلفيا، 26 أكتوبر، 2024. (AP Photo/Manuel Balce Ceneta)
الرئيس الأمريكي جو بايدن يسير لصعود طائرة الرئاسة بعد التحدث مع الصحفيين في مطار فيلادلفيا الدولي في فيلادلفيا، 26 أكتوبر، 2024. (AP Photo/Manuel Balce Ceneta)

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت إن إسرائيل ضربت حصرا على ما يبدو أهدافا عسكرية في هجومها الانتقامي ضد إيران في الليلة السابقة، في حين حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن طهران من الرد.

وقال بايدن للصحفيين: “يبدو أنهم لم يضربوا أي شيء آخر باستثناء أهداف عسكرية”.

وكانت هذه أحدث محاولة من جانب واشنطن لتقديم دعمها بشكل غير مباشر للضربات الإسرائيلية، والتي قال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحفيين قبل ساعات إنها “موجهة ومتناسبة مع خطر منخفض لإلحاق أضرار بالمدنيين”.

وأضاف بايدن في نهاية رده: “آمل أن تكون هذه هي النهاية”، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى الموازنة بين دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من أكتوبر وبين الضغط من أجل وقف التصعيد في المنطقة.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه شدد على فرص تهدئة التوترات في المنطقة خلال مكالمة مع نظيره الإسرائيلي، وزير الدفاع يوآف غالانت.

وقال في بيان: “لا ينبغي لإيران أن ترتكب خطأ الرد على الضربات الإسرائيلية التي يجب أن يمثل نهاية لهذا التبادل”.

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يتحدث خلال لقاء مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت في البنتاغون في واشنطن، 25 يونيو، 2024. (AP/Susan Walsh)

ورددت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، التشديد على ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي في وقت لاحق من يوم السبت، حيث قالت للصحفيين: “نحن مصممون للغاية على أننا يجب أن نرى وقف التصعيد في المنطقة يمضي قدما، وسيكون هذا هو تركيزنا”.

وأضافت: “بالطبع، نتمسك بأهمية دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، في حين سلطت الضوء على زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة هذا الأسبوع بهدف الدفع بجهود وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

وفي الأسابيع الأربعة التي تلت الهجوم الإيراني، سعت الولايات المتحدة إلى استخدام نفوذها على إسرائيل لمعايرة الرد الذي شعرت واشنطن أن من شأنه أن يتجنب حربا شاملة بين إسرائيل وإيران. وتحدث بايدن علنا ضد فكرة استهداف المواقع النووية والنفطية الإيرانية، تاركا المواقع العسكرية مثل تلك التي ضُربت في وقت مبكر من يوم السبت باعتبارها الخيار الرئيسي القابل للتطبيق المتبقي لإسرائيل التي تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي.

نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس تتحدث للصحافة لدى وصولها إلى مطار كريك التنفيذي في كيلوغ فيلد في باتل كريك بولاية ميشيغن، في 26 أكتوبر، 2024. (Brendan Smialowski / AFP)

وفي الفترة التي سبقت الضربات المضادة، أرسلت الولايات المتحدة عدة بطاريات دفاع جوي من طراز “ثاد” (THAAD) إلى إسرائيل وقوات أمريكية لتشغيلها – وهي المرة الأولى التي تنشر فيها الولايات المتحدة قوات على الأرض للدفاع عن إسرائيل.

وحرص رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ على شكر الولايات المتحدة على تعاونها “العلني والسري” في الفترة التي سبقت الهجوم الانتقامي الإسرائيلي، إلا أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قلل من أهمية الدور الذي لعبته الولايات المتحدة.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء بيانين نفيا لتقارير في وسائل الإعلام العبرية – جاء النفي الأول ردا على تقارير أفادت بأن إسرائيل خططت في البداية لضرب منشآت النفط والغاز الطبيعي الإيرانية لكنها غيرت خطتها للتركيز حصريا على المنشآت العسكرية الإيرانية بعد الضغط الأمريكي المستمر.

وقال مكتب رئيس الوزراء، “لقد اختارت إسرائيل الأهداف مسبقا، بناء على مصالحها القومية، وليس بناء على التوجيهات الأمريكية”.

وكان النفي الثاني لتقرير أفاد بأن إسرائيل حذرت إيران من خلال أطراف ثالثة من مغبة الرد على الغارات الجوية وأعطت إيران إشارة عامة حول ما ستستهدفه وما لن تستهدفه.

وجاء في بيان منفصل صادر عن مكتب نتنياهو أن “إسرائيل لم تخطر إيران قبل الهجوم – لا بالتوقيت، ولا بالأهداف، ولا بحجم الهجوم”.

منظر عام لطهران بعد عدة انفجارات تمثل بداية الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف عسكرية في المنطقة، في وقت مبكر من فجر 26 أكتوبر، 2024. (ATTA KENARE / AFP)

وبينما بدا أن إسرائيل تحاول التقليل من أهمية الدور الأمريكي، اتخذت إيران النهج المعاكس.

هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية إيران من المجال الجوي العراقي، حسبما كتبت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة يوم السبت في تغريدة، وألقت باللوم على الولايات المتحدة فيما وصفته بتواطؤها.

وكتبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أن “المجال الجوي العراقي تحت احتلال وقيادة وسيطرة الجيش الأمريكي. الخلاصة: إن تواطؤ الولايات المتحدة في هذه الجريمة أمر مؤكد”.

غانتس وبن غفير يقولان إن الحملة الإسرائيلية لم تنته بعد

في غضون ذلك، كتب رئيس حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس يوم السبت إن الغارات الإسرائيلية “ليست إلا جزءا صغيرا من الضرر الذي يمكن لإسرائيل أن تلحقه بالنظام، إذا اختار مواصلة عدوانه”.

وكتب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق أن الهجوم كان “مهما ليس فقط في حد ذاته ولكن بسبب الطريقة التي تم بها تنفيذه”، مؤكدا أن الضربة “تمثل مرحلة جديدة في حربنا ضد النظام الإيراني” وتمهد “الطريق لعمليات مستقبلية”.

وقال غانتس، الذي انضم بحزبه إلى المعارضة في يونيو بعد انسحابه من كابينت الحرب بسبب خلافات مع نتنياهو بشأن طريقة تعامله مع الصراع، إن “الحملة لم تنته بعد”.

وأضاف غانتس: “علينا أن نواصل المثابرة في الجهود الرامية إلى إعادة رهائننا إلى الوطن، واستبدال نظام حماس، ومواصلة تقليص قدرات حزب الله لخلق واقع جديد على حدودنا الشمالية يمكّن مواطنينا من العودة إلى ديارهم والعيش بأمان”.

وردد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير فكرة أن الهجمات ضد إيران كانت مجرد البداية، وأشاد بالضربات لكنه وصفها بأنها مجرد “ضربة افتتاحية” يجب أن يتبعها مزيد من العمل، وأضاف “لدينا التزام تاريخي بإزالة التهديد الإيراني بتدمير إسرائيل”.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في وقت سابق السبت إنها ملزمة “بالدفاع عن نفسها” بعد الضربة الإسرائيلية، لكنها لم تهدد على وجه التحديد بالرد.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن أربعة جنود قُتلوا في الغارات التي وقعت فجر السبت.

تم استهداف ما لا يقل عن ثلاث قواعد صاروخية تابعة للحرس الثوري الإيراني في الضربات، حسبما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم، أحدهم عضو في الحرس الثوري الإيراني.

وأضاف تقرير نيويورك تايمز نقلا عن المسؤولين قولهم إن طائرات مسيرة إسرائيلية استهدفت أيضا قاعدة بارشين العسكرية السرية على مشارف طهران.

وقال الجيش الإسرائيلي أنه استهدف على وجه التحديد مواقع عسكرية استراتيجية، وتحديدا مواقع تصنيع وإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ بالستية، فضلا عن بطاريات دفاع جوي.

تم تنفيذ الضربات على موجات متعددة على مدار عدة ساعات، في مناطق مختلفة من إيران، حيث أغلقت الجمهورية الإسلامية مجالها الجوي طوال هذه المدة ولم تظهر على ما يبدو قدرة تذكر على مواجهة الهجوم. وتحدثت تقارير عن ضربات في مناطق طهران وكرج وأصفهان وشيراز.

ويبدو أن الموجة الأولى من الهجمات استهدفت قدرات الدفاع الجوي الإيرانية، وذلك لضمان حرية عمليات الجيش الإسرائيلي خلال طلعات يوم السبت، ولتمهيد الطريق لمزيد من الضربات، في حالة رد إيران. وبينما كانت الحملة جارية، أفادت وسائل إعلام رسمية سورية أن إسرائيل ضربت عدة مواقع عسكرية في جنوب ووسط البلاد، وهو إجراء ربما تم اتخاذه لتمكين سلاح الجو الإسرائيلي من العمل بحرية أكبر في إيران.

وضربت الموجات التالية مواقع تصنيع طائرات مسيرة وصواريخ بالستية – بما في ذلك تلك التي استُخدمت في الهجمات الإيرانية المباشرة على إسرائيل في 14 أبريل والأول من أكتوبر – بالإضافة إلى مواقع مستخدمة لإطلاق مثل هذه الأسلحة.

اقرأ المزيد عن