بايدن يقول أنه ينبغي على حماس “أن تتحرك” بشأن اتفاق الهدنة، ويلقي باللوم على الحركة في عرقلة الصفقة
الرئيس الأمريكي يقول للصحفيين في قمة مجموعة السبع إنه غير متفائل بشأن التوصل إلى اتفاق قريبا لكنه لم يفقد الأمل في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن والدوحة والقاهرة الدفع بالمفاوضات

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس أنه لا يتوقع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة في المستقبل القريب، قائلا إن حماس بحاجة إلى تحويل موقفها ليكون أقرب إلى الاقتراح الإسرائيلي المطروح على الطاولة والمدعوم من الولايات المتحدة.
وقال بايدن، الذي حضر قمة مجموعة السبع، إن زعماء العالم المجتمعين في إيطاليا ناقشوا وقف إطلاق النار، ولكن عندما سأله الصحفيون عما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق هدنة قريبا، أجاب بايدن ببساطة، “لا… لم أفقد الأمل، لكن الأمر سيكون صعبا (…) يجب على حماس أن تتحرك”.
وقال بايدن في وقت لاحق إن الحركة تعرقل فرص التوصل الى اتفاق.
وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي: “لقد وضعت نهجا حظي بدعم مجلس الأمن الدولي، ومجموعة الدول السبع، والإسرائيليين، وأكبر عقبة حتى الآن هي رفض حماس التوقيع، على الرغم من أنهم قدموا شيئا مشابها”.
وأضاف أنه سيتعين الانتظار لرؤية ما إذا كان الاتفاق سوف “يؤتي ثماره”، لكنه قال أنه لا يزال ملتزما بالضغط على الجانبين من أجل التوصل إلى الاتفاق المكون من ثلاث مراحل والذي طرحه خلال خطاب له في أواخر الشهر الماضي.
يحاول المفاوضون من الولايات المتحدة ومصر وقطر التوسط في وقف لإطلاق النار في الصراع وإطلاق سراح الرهائن الذين اختُطفوا من إسرائيل في أكتوبر، والذين يُعتقد أن أكثر من 100 منهم ما زالوا في الأسر في غزة.
في أواخر الشهر الماضي، وضع الرئيس علنا الخطوط العريضة لصفقة قال إن إسرائيل اقترحتها والتي من شأنها تجميد القتال وتحرير الرهائن الـ 116 المحتجزين في القطاع مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وعلى الرغم من فوز الاقتراح بدعم المجتمع الدولي، فقد رفضت حماس العرض لفشله في احتواء التزام إسرائيلي بوقف إطلاق النار الدائم.

وفي وقت سابق من يوم الخميس، رد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان على مزاعم مفادها أن إسرائيل غير ملتزمة تماما باقتراح وقف إطلاق النار مع حماس.
وقال سوليفان “قدمت إسرائيل هذا الاقتراح. لقد كان على الطاولة لبعض الوقت. لم تظهر إسرائيل أي تناقض أو تراجع”. وردت حماس على الخطة بتقديم تعديلات، وقال سوليفان إن الهدف هو “معرفة كيف نعمل على سد الفجوات المتبقية والتوصل إلى اتفاق”.
وقالت حماس، التي رحبت في البداية بموافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على الاتفاق، إن التغييرات التي طلبتها تهدف إلى ضمان وقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة. يتضمن اقتراح وقف إطلاق النار الذي أعلنه بايدن مسارا نحو إنهاء الحرب وسحب القوات، لكن حماس طالبت بوقف القتال قبل إطلاق سراح أي رهائن.
ووصفت إسرائيل رد حماس على الاقتراح الأمريكي بأنه رفض تام. لكن الجهود لتأمين اتفاق مستمرة، بحسب الوسيطين قطر ومصر، المدعومين من الولايات المتحدة.
يوم الأربعاء، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن مطالب حماس تشمل بعض التغييرات غير العملية، محملا الحركة مسؤولية إطالة أمد الحرب.
وقال بلينكن في أول رد فعل أمريكي على الرد الذي قدمته حماس في اليوم السابق “اقترحت حماس العديد من التغييرات على الاقتراح الذي كان على الطاولة… بعض التغييرات قابلة للتنفيذ، وبعضها غير قابل للتنفيذ”.

متحدثا خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، أكد بلينكن أن الاقتراح الإسرائيلي الذي تلقته حماس في 30 مايو كان “متطابقا تقريبا” مع العرض الأخير الذي قدمته الحركة في 6 مايو.
وقال بلينكن: “كان بإمكان حماس أن تجيب بكلمة واحدة: ’نعم’. لكن حماس انتظرت ما يقرب من أسبوعين ثم اقترحت المزيد من التغييرات – والتي يتجاوز عدد منها المواقف التي اتخذتها وقبلتها سابقا”.
وأضاف: “نتيجة لذلك، فإن الحرب – التي بدأتها حماس في السابع من أكتوبر بهجومها البربري على إسرائيل … ستستمر”.
استبعدت حكومة إسرائيل وقف الحرب حتى يتم القضاء على حماس، على الرغم من أن آخرين، بما في ذلك بايدن، زعموا أن وضع الحركة قد تدهور بدرجة كافية بعد ثمانية أشهر من الحرب. يوم الخميس، أيد زعيم حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس، الذي استقال في الأسبوع الماضي من الحكومة ومن منصبه في كابينت الحرب المكون من ثلاثة أعضاء، هذا الرأي، قائلا إن تحرير الرهائن يجب أن يكون له الأولوية على ملاحقة الكتائب القليلة المتبقية من حماس.
يُعتقد أن 116 رهينة من أصل 251 شخصا اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك رفات 41 شخصا قُتلوا في 7 أكتوبر أو أثناء الأسر. شهدت هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس. وتم إعادة سبعة آخرين، كما استعاد الجيش جثث 19 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ على يد الجيش.
وقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل يجب أن تدمر حماس لضمان عدم تكرار الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل، والذي قُتل خلاله نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين.
يوم الخميس، توغلت الدبابات الإسرائيلية إلى عمق المنطقة الغربية من رفح بعد ليلة من القصف العنيف، حسبما أفاد السكان.

قالت إسرائيل إن هجومها يهدف إلى القضاء على آخر وحدات حماس القتالية في رفح، وهي المدينة التي كانت تؤوي أكثر من مليون شخص قبل بدء الهجوم الأخير. وقد انتقل معظم هؤلاء الأشخاص الآن شمالا نحو خان يونس ودير البلح في وسط قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه يواصل “العمليات المستهدفة التي تعتمد على معلومات استخباراتية” في رفح، قائلا إن القوات في اليوم الماضي حددت مواقع أسلحة وقتلت مسلحين فلسطينيين في قتال عن مسافة قريبة.
خلال اليوم الماضي، قال الجيش إنه ضرب 45 هدفا في جميع أنحاء قطاع غزة من الجو، بما في ذلك مبان عسكرية وخلايا مسلحة وقاذفات صواريخ وفتحات أنفاق.
وتقول وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس إن أكثر من 37 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا أو يُفترض أنهم قُتلوا في القتال حتى الآن، إلا أنه لا يمكن التحقق من هذا الرقم الذي لا يفرق بين المقاتلين والمدنيين. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 15 ألف مقاتل في المعارك، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح كانوا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.