بايدن لا يتوقع أن تشن إسرائيل عملية عسكرية في رفح مع استمرار المحادثات بشأن الرهائن
الرئيس الأمريكي يصر على أنه "يجب أن يكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار لإخراج الرهائن"؛ تقرير يفيد بأن هرتسوغ التقى برئيس الوزراء القطري لبحث المفاوضات من أجل إعادة الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس
بدا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يحذر إسرائيل من شن عملية عسكرية في رفح بينما لا تزال مفاوضات الرهائن جارية، في أحدث تحذير يصدر عن إدارته بشأن هجوم إسرائيل في المدينة الواقعة في جنوب غزة.
وردا على سؤال في البيت الأبيض عما إذا كانت إسرائيل قد قدمت للولايات المتحدة خطة لكيفية حماية المدنيين في عملية الجيش الإسرائيلي المخطط لها في رفح، كما حث مرة أخرى يوم الخميس خلال مكالمة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أجاب بايدن: “لقد أوضحت وجهة نظري، وأنا مقتنع جدا حيال ذلك، أنه يجب أن يكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار لإخراج الرهائن، وهذا الأمر جار. ما زلت آمل أن يكون من الممكن القيام بذلك”.
وقال “في هذه الأثناء، أنا لا أتوقع وأنا آمل ألا يقوم الإسرائيليون بأي توغل بري كبير. إن توقعي هو أن ذلك لن يحدث”.
وأضاف “نحن في وضع حيث يوجد هناك رهائن أمريكيون… الأمر لا يتعلق بالإسرائيليين فقط”، في إشارة إلى الرهائن الذين يحملون الجنسية الأمريكية الإسرائيلية المزدوجة.
“آمل وأتوقع أن نتوصل إلى صفقة الرهائن هذه، وأن نعيد الأمريكيين إلى الوطن. يتم التفاوض على الصفقة، وسنرى إلى أين سيأخذنا ذلك”.
جاءت تصريحات بايدن وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لعدم المضي قدما بعمليتها العسكرية في رفح، آخر معقل كبير لحماس في قطاع غزة، حيث فر 1.4 مليون نازح فلسطيني التماسا لملجأ من القتال في أماكن أخرى.
وتعتقد إسرائيل، التي تقول إنها ستضع خطة لإخلاء المدنيين قبل دخول رفح، أنه لا يمكنها إضعاف حماس بشكل فعال دون الاستيلاء على رفح، التي تقع على حدود غزة مع مصر. ويُعتقد أن بعض الرهائن الـ 134 المتبقين في غزة على الأقل موجودون في المدينة.
وجاءت التحذيرات الأمريكية بشأن رفح أيضا في الوقت الذي يسعى فيه بايدن إلى الدفع باتفاق لإطلاق سراح الرهائن يكون مصحوبا بوقف للقتال، حيث قام مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ويليام بيرنز بزيارة إسرائيل يوم الخميس لمناقشة المفاوضات الجارية مع القادة الإسرائيليين.
وتم طرح القضيتين خلال اجتماع يوم الجمعة بين نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس والرئيس يتسحاق هرتسوغ على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.
وقال البيت الأبيض في بيان بشأن اللقاء إن “نائبة الرئيس أكدت دعمها الثابت لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها في مواجهة تهديدات حماس، وأدانت حماس مرة أخرى باعتبارها منظمة إرهابية همجية ارتكبت مذبحة مروعة في 7 أكتوبر”.
وتابع البيان “ناقش نائبة الرئيس والرئيس الجهود الجارية لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس وتحقيق وقف طويل للقتال”.
وقال البيان أيضا إن “نائبة الرئيس شددت أيضا على أهمية حماية المدنيين، وزيادة المساعدات الانسانية وضمان آلية مناسبة لمنع الاشتباك لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين داخل غزة”.
“أكدت نائبة الرئيس مجددا موقف إدارة بايدن-هاريس بأن العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا هناك”.
واختتُم البيان بالقول إن “القائدين ناقشا أيضا التخطيط الجاري لغزة ما بعد الصراع والتقدم المحرز على هذه الجبهة، وأكدت نائبة الرئيس المواقف الأمريكية، بما في ذلك أن إسرائيل يجب أن تكون آمنة، ويجب ألا يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، ويجب أن يتمتع الفلسطينيون بحقهم في الحرية والكرامة والأمن وتقرير المصير”.
أثناء وجوده في ميونيخ، التقى هرتسوغ أيضا برئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، حسبما أفاد موقع “واللا” الإخباري، الذي أضاف أن الاثنين ناقشا المفاوضات الجارية التي تهدف إلى تأمين إطلاق سراح من تبقى من الرهائن الإسرائيليين.
تلعب قطر دورا قياديا في التوسط في المحادثات بين إسرائيل وحماس، وساعدت في التوسط للتوصل إلى هدنة لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر تم خلالها إطلاق سراح 105 رهائن.
وفي مكان آخر في ميونيخ، اجتمع مسؤولون أمريكيون وعرب وأوروبيون كبار يوم الجمعة لمناقشة التقدم المحرز في صياغة خطة لغزة ما بعد الحرب والتي سيتم ربطها بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، حسبما قال مسؤولون ودبلوماسيون.
وكان بلينكن ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزراء خارجية الأردن وقطر وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا من بين المجتمعين على هامش مؤتمر ميونيخ السنوي للأمن.
وقال مسؤولون إن الاجتماع كان الأول من هذا النوع وسط الحرب بين إسرائيل وحماس، التي اندلعت بعد هجوم 7 أكتوبر الذي قتل فيه مسلحون فلسطينيون حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزوا 253 كرهائن أثناء اجتياحهم جنوب إسرائيل.
وكان الهدف هو أن تتشارك الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية المناقشات التي أجرتها بشأن غزة بعد الحرب، والتطبيع الإسرائيلي- السعودي، واندماج إسرائيل الأوسع في المنطقة، والضمانات الأمنية، والمسار نحو إقامة دولة فلسطينية وكيفية إصلاح السلطة الفلسطينية، حسبما قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى.
وظهرت انقسامات بين الدول الغربية والعربية بشأن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني وكان ردها في الغالب هو محاولة تخفيف الوضع الإنساني في القطاع.
ومع ذلك، مع تزايد عدد الضحايا المدنيين، قال المسؤولون إن هناك شعورا بالحاجة الملحة على الأقل إلى القيام بشيء ما عندما يكون هناك وقف طويل لإطلاق نار.
وقال دبلوماسي أوروبي حضر وزير خارجيته الاجتماع إن “الأمريكيين يعملون مع العرب، لذا من الجيد أن نسمع ما يقولونه”.
وأضاف “هذا مفيد لأن الجميع يحاولون تحريك الأمور. هناك حاجة ملحة أكثر بسبب الهجوم الوشيك على رفح”.
وقال الدبلوماسي الأوروبي إنه على الرغم من أن الأولوية بالنسبة للدول العربية هي العمل مع واشنطن، فإن الفوز المحتمل للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر قد يغير المشهد ويسلط الضوء بشكل أكبر على الروابط الأوروبية.
وقال الدبلوماسي “إنها صيغة يمكن أن تجدها الدول العربية مفيدة للمضي قدما”.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل ورويترز.